منى زكي لـ”الشرق”: فيلم “الست” أصعب وأهم عمل في مسيرتي

شكل الإعلان عن فيلم “الست” بطولة منى زكي وإخراج مروان حامد، والمستوحى من سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، مناسبة فنية وثقافية هامة. وخلال العرض الخاص للفيلم الذي أقيم مؤخرًا في القاهرة، كشفت الفنانة منى زكي عن أن هذا العمل يمثل نقطة تحول في مسيرتها الفنية، واصفة إياه بأنه “الأهم والأصعب” بين جميع أعمالها السابقة. هذا الإعلان أثار فضولاً كبيراً لدى الجمهور والنقاد، وتساؤلات حول كيفية تجسيد منى زكي لشخصية أيقونية بهذا الحجم، وكيف سيتناول الفيلم جوانب مختلفة من حياة أم كلثوم لم يسبق لها أن عُرضت من قبل. هذا المقال يستعرض تفاصيل تصريحات منى زكي حول الفيلم، والتحديات التي واجهتها، ورؤية الفيلم لقصة حياة أسطورة الغناء العربي.
منى زكي: “الست” تحدٍ فني وإنساني كبير
أكدت منى زكي في حديثها لـ “الشرق” على هامش العرض الخاص للفيلم، أن اختيارها لتقوم بدور أم كلثوم هو “شرف كبير” لا يمكن وصفه. وأعربت عن عميق امتنانها للمخرج مروان حامد وفريق الإنتاج بأكمله لإتاحة هذه الفرصة الثمينة، مشيرة إلى أن الفيلم يمثل تجربة “مهمة وملهمة” على جميع المستويات.
وأضافت أن الفيلم لا يقتصر على عرض الجانب الفني والشهرة التي تمتعت بها أم كلثوم، بل يتعمق في استكشاف جوانبها الإنسانية، وتحدياتها الشخصية، واللحظات المؤثرة في حياتها. وتسعى منى زكي من خلال هذا الدور إلى تقديم صورة متكاملة لأم كلثوم، تكشف عن قوة الإرادة، والعزيمة، والشغف الذي ميزها.
التحضير والتصوير: رحلة مضنية لتجسيد الأسطورة
لم يكن تجسيد شخصية مثل أم كلثوم مهمة سهلة على الإطلاق، وهو ما أكدته منى زكي. فقد بدأت مرحلة التحضير بالبحث المكثف والدراسة المتعمقة لحياة كوكب الشرق، ومشاهدة أرشيفها من الصور والفيديوهات، والاستماع إلى أغانيها لساعات طويلة. كان الهدف هو استيعاب كل تفصيلة في شخصيتها، وطريقة تفكيرها، ومشاعرها، لكي تتمكن من تقديم أداء صادق ومؤثر.
وبالحديث عن التحديات، أشارت منى زكي إلى أن أصعب جزء في الفيلم كان تجسيد مراحل عمرية مختلفة في حياة أم كلثوم، وخاصة المرحلة المتقدمة من عمرها. كان عليها تغيير طريقة كلامها، ونبرة صوتها، وحركاتها، وحتى تعابير وجهها، لكي تعكس التحولات التي طرأت على الشخصية مع مرور الوقت. وقد استدعى ذلك تدريبات مكثفة ومعمقة في فنون التمثيل، والماكياج، والتنكر.
نظرة فنية معمقة على حياة أم كلثوم
فيلم “الست”، من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، لا يقدم مجرد سيرة ذاتية تقليدية لأم كلثوم، بل يتناول حياتها من زاوية فنية وإنسانية جديدة. يركز الفيلم على اللحظات الحاسمة في رحلة كوكب الشرق، والتحديات التي واجهتها في سبيل تحقيق طموحاتها وأحلامها. كما يسلط الضوء على علاقتها بجمهورها، وتأثير أغانيها في وجدان الأمة العربية.
ويعتمد الفيلم على أسلوب سردي مشوق ودرامي، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والمؤثرة. ويسعى الفيلم إلى تقديم صورة واقعية لأم كلثوم، بعيدًا عن الأساطير والبطولات الزائفة. فمنى زكي تجسد أم كلثوم كامرأة حقيقية، تعيش مشاعر الفرح والحزن، وتواجه الصعاب والتحديات مثل أي إنسان آخر.
فريق عمل متكامل يضم نخبة من الفنانين
لا يقتصر تألق فيلم “الست” على منى زكي، بل يشاركها البطولة نخبة من أفضل الفنانين في مصر، led by محمد فراج وسيد رجب وأحمد خالد صالح. بالإضافة إلى ذلك، يضم الفيلم مجموعة من ضيوف الشرف المميزين، مثل كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وعمرو سعد ونيللي كريم وأمينة خليل.
هذا التنوع في فريق العمل يعكس الطموح الكبير للفيلم في الوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور. فالفيلم لا يستهدف محبي أم كلثوم فقط، بل يتجاوز ذلك ليقدم قصة إنسانية ملهمة يمكن للجميع التفاعل معها. إن اختيار مروان حامد لإخراج هذا العمل الفني يعزز من فرص نجاحه، فهو مخرج متميز يتمتع برؤية فنية فريدة وقدرة عالية على التعامل مع القصص المعقدة. وقد سبق له أن قدم أعمالًا سينمائية ناجحة لاقت استحسانًا كبيرًا من النقاد والجمهور. “الست” بالتأكيد يمثل إضافة قوية لأفلام السيرة الذاتية في السينما العربية.
تأثير الفيلم على منى زكي شخصياً
أكدت منى زكي أن تجسيد شخصية أم كلثوم كان له تأثير عميق على حياتها الشخصية. فقد تعلمت الكثير من كوكب الشرق عن قوة الإرادة، والصبر، والمثابرة. كما اكتشفت جوانب جديدة في شخصيتها لم تكن تعرفها من قبل.
وأضافت أنها شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الدور، لأن أم كلثوم ليست مجرد فنانة، بل هي رمز ثقافي واجتماعي يمثل جزءًا هامًا من تاريخ الوطن العربي. ولهذا السبب، بذلت قصارى جهدها لكي تقدم أداءً يليق بمكانة أم كلثوم في قلوب الملايين. إن هذا الفيلم يمثل تحدياً حقيقياً لمنى زكي ويسلط الضوء على مسيرتها الفنية المميزة.
الخلاصة: “الست” فيلم ينتظر بفارغ الصبر
فيلم “الست” يمثل علامة فارقة في مسيرة منى زكي، وفي تاريخ السينما العربية بشكل عام. فهو يجرؤ على تناول قصة حياة أيقونة فنية وثقافية مثل أم كلثوم، من زاوية إنسانية جديدة ومبتكرة. ومن خلال هذا الفيلم، تسعى منى زكي إلى تقديم تحية من القلب لكوكب الشرق، وتأكيد مكانتها كأحد أعظم الفنانين في الوطن العربي. من المؤكد أن هذا الفيلم سيثير العديد من النقاشات والجدالات، وسيظل محط اهتمام الجمهور والنقاد لفترة طويلة من الزمن. نتطلع لرؤية الفيلم وتقييمه بأنفسنا، ونأمل أن يكون قد حقق طموحات صناعه في تقديمه بصورة أم كلثوم تعكس عظمة هذه الفنانة الخالدة.












