“ترك صديقته تتجمد”.. محاكمة مرشد سياحي في النمسا بتهمة القتل بالإهمال

في قضية مأساوية هزت الجبال النمساوية، يواجه مرشد سياحي اتهامات بالقتل غير المتعمد بعد وفاة صديقته متجمدة في ظروف قاسية. تتناول هذه المقالة تفاصيل القضية المثيرة للجدل، والاتهامات الموجهة للمرشد السياحي، والدفاع الذي قدمه، مع التركيز على جوانب القتل بالإهمال والمسؤولية في الرحلات الجبلية.
تفاصيل الحادثة: رحلة إلى قمة “غروستغلوكن” تتحول إلى مأساة
تعود تفاصيل القضية إلى رحلة تسلق قام بها توماس بلامبرغر وكريستين غور إلى قمة جبل “غروستغلوكن” في غرب النمسا. وفقًا لصحيفة “تايمز” البريطانية، ترك بلامبرغر صديقته كريستين بمفردها على القمة، مدعيًا أنه نزل لطلب المساعدة بعد اتفاق متبادل بينهما. لكن عند عودته، وجدها متجمدة وقد فارقت الحياة.
المدعي العام يرى أن هذه الرواية لا تعكس الواقع، وأن تصرفات بلامبرغر كانت إهمالية بشكل قاتل. القصة أثارت جدلاً واسعًا حول المسؤولية في الرحلات الجبلية، وأهمية التخطيط السليم، وحمل معدات السلامة الضرورية.
اتهامات القتل بالإهمال: ما هي التهم الموجهة للمرشد السياحي؟
الاتهام الرئيسي الموجه إلى توماس بلامبرغر هو القتل بالإهمال. يركز الادعاء على أن بلامبرغر لم يقم بالتخطيط للرحلة بشكل كافٍ، ولم يحمل معه معدات طوارئ مناسبة لحماية كريستين من البرد القارس.
نقص معدات السلامة
أكد المدعي العام أن بلامبرغر لم يكن بحوزته ما يكفي من المعدات لإنشاء ملجأ مؤقت، أو توفير الدفء لصديقته في حالة الطوارئ. هذا النقص في الاستعداد، بحسب الادعاء، ساهم بشكل مباشر في وفاة كريستين.
التأخر في طلب المساعدة
بالإضافة إلى ذلك، يواجه بلامبرغر اتهامًا بالتأخر في طلب المساعدة. فقد زعم الادعاء أنه لم يتصل بخدمات الطوارئ بمجرد حلول الظلام، ولم يحاول الاستعانة بطائرة الشرطة التي كانت تحلق في المنطقة قبل وفاة كريستين.
تجاهل اتصالات الشرطة
الأمر الذي زاد من تعقيد الموقف هو أن الشرطة حاولت الاتصال ببلامبرغر عدة مرات، لكنه لم يرد إلا على مكالمة واحدة قبل أن يضع هاتفه على الوضع الصامت ويتجاهل محاولاتهم اللاحقة. هذا السلوك أثار شكوكًا حول دوافعه، ودفعه المدعي العام إلى تصعيد الاتهامات.
دفاع المتهم: رواية مختلفة للأحداث
من جانبه، نفى توماس بلامبرغر بشدة جميع التهم الموجهة إليه. أكد أنه ترك كريستين على قمة جبل “غروستغلوكن” بناءً على اتفاق متبادل، وأن نيته كانت النزول لطلب المساعدة بشكل عاجل.
محاولة الإنقاذ
زعم بلامبرغر أنه حاول مساعدة كريستين وظل معها لمدة أربع ساعات قبل أن يقرر النزول لطلب المساعدة. وأوضح أن عملية النزول والصعود مرة أخرى إلى القمة استغرقت ست ساعات ونصف، لكنه للأسف وجدها متجمدة وقد فقدت حياتها.
ظروف الطقس الصعبة
يركز دفاع بلامبرغر أيضًا على الظروف الجوية الصعبة التي واجهوها أثناء الرحلة. ويؤكد أن الطقس كان متقلبًا، وأنهم لم يتوقعوا أن تتدهور الأوضاع بهذه السرعة. ومع ذلك، يرى الادعاء أن هذه الظروف لا تبرر الإهمال في التخطيط وحمل معدات السلامة. هذه القضية تثير تساؤلات حول السلامة الجبلية والمسؤولية الشخصية في مثل هذه الظروف.
التداعيات القانونية المحتملة
في حال إدانة توماس بلامبرغر بتهمة القتل بالإهمال، فإنه قد يواجه عقوبة سجن تصل إلى ثلاث سنوات. تعتبر هذه العقوبة رادعة، وتهدف إلى التأكيد على أهمية تحمل المسؤولية عن الأفعال التي تؤدي إلى وفاة الآخرين.
أهمية التخطيط للرحلات الجبلية
تسلط هذه القضية الضوء على أهمية التخطيط الدقيق للرحلات الجبلية، وحمل معدات السلامة اللازمة، والتحقق من توقعات الطقس قبل الانطلاق. كما تؤكد على ضرورة التواصل الفعال مع خدمات الطوارئ في حالة حدوث أي طارئ. الرحلات الجبلية تتطلب خبرة ووعيًا بالمخاطر المحتملة، والالتزام بإجراءات الإنقاذ الجبلي في حالة الحاجة.
الخلاصة: درس قاس في المسؤولية الجبلية
تعتبر قضية وفاة كريستين غور درسًا قاسياً في المسؤولية الجبلية. إنها تذكير بأنه حتى المرشدين السياحيين ذوي الخبرة يجب أن يكونوا مستعدين تمامًا لأي طارئ، وأن يتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة أنفسهم وسلامة رفاقهم. هذه القضية ستظل محفورة في الذاكرة كتحذير من مخاطر الجبال، وأهمية احترامها والتعامل معها بحذر شديد. نتمنى أن تساهم هذه الحادثة في زيادة الوعي بأهمية معدات النجاة في الجبال وتطبيق إجراءات السلامة اللازمة.












