السفير العماني الدواوين تمثل قيمة كبيرة في الحياة الاجتماعية ولها آثار إيجابية في سلوك وحياة الأفراد والمجتمع

سلطنة عمان تهنئ الكويت بإدراج “الديوانية” في قائمة اليونسكو للتراث الإنساني
أعرب سعادة سفير سلطنة عمان لدى الكويت الدكتور صالح الخروصي عن تهنئته للكويت قيادةً وشعباً، بإدراج ملف “الديوانية” في القائمة التمثيلية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية. هذا الإنجاز يعكس مكانة الكويت العريقة واهتمامها بالحفاظ على تراثها الثقافي الأصيل، ويؤكد أهمية الديوانية كرمز للضيافة العربية والتقاليد الاجتماعية العريقة. إن هذا الاعتراف الدولي بالديوانية يمثل فخراً لجميع دول الخليج العربي التي تشترك في هذا الموروث الثقافي الغني.
أهمية الديوانية في المجتمع الكويتي والخليجي
أكد السفير الخروصي أن نجاح الكويت في إدراج الديوانيات في منظومة اليونسكو الدولية يؤكد الأهمية الخاصة التي تتمتع بها هذه المجالس في الحياة الاجتماعية. فالديوانية ليست مجرد مكان للضيافة، بل هي مؤسسة اجتماعية متكاملة تلعب دوراً محورياً في بناء المجتمع وتعزيز قيمه.
دور الديوانية في تعزيز الروابط الاجتماعية
تعتبر الديوانية من أبرز مظاهر الكرم وحسن الضيافة العربية، حيث تفتح أبوابها للجميع دون استثناء. وهي فضاء يتيح للناس من مختلف الخلفيات والأعمار الالتقاء وتبادل الآراء والأفكار، مما يعزز التآزر والترابط والتكافل الاجتماعي. كما أنها منصة مهمة لحل النزاعات وتعزيز الوحدة الوطنية.
الديوانية كمنصة للشورى والحياة البرلمانية
أوضح السفير الخروصي أن الديوانية تجسد معاني الشورى، وهي من أهم مبادئ الديمقراطية في الثقافة العربية. فالنقاشات التي تدور في الديوانية تعكس آراء ومقترحات المواطنين، مما يساهم في صياغة السياسات العامة واتخاذ القرارات الصائبة. وهذا ما يجعلها تمثل المعنى الحقيقي للحياة البرلمانية الشعبية.
الديوانية والسبلة: تشابه في الجذور وأهمية في الممارسة
أشار السفير الخروصي إلى أن سلطنة عمان لديها مؤسسات اجتماعية مماثلة للديوانية، تُعرف باسم “السبلة”. وبالمثل، تُطلق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى أسماء مختلفة على هذه المجالس، مثل “المجلس”، لكنها تشترك جميعاً في نفس الجذور والقيم.
هذا التشابه يعكس عمق الترابط الثقافي والاجتماعي بين دول الخليج، ويؤكد أن الديوانية ليست مجرد تقليد كويتي، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الخليجية المشتركة. إن هذه المجالس تمثل فضاءً حيوياً للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الوحدة الوطنية في جميع أنحاء المنطقة.
الديوانية في الدبلوماسية العمانية
كشف السفير الخروصي عن أن السفارة العمانية في الكويت تستفيد من أهمية الديوانية في نشاطها الدبلوماسي. وقد قامت السفارة بتأسيس دواوين دبلوماسية، تدعو إليها المسؤولين والمواطنين الكويتيين من مختلف الفئات.
وأضاف: “نرى في الدواوين الكويتية منصة غاية في الأهمية من أجل التعارف والتواصل والحوار، وأصبحت هذه الدواوين بنداً مهماً في برنامجنا الدبلوماسي”. هذا يدل على أن الديوانية ليست مجرد مكان للاستقبال والترحيب، بل هي أداة فعالة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول. إنها تعكس الاحترام المتبادل بين الثقافات، وتشجع على الحوار والتفاهم.
تهنئة وتقدير لجهود الكويت
اختتم السفير الخروصي تصريحه بتقديم أطيب التهاني للمسؤولين في وزارة الإعلام والثقافة، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، بمناسبة هذا الإنجاز التاريخي. وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلوها لإعداد ملف الديوانية وتقديمه إلى اليونسكو.
هذا الإدراج يمثل اعترافاً عالمياً بأهمية التراث الثقافي غير المادي، ويشجع الدول الأخرى على بذل المزيد من الجهود لحماية هذا التراث. كما أنه يعزز مكانة الكويت كمركز ثقافي رائد في المنطقة، ويساهم في تعزيز السياحة الثقافية. إن الحفاظ على الديوانية كجزء من التراث الإنساني هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.
إن إدراج الديوانية في قائمة اليونسكو يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز هذا الموروث الثقافي العريق، ويشجع على إحيائه وتطويره بما يتناسب مع متطلعات العصر الحديث. كما أنه يمثل فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول المختلفة في مجال التراث الثقافي غير المادي. التراث الثقافي هو ثروة يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة. ويعتبر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت الركيزة الأساسية في هذا المسعى.












