انهيار سهم “أوراكل” يمحو 25 مليار دولار من ثروة أحد مؤسسيها

لم تكد تمرّ ثلاثة أشهر على تصدّر لاري أليسون قائمة أغنى أغنياء العالم لفترة وجيزة، حتى خسر 24.9 مليار دولار من ثروته، عقب تراجع تاريخي في سهم شركة “أوراكل”. هذا الانخفاض المفاجئ يثير تساؤلات حول مستقبل عملاق التكنولوجيا واستثماراته الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويضع أليسون في موقف معقد مع سعي نجله للاستحواذ على “وارنر براذرز ديسكفري”.
تراجع سهم “أوراكل” وتأثيره على ثروة لاري أليسون
انخفضت قيمة سهم “أوراكل” بنسبة 11% يوم الخميس، بعدما كشفت الشركة المتخصصة في الحوسبة السحابية عن نتائج مالية أظهرت قفزة في الإنفاق الرأسمالي على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. هذا الإنفاق الكبير أثار مخاوف المستثمرين من أن هذه الاستثمارات لا تدرّ إيرادات بالسرعة التي يطمحون إليها، مما أدى إلى بيع مكثف للأسهم. هذا التراجع أثر بشكل مباشر على صافي ثروة أليسون، حيث هبط من المركز الثاني إلى الثالث على مؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”.
صفقة “وارنر براذرز” وتعهدات أليسون المالية
تزامن هذا التراجع المالي مع تعهد لاري أليسون بدعم العرض المضاد الذي تقدم به نجله ديفيد للاستحواذ على شركة “وارنر براذرز ديسكفري” (Warner Bros Discovery) بقيمة 108 مليارات دولار. فبعد خسارة عرض سابق، توجه ديفيد أليسون إلى المساهمين مباشرة بعرض بقيمة 30 دولاراً للسهم، مدعوماً بتمويل ضخم يشمل 41 مليار دولار من رأس المال الجديد، بضمانة من عائلة إليسون وشركة “ريد بيرد كابيتال بارتنرز”.
معركة الاستحواذ المحتملة مع “نتفلكس”
أشارت “باراماونت” إلى أن عرض الـ30 دولاراً ليس نهائياً، ما يمهد لمعركة استحواذ طويلة الأمد مع “نتفلكس”. على الرغم من أن ثروة لاري أليسون الضخمة تتيح له تمويل الصفقة عدة مرات، إلا أن هيكل العرض الأخير قد يفرض تعقيدات إضافية في حال اضطر إلى توفير سيولة نقدية لإتمام الصفقة.
“أوراكل” تدخل سباق الذكاء الاصطناعي وتحديات الإنفاق
على الرغم من تراجع السهم، لا يزال لاري أليسون يمتلك ثروة كبيرة، إلا أن المستثمرين يراقبون عن كثب إنفاق الشركة المتزايد على الذكاء الاصطناعي. “أوراكل” التي دخلت مجال البنية التحتية السحابية منذ أكثر من عشر سنوات، بدأت مؤخراً في ترسيخ مكانتها كلاعب أساسي في قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر، من خلال صفقات تاريخية مثل صفقة 300 مليار دولار مع “أوبن إيه آي”.
مخاوف المستثمرين بشأن الوضع المالي لـ “أوراكل”
إلا أن وتيرة الإنفاق الهائلة، التي بلغت 12 مليار دولار في الربع الأخير، أثارت قلق المستثمرين. ارتفعت كلفة التأمين ضد تخلف الشركة عن سداد ديونها إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين، مما يعكس تنامي المخاوف حيال وضعها المالي. يتوقع “مورغان ستانلي” أن يرتفع صافي الدين المعدّل للشركة ليقترب من ثلاثة أضعاف بحلول السنة المالية 2028. هذا التحول يمثل انعطافة حادة بعد فترة وجيزة من تصدر أليسون لقائمة أثرياء العالم.
نظرة على أصول لاري أليسون وسيولته النقدية
وفقاً لمؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”، يقدَّر ما يحتفظ به لاري أليسون من أصول نقدية أو ما يعادلها بنحو 34.8 مليار دولار. ومع ذلك، جزء كبير من هذه الثروة مستثمر في أصول أقل سيولة، مثل العقارات والأعمال الفنية، مما يثير تساؤلات حول حجم السيولة الفعلية المتاحة لديه على الفور. بالإضافة إلى ذلك، رهن أليسون نحو 30% من حصته في “أوراكل” كضمان لقروض شخصية، وهي نسبة متزايدة مقارنة بالعام الماضي.
على الرغم من تراجع سهم “أوراكل” يوم الخميس، لا تزال حصة أليسون في الشركة، وهي الجزء الأكبر من ثروته، تُقدّر بنحو 202.8 مليار دولار. وعلى مدى عقود، واظب أليسون على بيع جزء من أسهمه، لكن بكميات محدودة.
في الختام، يواجه لاري أليسون تحديات متعددة، بدءاً من تراجع سهم “أوراكل” وتأثيره على ثروته، وصولاً إلى التزاماته المالية تجاه صفقة “وارنر براذرز” وتحديات الإنفاق المتزايد في مجال الذكاء الاصطناعي. يبقى السؤال المطروح هو كيف سيتعامل مع هذه التحديات، وهل سيتمكن من الحفاظ على مكانته كأحد أغنى أغنياء العالم؟ هذه التطورات تستدعي متابعة دقيقة لمستقبل “أوراكل” واستراتيجيات أليسون الاستثمارية.












