جيسيكا ألبا في “البحر الأحمر”: دعوة لتمكين المرأة.. وتحضيرات لعمل سعودي مع هيفاء المنصور

تألقت النجمة العالمية جيسيكا ألبا في جلسة حوارية ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، حيث كشفت عن رؤيتها الطموحة لمستقبل السينما، وأهمية التنوع والتمكين في صناعة الأفلام، بالإضافة إلى مشاريعها الجديدة المثيرة، بما في ذلك تعاون محتمل مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور. وقد سلطت ألبا الضوء بشكل خاص على دورها الجديد كمنتجة، وكيف يمكن لهذا الدور أن يحدث تغييراً حقيقياً في صناعة السينما، مؤكدة أن جيسيكا ألبا تعتبر من الشخصيات المؤثرة التي تدعو إلى إعادة صياغة القصص لتمثيل مجتمعات أكثر تنوعاً وواقعية.

عودة جيسيكا ألبا إلى عالم الإنتاج السينمائي

بعد مسيرة ناجحة لمدة 12 عاماً في إدارة شركة The Honest Company، عبّرت جيسيكا ألبا عن شغفها بالعودة إلى عالمها الأول، وهو الإنتاج السينمائي. وأوضحت أنها شعرت بأن الوقت قد حان لاستعادة شغفها بسرد القصص، معتبرة أن السينما هي أقوى وسيلة لفتح العقول والقلوب. هذه العودة تأتي مع رؤية واضحة تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتقديم أعمال فنية تحمل رسائل قوية ومؤثرة.

تجربة ألبا الشخصية ودور السينما في حياتها

كشفت ألبا عن أن حبها للسينما يعود إلى طفولتها، حيث كانت تقضي الكثير من الوقت في المستشفى بسبب المرض. وفي تلك اللحظات، كانت الأفلام والمسلسلات بمثابة ملاذ آمن، ومنبع للخيال اللامحدود، حيث كانت تتخيل نفسها بطلة خارقة. هذه التجربة الشخصية أكدت لها على قوة السرد السينمائي في تحطيم الحواجز وإلهام الأمل.

التمكين النسائي والتنوع في صناعة الأفلام

أطلقت جيسيكا ألبا شركة إنتاج تحمل اسم Lady Metalmark Entertainment بهدف تقديم قصص متنوعة تعكس تجارب النساء، وخصوصاً النساء ذوات البشرة الملونة، اللاتي لم يحظين بالتمثيل الكافي في الأفلام والمسلسلات. وأكدت أن غياب النساء عن مواقع القرار في صناعة الإعلام والاقتصاد والسياسة يخلق فجوة كبيرة يجب سدّها. وأضافت أن النساء يمثلن 50% من السكان ويتحكمن في 70% من الإنفاق الأسري، مما يجعل من الضروري تقديم محتوى ترفيهي يعبر عنهن وعن تطلعاتهن.

وقد تجسدت رؤية جيسيكا ألبا عملياً في فيلم Trigger Warning الذي قدمته لنتفليكس، حيث أصرت على أن يشغل النساء معظم المناصب القيادية في الأقسام الإبداعية والتنفيذية للفيلم. هذا الإجراء يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التمكين النسائي في صناعة الأفلام.

تفكيك الصور النمطية للأمريكيين اللاتينيين

باعتبارها من أصول لاتينية، أعربت ألبا عن رغبتها في تقديم صورة أكثر واقعية وإيجابية للأمريكيين اللاتينيين، بعيداً عن النماذج السلبية التي غالباً ما تصورهم على أنهم مجرمون أو عمال مهاجرون. وأوضحت أن القصص يجب أن تروى من منظورات مختلفة، وأن يتم الابتعاد عن التحيزات القديمة التي تحد من فهمنا لهذه المجتمعات. وقالت إنها تستخدم مكانتها كمنتجة لدعم صناع الأفلام الذين يشاركونها هذه الرؤية.

تعاونات مستقبلية واعدة

أعلنت جيسيكا ألبا عن مشروع فيلم جديد تعمل عليه بالتعاون مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور، صاحبة فيلم Unidentified الذي يشارك في مهرجان البحر الأحمر. وأشارت إلى أن الفيلم يدور حول قصة مؤثرة بين أب مسن وابنته، وأنها تأمل في أن يرى النور قريباً. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت ألبا تعاوناً جديداً مع المخرج روبرت رودريجز في فيلم أكشن كوميدي عائلي يضم فريقاً كاملاً من الممثلين ذوي الأصول اللاتينية.

مشاركة في فيلم من إخراج داكوتا جونسون

أعربت جيسيكا ألبا عن حماسها للمشاركة في فيلم A Tree Is Blue، وهو الفيلم الأول الذي يخرجه النجمة داكوتا جونسون. وأشارت إلى أن الفيلم يتميز بفريق عمل شاب وموهوب، وأن القصة تدور حول علاقة أم وابنتها المصابة بالتوحد، ورحلة الابنة نحو الاستقلالية. وترى ألبا أن هذا الفيلم يحمل رسالة قوية وملهمة.

جيسيكا ألبا: من الشهرة إلى الدعوة للتغيير

خلال الحوار، استذكرت جيسيكا ألبا مسيرتها المهنية الطويلة، بدءاً من دورها الشهير في مسلسل Dark Angel، وصولاً إلى فيلم Honey الذي عزز مكانتها كنجمة صاعدة. كما تحدثت عن تجربتها في سلسلة Fantastic Four، وكشفت عن تفاصيل مشهد عارٍ أثار استياءها وشعورها بالإهانة، معربة عن أسفها للمشاركة فيه. وأكدت ألبا أنها لم تشاهد النسخة الجديدة من السلسلة، لأن أولوياتها الآن تتمحور حول رغبات أطفالها في مشاهدة الأفلام. لكنها أكدت حبها لأفلام مارفل، وأنه ستسعى لإقناع ابنها بمشاهدة الفيلم الجديد قريباً.

باختصار، أكدت جيسيكا ألبا من خلال مشاركتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، على أهمية التنوع والتمكين في صناعة الأفلام، ورغبتها في تقديم قصص تعبر عن مختلف الثقافات والخلفيات. إنها بذلك ترسخ مكانتها ليس فقط كنجمة سينمائية، بل كصوت مؤثر يدعو إلى التغيير الإيجابي في عالم السينما.