اخبار الاقتصاد

أسعار النفط تهبط بفعل مخاوف فائض الإمدادات وسط تداولات ضعيفة

شهدت أسواق النفط تقلبات ملحوظة في نهاية الأسبوع، حيث انخفضت أسعار النفط بشكل طفيف، مسجلةً أدنى مستوى لخام غرب تكساس الوسيط منذ شهر مايو. يأتي هذا التراجع في ظل تزايد المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي، وتأثير ذلك على الأسواق. كما ساهمت عوامل جيوسياسية في تعقيد المشهد، وتقديم بعض الدعم للأسعار في مقابل الضغوط الهبوطية. هذا المقال يقدم تحليلاً مفصلاً لأسباب هذا التراجع، والعوامل المؤثرة في سوق النفط، والتوقعات المستقبلية.

تراجع أسعار النفط وتأثير المعنويات السلبية

أغلق خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 58 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر له منذ مايو الماضي. وانخفض خام برنت المرجعي العالمي إلى أدنى مستوى له في نحو شهرين. وقد كان تراجع الأسهم الأمريكية عاملاً رئيسياً في زيادة المعنويات السلبية، حيث أثار القلق بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب على النفط. بالإضافة إلى ذلك، أدت العقود الآجلة للديزل، التي انخفضت بنحو 1.4%، إلى تفاقم الضغوط على أسعار النفط.

ضعف التداولات وتأثير العطلات

ساهم ضعف التداولات قبيل عطلات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في زيادة تقلبات الأسعار. عادةً ما تشهد الأسواق انخفاضاً في حجم التداول خلال هذه الفترة، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالأخبار والأحداث غير المتوقعة. كما أن حذر المتداولين بشأن المخاطرة، بعد عام صعب من حيث الأرباح، دفعهم إلى تبني موقفاً أكثر تحفظاً.

مخاوف فائض المعروض وتوقعات السوق

تعتبر التوقعات المتزايدة بتجاوز الإمدادات للطلب في العام المقبل السبب الرئيسي وراء تراجع سوق النفط. وقد دفعت هذه التوقعات سعر الخام نحو الحد الأدنى من النطاق الذي يتحرك داخله منذ منتصف أكتوبر. بدأ بعض المتعاملين بالتمركز تحسباً لمزيد من التراجعات، وبلغت الرهانات البيعية على خام برنت أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع.

أكدت وكالة الطاقة الدولية، يوم الخميس، توقعها تسجيل فائض غير مسبوق في المعروض، على الرغم من أنه أقل قليلاً من توقعاتها السابقة. وأشارت الوكالة إلى أن المخزونات العالمية تضخمت إلى أعلى مستوى لها في أربعة أعوام، مما يزيد من الضغوط على الأسعار. هذا الفائض في المعروض يثير تساؤلات حول قدرة منظمة أوبك وحلفائها على إدارة الإنتاج بشكل فعال لتحقيق التوازن في السوق.

التوترات الجيوسياسية ودعمها المحدود للأسعار

على الرغم من الضغوط الهبوطية، تقدم التوترات الجيوسياسية بعض الدعم لأسعار النفط. فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقوبات جديدة على ثلاثة من أبناء شقيق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بالإضافة إلى ست ناقلات نفط، بعد أن صادرت الولايات المتحدة ناقلة عملاقة قبالة سواحل فنزويلا.

الأزمة الفنزويلية وتأثير العقوبات

مصادرة أمريكا لناقلة نفط ينذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. وبحسب مصادر مطلعة، فإن مصادرة السفينة ليست سوى بداية مرحلة جديدة من حملة الضغط المكثفة التي تنتهجها إدارة ترمب ضد الرئيس الفنزويلي. يهدف هذا الإجراء إلى حرمان مادورو من شريان إيرادات النفط وإجباره على التخلي عن السلطة.

الحرب في أوكرانيا والغموض بشأن الاتفاقات

كما أن الغموض الذي يكتنف آفاق التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا يساهم أيضاً في دعم أسعار النفط. فإذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد يؤدي ذلك إلى رفع العقوبات عن الخام الروسي، مما يزيد من المعروض في السوق ويخفض الأسعار. توقعات أسعار النفط تتأثر بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية.

وفي تطور لافت، هاجمت أوكرانيا حقلاً نفطياً روسياً تابعاً لشركة “لوك أويل”. وقال دينيس كيسلر، النائب الأول لرئيس التداول في شركة “بي أو كيه فايننشال سيكيوريتيز”: “يبدو أن أوكرانيا تواصل استهداف أصول النفط الروسية حتى مع وجود مفاوضات سلام قيد الإعداد، وهو ما يبدو أنه يقدم دعماً نفسياً لأسعار الخام”.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

بشكل عام، يشير التراجع الأخير في أسعار النفط إلى تزايد المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي وتأثيره على السوق. على الرغم من أن التوترات الجيوسياسية تقدم بعض الدعم للأسعار، إلا أنها غير كافية لتعويض الضغوط الهبوطية. من المتوقع أن تستمر تقلبات الأسعار في المدى القصير، حيث يعتمد مسارها على تطورات العرض والطلب، والأحداث الجيوسياسية، والبيانات الاقتصادية العالمية. ينصح المستثمرون والمحللون بمتابعة هذه العوامل عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة. لمزيد من المعلومات حول تحليل سوق النفط، يمكنكم زيارة [رابط لمصدر معلومات موثوق].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى