اخر الاخبار

لهذا السبب.. ترمب غير واثق من احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على مجلس النواب

في تصريح لافت للنظر، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن عدم يقينه من قدرة الحزب الجمهوري على الاحتفاظ بأغلبية مقاعده في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقبلة. وأرجع هذا الشك إلى تأخره في تطبيق بعض سياساته الاقتصادية بشكل كامل، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه السياسات على الرأي العام وقدرة الحزب على حشد الدعم قبل الانتخابات النصفية.

ترمب يعترف بتحديات الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب

جاءت تصريحات ترمب خلال مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت يوم السبت. وعندما سُئل مباشرةً عما إذا كان الجمهوريون سيفقدون السيطرة على مجلس النواب في نوفمبر المقبل، أجاب ترمب بصراحة قائلاً: “لا أستطيع أن أجزم. لا أعرف متى سيبدأ ضخ كل هذه الأموال”. هذا التصريح يمثل اعترافًا ضمنيًا بالتحديات التي تواجه الحزب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ويُظهر قلقًا بشأن قدرة السياسات المعلنة على إحداث تأثير ملموس قبل موعد الانتخابات.

السياسات الاقتصادية والوعد بتحسين الأوضاع

أضاف ترمب أنه يتوقع تحسن أسعار السلع والخدمات بحلول موعد الانتخابات، ولكنه لم يوضح ما إذا كان سيقوم بخفض الرسوم الجمركية على المزيد من المنتجات. هذا الأمر يثير جدلاً حول فعالية سياساته التجارية، خاصةً وأن الرسوم الجمركية كانت من أبرز وعوده الانتخابية. يرى ترمب أن سياساته، بما في ذلك فرض الرسوم الجمركية، تساهم في خلق فرص عمل ودعم سوق الأسهم وجذب الاستثمارات إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، يواجه هذا الرأي انتقادات من خبراء الاقتصاد الذين يحذرون من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار للمستهلكين.

تذبذب موقف ترمب من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة

شهد موقف ترمب من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة تذبذبًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة. ففي حين وصف في البداية هذه المشكلات بأنها “خدعة”، ثم ألقى باللوم على الرئيس السابق جو بايدن، عاد ليعد بأن سياساته الاقتصادية ستعود بالنفع على الأمريكيين في العام المقبل. هذا التغيير في الخطاب يعكس محاولة للتكيف مع القلق المتزايد لدى الناخبين بشأن قدرتهم على تحمل تكاليف المعيشة.

تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الغذائية

في محاولة لتهدئة هذا القلق، قام ترمب الشهر الماضي بتخفيض الرسوم الجمركية على أكثر من 200 منتج غذائي. هذا الإجراء جاء استجابةً لارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثيرها على الأسر الأمريكية. ويعتقد ترمب أن تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية سيزيد من الأموال المتاحة لدى الأسر، وبالتالي يخفف من الضغوط المالية التي تواجهها.

استطلاعات الرأي تشير إلى تحديات أمام ترمب

على الرغم من بعض التحسن الطفيف في شعبيته، حيث ارتفعت إلى 41% في استطلاع حديث لـ “رويترز/ إبسوس”، إلا أن نسبة التأييد لأدائه فيما يتعلق بتكلفة المعيشة لا تزال منخفضة، حيث سجلت 31% فقط. هذا يشير إلى أن الناخبين لا يزالون غير مقتنعين بقدرة ترمب على حل مشكلاتهم الاقتصادية.

الترويج للبرنامج الاقتصادي في بنسلفانيا

في محاولة لكسب التأييد قبل الانتخابات النصفية، ألقى الرئيس ترمب خطابًا في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا، ركز فيه على الترويج لإنجازاته الاقتصادية والدفاع عنها. وأشاد بنمو الوظائف في الولاية وانخفاض أسعار البنزين، وزعم أن الرسوم الجمركية تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي. كما استعرض بعض جوانب خطته الاقتصادية، بما في ذلك إنشاء حسابات استثمارية للأطفال.

التركيز على قطاع الصلب

كما سلط الضوء على قراره بالسماح لشركة “نيبون ستيل” اليابانية بشراء شركة “يو إس ستيل”، مؤكدًا أن إدارته “أنقذت” الشركة وجعلتها “مزدهرة للغاية”. هذا الأمر يعكس تركيز ترمب على دعم الصناعات الأمريكية وحماية الوظائف.

التضخم والجهود المبذولة للحد منه

واصل ترمب التأكيد على أن إدارته “تقضي” على التضخم، مشيرًا إلى أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 3% على أساس سنوي في سبتمبر الماضي، وهو ما يقل عن مستويات عام 2022. ومع ذلك، لا يزال هذا المعدل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. كما ألقى باللوم على الديمقراطيين في مشكلات القدرة على تحمل التكاليف، زاعمًا أنهم تسببوا في ارتفاع الأسعار.

فوز الديمقراطيين في الانتخابات المحلية

في المقابل، تمكن الديمقراطيون من الفوز في عدة ولايات خلال انتخابات محلية، وهو ما يعزى إلى تنامي قلق الناخبين إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة. هذا الفوز يمثل إشارة تحذير للجمهوريين، ويؤكد على أهمية معالجة هذه المشكلة قبل الانتخابات القادمة. الوضع الاقتصادي الحالي يمثل تحديًا كبيرًا للحزب الجمهوري، ويتطلب جهودًا مضاعفة لكسب ثقة الناخبين.

مستقبل الاقتصاد الأمريكي والانتخابات

بشكل عام، تظهر تصريحات ترمب ومستجدات الوضع الاقتصادي أن الوضع الاقتصادي سيكون له دور حاسم في تحديد نتائج الانتخابات النصفية. سيكون على الحزب الجمهوري أن يقدم حلولًا ملموسة لمشكلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، وأن يقنع الناخبين بأن سياساته الاقتصادية ستعود بالنفع عليهم. كما أن قدرة ترمب على حشد الدعم من قاعدته الانتخابية ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الحزب في الكونجرس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى