منوعات

“بتعاملهم زي أولادها”.. سيدة تجني 200 ألف دولار من رعاية الدمى

هواية مربحة: قصة الأمريكية التي حولت الاعتناء بالدمى إلى مشروع يدر أكثر من 200 ألف دولار

في عالم مليء بالمهن التقليدية، تظهر قصص استثنائية لأشخاص حولوا شغفهم إلى مصدر رزق. واحدة من هذه القصص هي قصة الأمريكية جينا كاسوف، التي اخترعت لنفسها مسارا وظيفيا فريدا من خلال حبها للدمى، وتحويله إلى مشروع رقمي مربح للغاية. تعتبر هذه الظاهرة جزءًا من الاهتمام المتزايد بـ دمى الريبورن وأثرها على بعض الأفراد، وكيف يمكن لاستثمار هذا الشغف أن يتجاوز التوقعات. استنادًا إلى تقرير مجلة نيوزويك، حققت كاسوف نجاحًا باهرًا على يوتيوب بفضل محتواها المبتكر.

ما هي دمى الريبورن ولماذا تحظى بشعبية؟

دمى الريبورن (Reborn Dolls) هي دمى تُشبه الأطفال حديثي الولادة بشكل واقعي للغاية. يتم تصنيعها عن طريق تحويل مجموعات دمى فارغة إلى تحف فنية من خلال إضافة طبقات متعددة من الطلاء، وتجذير الشعر يدويًا، وتفصيل العيون والجلد بشكل دقيق. السعر يختلف بشكل كبير، حيث تتراوح قيمة الدمية الواحدة بين ألفي إلى عشرة آلاف دولار، مما يعكس الجهد الفني الكبير المبذول في كل قطعة.

تتزايد شعبية هذه الدمى لأسباب مختلفة. بالنسبة للبعض، توفر شعورًا بالراحة العاطفية أو الأمومة، خاصةً للأشخاص الذين لا يستطيعون إنجاب أطفال أو الذين فاتهم مرحلة تربية الأطفال. بالنسبة للآخرين، هي بمثابة عمل فني فريد ومثير للاهتمام، أو هواية ممتعة. كما أن هناك مجتمعًا متناميًا من هواة جمع هذه الدمى حول العالم، حيث يتبادلون الخبرات وينظمون المعارض.

جينا كاسوف: من هواية إلى مشروع يوتيوب ناجح

بدأت جينا كاسوف هوايتها بجمع دمى الأطفال عام 2020، وسرعان ما أصبحت هذه الدمى جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية. لم تكتفِ كاسوف بجمع الدمى، بل بدأت في التعامل معها كأنها أطفال حقيقيون، وتلبية احتياجاتهم الوهمية. أدركت كاسوف إمكانية تحويل هذه الهواية إلى محتوى جذاب عبر الإنترنت.

في مارس 2024، أطلقت كاسوف قناتها على يوتيوب بعنوان “الدمى ليست حقيقية”، وبدأت في مشاركة تفاصيل حياتها مع دمى “ريبورن”. يشمل محتواها مقاطع فيديو لروتين الصباح، وأوقات اللعب، ورحلات التسوق، ووقت الاستحمام، وحتى “إطعام” الدمى. على الرغم من تلقيها بعض الانتقادات والسخرية من بعض المتابعين الذين وصفوا أسلوب حياتها بالـ “مرعب” أو الـ “حزين”، إلا أن هذا لم يثنها عن مواصلة عملها.

بفضل إبداعها والتزامها بتقديم محتوى فريد، نجحت كاسوف في جذب انتباه الآلاف من المشاهدين. وقد حققت قناتها إيرادات تجاوزت 200 ألف دولار في الـ 365 يومًا الماضية, معتمدة على الإعلانات والشراكات، وتضم أكثر من 30 ألف مشترك. هذا النجاح يبرز قوة المحتوى الرقمي في تحويل الهوايات غير التقليدية إلى مشاريع مربحة.

التحديات والانتقادات التي تواجه هواة دمى الريبورن

لا تخلو هذه الهواية من التحديات. عادة ما يواجه هواة جمع الدمى انتقادات من المجتمع بسبب طبيعة هذه الهواية التي يعتبرها البعض غريبة أو مبالغًا فيها. هناك تصور خاطئ بأن الأشخاص الذين يهتمون بهذه الدمى يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية.

صحيح أن البعض قد يعتمد على هذه الدمى كآلية للتكيف مع الوحدة أو الحزن، إلا أن العديد من هواة الجمع يستمتعون بها ببساطة كنوع من الفن أو كوسيلة للتعبير عن إبداعهم. كما أن هناك قلقًا بشأن التكاليف العالية لهذه الدمى، والوقت والجهد اللازمين للعناية بها.

مستقبل هواية الريبورن والتسويق الرقمي

قصة جينا كاسوف هي دليل على أن أي هواية، مهما بدت غريبة أو غير تقليدية، يمكن أن تتحول إلى مشروع ناجح بفضل قوة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. إن نجاحها يعتمد بشكل كبير على قدرتها على إنشاء محتوى مرئي جذاب وتقديم تجربة فريدة للمشاهدين.

من المتوقع أن تستمر شعبية دمى الريبورن في النمو، خاصة مع ازدياد الاهتمام بالهوايات التي توفر الراحة العاطفية والإبداعية. كما أن التسويق الرقمي سيظل يلعب دورًا حاسمًا في الترويج لهذه الدمى وربط هواة جمعها ببعضهم البعض.

في الختام، تظهر قصة جينا كاسوف الوجه المشرق للهوايات غير التقليدية وكيف يمكن أن تتحول إلى مشاريع مربحة بفضل الإصرار والإبداع والاستفادة من الفرص التي يوفرها العالم الرقمي. إذا كنت من محبي دمى الريبورن أو تبحث عن الإلهام لتحويل هوايتك إلى مصدر دخل، فإن قصة كاسوف هي بمثابة درس قيم. شاركنا رأيك حول هذه الهواية الغريبة وهل تعتقد أنها تستحق هذا الاهتمام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى