اخبار التقنية

تقرير: هواوي وSMIC تقودان طفرة الصين في صناعة الرقائق الإلكترونية

في ظل التحديات التكنولوجية والقيود المفروضة، تواصل شركة هواوي الصينية وشريكتها SMIC تحقيق تقدم ملحوظ في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية. هذا التقدم، الذي كشفته شركة الأبحاث TechInsights في تحليل حديث، يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمريكية الرامية إلى الحد من تطور التكنولوجيا الصينية. يمثل هذا التطور دفعة قوية لقطاع التكنولوجيا في الصين، ولكنه يثير أيضًا مخاوف بشأن المنافسة العالمية وتوازن القوى في هذا المجال الحيوي.

هواوي و SMIC: اختراق للقيود الأمريكية في تصنيع الرقائق

أظهر تحليل TechInsights لمكونات هاتف Huawei Mate 80 Pro Max أن المعالج Kirin 9030 المستخدم فيه تم تصنيعه باستخدام نسخة مطورة من تقنية SMIC. هذا الإنجاز يعتبر “أكثر تقنيات تصنيع أشباه الموصلات المحلية تقدماً في الصين حتى الآن”، وفقًا لتقرير صادر عن بلومبرغ. يشير هذا إلى أن الشركتين الصينيتين قد تمكنتا من التغلب على بعض العقبات التي فرضتها القيود الأمريكية، وتحقيق تحسينات تدريجية ولكنها ذات مغزى في قدرات التصنيع.

تحسينات تدريجية في قدرات التصنيع

لم يكن التقدم قفزة نوعية، بل سلسلة من التحسينات المتراكمة. أكد التقرير أن SMIC استطاعت تطوير عملياتها التصنيعية، مما سمح بإنتاج رقائق أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، لا يزال هناك فجوة كبيرة بين قدرات SMIC والشركات الرائدة عالميًا مثل TSMC و Samsung Electronics. من المتوقع أن تواجه الرقائق الجديدة تحديات تتعلق بمعدلات الإنتاج الجيد وتكاليف التصنيع المرتفعة.

خلفية القيود الأمريكية وأهدافها

فرضت الولايات المتحدة قيودًا تصديرية على هواوي و SMIC، وأدرجتهما في ما يسمى بـ “قائمة الكيانات”. الهدف المعلن من هذه الإجراءات هو حماية الأمن القومي الأمريكي، على أساس أن الشركتين مرتبطتان بالمؤسسة العسكرية الصينية. تمنع هذه القيود الشركات الأمريكية من تزويد هواوي و SMIC بالتكنولوجيا والمعدات اللازمة لتطوير وتصنيع الرقائق الإلكترونية المتقدمة.

تأثير القيود على قطاع أشباه الموصلات

أدت القيود إلى صعوبات كبيرة في حصول الشركتين على المعدات والتقنيات الضرورية، خاصة تلك المتعلقة بتقنيات الليثوغرافيا المتقدمة التي تنتجها شركات مثل Applied Materials و ASML. هذه المعدات ضرورية لإنتاج رقائق أصغر وأكثر كفاءة. على الرغم من هذه التحديات، استمرت هواوي و SMIC في البحث والتطوير، والاعتماد على البدائل المتاحة، وتحسين العمليات الحالية.

تخفيف القيود المحتمل: صفقة إنفيديا

في تطور لافت، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه سيسمح لشركة إنفيديا بتصدير رقائق H-200 إلى عملاء معتمدين في الصين ودول أخرى، مع مراعاة اعتبارات الأمن القومي. وأشار إلى أن هذا النهج سينطبق أيضًا على شركات أمريكية أخرى مثل AMD و Intel. هذا القرار، الذي جاء بعد محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينج، قد يمثل تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه قطاع أشباه الموصلات في الصين.

أهمية رقاقة H-200

تعتبر رقاقة H-200 من إنفيديا ذات أهمية خاصة نظرًا لقدراتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. فهي تتميز بذاكرة ذات نطاق ترددي عالٍ أكبر من سابقتها H-100، مما يسمح لها بمعالجة البيانات بسرعة أكبر. وفقًا لتقرير صادر عن معهد التقدم، فإن H-200 أقوى بستة أضعاف تقريبًا من H-20، وهي أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطوراً والتي كان يمكن تصديرها قانونًا إلى الصين.

مستقبل تصنيع الرقائق في الصين

على الرغم من التقدم الذي أحرزته هواوي و SMIC، لا يزال الطريق أمام الصين طويلًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع الرقائق. فالفجوة التكنولوجية مع الشركات الرائدة عالميًا لا تزال كبيرة، والقيود الأمريكية قد تعيق جهود التطوير المستقبلية. ومع ذلك، فإن الاستثمار الصيني الضخم في هذا القطاع، والتركيز على البحث والتطوير، يشيران إلى أن الصين عازمة على أن تصبح قوة رئيسية في صناعة أشباه الموصلات.

التحديات المستمرة

لا تزال الشركات الصينية تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك صعوبة الحصول على المعدات والتقنيات المتقدمة، وارتفاع تكاليف التصنيع، وانخفاض معدلات الإنتاج الجيد. بالإضافة إلى ذلك، فإن المنافسة الشديدة في هذا القطاع تتطلب استثمارات مستمرة وابتكارات متواصلة.

في الختام، يمثل التقدم الذي أحرزته هواوي و SMIC في تصنيع الرقائق الإلكترونية إشارة مهمة إلى قدرة الصين على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات. ومع ذلك، لا يزال مستقبل هذا القطاع غير مؤكد، ويتوقف على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك السياسات الحكومية، والاستثمارات في البحث والتطوير، والقدرة على التغلب على القيود التكنولوجية. هل ستتمكن الصين من تحقيق طموحاتها في أن تصبح قوة عظمى في مجال أشباه الموصلات؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً:

  • “هواوي” بعد 5 سنوات من عقوبات أميركا.. كيف صمدت؟ (رابط داخلي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى