الأمم المتحدة تنتخب الرئيس العراقي السابق برهم صالح مفوضاً لشؤون اللاجئين

انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، برهم صالح، الرئيس العراقي السابق، ليشغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هذا الاختيار يمثل نقطة تحول مهمة في ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة عالمياً، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتق برهم صالح في قيادة جهود حماية ودعم ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم.
برهم صالح مفوضًا جديدًا لشؤون اللاجئين: تفاصيل الانتخاب والتحديات القادمة
جاء انتخاب برهم صالح بالتزكية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة عضو، وذلك بعد ترشيحه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش. يأتي هذا التعيين خلفًا للمفوض الإيطالي فيليبو جراندي الذي قاد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منذ عام 2016. من المقرر أن يبدأ صالح ولايته الجديدة التي تمتد لخمس سنوات في الأول من يناير عام 2026.
خلفية برهم صالح ومؤهلاته
برهم صالح، المهندس العراقي الذي تلقى تعليمه في المملكة المتحدة، ينحدر من إقليم كردستان العراق. يتمتع بخبرة سياسية واسعة، حيث شغل منصب رئيس جمهورية العراق في الفترة من 2018 إلى 2022. تعتبر خلفيته الأكاديمية والسياسية، بالإضافة إلى فهمه العميق للتحديات التي تواجه المنطقة، مؤهلات قوية تمكنه من قيادة المفوضية في هذه المرحلة الحرجة.
أزمة تمويل متصاعدة وتأثيرها على اللاجئين
يواجه برهم صالح تحديات جمة فور توليه منصبه، أبرزها الأعداد القياسية من النازحين واللاجئين على مستوى العالم، والتي تقارب ضعف ما كانت عليه عند تولي جراندي المنصب. وليس هذا فحسب، بل يضاف إلى ذلك أزمة تمويل حادة تهدد قدرة المفوضية على تقديم المساعدة الضرورية.
تراجع المساهمات المالية
شهدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انخفاضًا ملحوظًا في التمويل هذا العام، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تقليص الولايات المتحدة لمساهماتها، وتحويل بعض الدول الغربية الأخرى أموالها المخصصة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع الدفاع. هذا التحول في الأولويات يضع ضغوطًا هائلة على المفوضية وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
خطر فقدان المساعدات الإنسانية
وفقًا لتقرير صادر عن المفوضية، يواجه ما يصل إلى 11.6 مليون لاجئ ونازح خطر فقدان الحصول على المساعدات الإنسانية المباشرة هذا العام. يمثل هذا الرقم حوالي ثلث المستفيدين من مساعدات المفوضية في العام الماضي. هذا التخفيض الكبير في الميزانيات يهدد حياة وكرامة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة. الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، ويتطلب تدخلًا عاجلاً.
عوامل كارثية تواجه اللاجئين والنازحين
يسلط تقرير المفوضية الضوء على تضافر عوامل كارثية تعصف بملايين اللاجئين والنازحين، بما في ذلك تزايد مستوى النزوح بسبب الصراعات والاضطهاد، وتقلص التمويل المتاح، واللامبالاة السياسية المتزايدة. النساء والأطفال، كالعادة، هم الأكثر تضررًا من هذه الأوضاع الصعبة. أزمة اللاجئين تتفاقم يومًا بعد يوم.
تخفيضات في البرامج الأساسية
تم تخفيض أو تعليق ما يقرب من 1.4 مليار دولار من البرامج الأساسية للمفوضية، وفقًا لتحليل دقيق لبرامجها والمبالغ التي تلقتها هذا العام. هذا التخفيض يؤثر بشكل مباشر على قدرة المفوضية على توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية والتعليم للاجئين والنازحين.
مستقبل عمل المفوضية تحت قيادة برهم صالح
يتطلب الوضع الحالي من برهم صالح تبني استراتيجيات جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة. من بين هذه الاستراتيجيات: البحث عن مصادر تمويل بديلة، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، والدعوة إلى حلول سياسية للصراعات التي تؤدي إلى النزوح. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المفوضية التركيز على تمكين اللاجئين والنازحين ومنحهم الفرصة للمشاركة في تحديد مصيرهم. العمل الإنساني يتطلب تضافر الجهود الدولية.
في الختام، يمثل انتخاب برهم صالح مفوضًا ساميًا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرصة لإعادة إحياء الجهود الدولية لحماية ودعم اللاجئين والنازحين. ومع ذلك، فإن التحديات كبيرة، ويتطلب الأمر قيادة حكيمة وجهودًا متواصلة للتغلب عليها. ندعو المجتمع الدولي إلى دعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتمكينها من القيام بمهمتها النبيلة في إنقاذ حياة الملايين. يمكنكم المساهمة في دعم اللاجئين من خلال التبرع للمفوضية أو التطوع في برامجها.












