اخر الاخبار

الاجتماع الرابع لمجلس التنسيق السعودي البحريني.. اتفاقيات ومذكرات تفاهم

في إطار تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد البحريني، الاجتماع الرابع لمجلس التنسيق السعودي البحريني في العاصمة المنامة يوم الأربعاء. يمثل هذا الاجتماع محطة بارزة في مسيرة التعاون السعودي البحريني، ويعكس الحرص المتبادل على تطوير الشراكة في مختلف المجالات.

أهمية مجلس التنسيق السعودي البحريني

يعتبر مجلس التنسيق السعودي البحريني آلية رئيسية لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى بين البلدين الشقيقين. تأسس المجلس بهدف تفعيل التعاون الثنائي في ظل التحديات الإقليمية والمحلية المتزايدة، وتسريع وتيرة التنمية المشتركة. من خلال اجتماعاته الدورية، يتبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ويُسهمان في بلورة سياسات تخدم مصالح الشعبين.

رؤية قيادة البلدين للتعاون

أكد الأمير محمد بن سلمان خلال الاجتماع على حرص الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على ترسيخ وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب. وتنبع هذه الرؤية من الإيمان الراسخ بأهمية التضامن والتعاون في مواجهة التحديات، وتحقيق الازدهار والتقدم للبلدين. كما أعرب سموه عن تقديره للدور الذي يلعبه الأمير سلمان بن حمد في تعزيز هذه العلاقة.

من جانبه، رحب الأمير سلمان بن حمد بالأمير محمد بن سلمان، مشيداً بالعلاقات التاريخية وروابط الأخوة المتينة التي تجمع البلدين. تعكس هذه الترحيبات الودية عمق العلاقات المتجذرة بين القيادتين والشعبين، والتي تشكل أساساً صلباً للتعاون المستقبلي.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز الشراكة

على هامش الاجتماع الرابع لمجلس التنسيق، شهدت المنامة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي مجالات متنوعة، مما يعكس الطموح المشترك لتوسيع نطاق التعاون الثنائي. تساهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التكامل الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية، وتبادل الخبرات والمعرفة بين البلدين.

تفاصيل الاتفاقيات الموقعة

  • السلامة النووية والوقاية من الإشعاع: تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في هذا المجال الحيوي بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية والمجلس الأعلى للبيئة البحريني. تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال السلامة النووية، وتبادل المعلومات والتجارب في مجال الوقاية من الإشعاع.
  • التعاون الدبلوماسي: وقع معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية وأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية برنامجاً للتعاون يهدف إلى تطوير مهارات الدبلوماسيين ورفع كفاءتهم.
  • تجنب الازدواج الضريبي: تعتبر اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي خطوة هامة نحو تسهيل الاستثمار والتجارة بين البلدين، وتشجيع تدفق رؤوس الأموال.
  • التنمية المستدامة: تم توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة، وهو مجال يكتسب أهمية متزايدة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية العالمية.
  • المنافسة: تهدف مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للمنافسة السعودية وهيئة تشجيع وحماية المنافسة البحرينية إلى تعزيز المنافسة العادلة وتنظيم الأسواق.
  • تشجيع الاستثمار المباشر: تم توقيع مذكرة تفاهم لدعم وتعزيز الاستثمار المباشر بين البلدين، وهو ما يعزز النمو الاقتصادي ويوفر فرص عمل جديدة.
  • القطاع اللوجستي والسكك الحديدية: تساهم مذكرة التفاهم بين وزارة المواصلات والاتصالات البحرينية والمعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية (سرب) في تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجستي وتعزيز الربط الإقليمي.
  • التعليم العالي والبحث العلمي: تتعاون جامعة الملك سعود وجامعة البحرين من خلال مذكرة تفاهم لتبادل الطلاب والباحثين، وتطوير البرامج الأكاديمية المشتركة.
  • القطاع غير الربحي: يهدف التعاون بين المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في السعودية ووزارة التنمية الاجتماعية في البحرين إلى دعم وتطوير العمل التطوعي والخيري في البلدين.

نظرة مستقبلية للتعاون

في ختام الاجتماع، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره وتقديره للأمير سلمان بن حمد على حسن الاستقبال والتنظيم، واصفاً الاجتماع بـ “المثمر”. وأكد الطرفان على حرصهما المستمر على تعميق التعاون السعودي البحريني وتطويره في جميع المجالات.

واتفقا على عقد الاجتماع الخامس لمجلس التنسيق في المملكة العربية السعودية، في موعد سيتم تحديده لاحقاً من خلال الأمانة العامة للمجلس. يؤكد هذا الاتفاق على استمرار العمل المشترك وتصميم البلدين على تحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية. إن هذه الخطوات تعكس التزاماً قوياً من القيادتين بتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والبناء على نقاط القوة المشتركة. يمكن القول أن العلاقات السعودية البحرينية تتجه نحو آفاق جديدة من التطور والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى