اخر الاخبار

عون لوفد مجلس الأمن: المفاوضات مع إسرائيل تهدف لتجنيب لبنان جولة عنف جديدة

التقى الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، بوفد من سفراء وممثلي بعثات مجلس الأمن الدولي، في لقاء تناول الأوضاع الأمنية والسياسية المتأزمة في لبنان، وخاصةً على الحدود الجنوبية. وتصدرت دعوة الرئيس عون إلى دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته، والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، أبرز محاور هذا اللقاء الهام. هذا اللقاء يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزايد المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع، مما يجعل الوضع في جنوب لبنان محور اهتمام دولي متزايد.

دعوة الرئيس عون لدعم الجيش اللبناني والضغط على إسرائيل

أكد الرئيس عون خلال اللقاء على أهمية دعم الجيش اللبناني، الذي يواجه تحديات كبيرة في حماية الحدود ومواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة. وشدد على أن الجيش هو الضمانة الوحيدة للاستقرار والأمن في لبنان، وأن تعزيز قدراته هو ضرورة حتمية. كما دعا الرئيس عون مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصةً القرار 1701.

وأضاف الرئيس عون أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل، والتي يتولى قيادة الوفد اللبناني فيها سفير سابق، تهدف بشكل أساسي إلى وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وتجنب تصعيد إضافي للوضع. وأشار إلى أن لبنان ملتزم بتطبيق القرارات الدولية، ولكنه يحتاج إلى مساعدة دولية لضمان تطبيقها على الجانب الإسرائيلي أيضًا.

موقف مجلس الأمن الدولي ودعم الاستقرار في لبنان

أبدى وفد مجلس الأمن الدولي، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية على منصة “إكس”، دعمه للاستقرار في لبنان من خلال تطبيق القرارات الدولية. كما أعرب أعضاء المجلس عن استعدادهم لتقديم المساعدة للجيش اللبناني، ودعم جهوده لتعزيز انتشاره وتطبيق حصرية السلاح. هذا الدعم الدولي يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، ويساهم في تخفيف الضغوط على الجيش اللبناني.

التركيز على تطبيق القرارات الدولية، وخاصةً القرار 1701، يعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية هذا القرار في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ومنع تجدد الصراع. القرارات الدولية تمثل إطارًا قانونيًا وسياسيًا يمكن الاعتماد عليه في حل النزاعات، وتحقيق السلام.

تطورات مفاوضات لبنان وإسرائيل وتصريحات باراك

جاءت تصريحات الرئيس عون بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سعي إسرائيل إلى التعاون الاقتصادي مع لبنان. هذا الإعلان يمثل تطورًا لافتًا في العلاقات بين البلدين، اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمية. ومع ذلك، لا يزال الجيش الإسرائيلي يشن غارات شبه يومية على جنوب لبنان، بذريعة استهداف مواقع تابعة لـ”حزب الله”، ويواصل السيطرة على خمسة مواقع في الجنوب.

وفي سياق متصل، صرح المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم باراك بأنه يأمل ألا توسع إسرائيل هجماتها على لبنان، ولكنه أكد في الوقت نفسه على ضرورة أن يناقش لبنان “مسألة حزب الله” مع إسرائيل. هذه التصريحات تعكس الضغوط الأميركية على لبنان، وتأكيدها على أهمية معالجة ملف “حزب الله” في إطار أي تسوية سياسية.

اجتماعات الناقورة والخطوات نحو الحوار

شهدت بلدة الناقورة، أقصى الجنوب اللبناني، عقد اجتماعات إسرائيلية لبنانية مباشرة في إطار “اللجنة التقنية العسكرية”، وهو أول لقاء مباشر وعلني من نوعه بين البلدين منذ عام 1993. وأشاد السفير الأميركي لدى لبنان ميشال عيسى بهذه الخطوة، واعتبرها “قرارًا شجاعًا” يعكس رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة.

هذه الاجتماعات تمثل خطوة مهمة نحو بناء الثقة بين الطرفين، وفتح قناة حوار يمكن من خلالها معالجة القضايا العالقة. الحوار اللبناني الإسرائيلي، على الرغم من صعوباته، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومستدام في المنطقة.

التزام لبنان بالاستقرار وتطلعاته نحو السلام

أكد الرئيس عون على التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية، والعمل مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) على كل المستويات. وشدد على أن لبنان يسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ويتطلع إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وفي الختام، يمثل اللقاء بين الرئيس عون ووفد مجلس الأمن الدولي، والتطورات الأخيرة في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، فرصة تاريخية لتحقيق تقدم نحو السلام والاستقرار في المنطقة. يتطلب ذلك جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، والتزامًا حقيقيًا بتطبيق القرارات الدولية، وبناء الثقة بين الطرفين. إن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد إلى حد كبير على قدرة لبنان وإسرائيل على تجاوز خلافاتهما، والعمل معًا من أجل تحقيق السلام والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى