ترمب يتحدث مع رئيس “إنفيديا”.. وتقرير: بشأن ضوابط تصدير الرقائق

في تطورات لافتة تتعلق بمستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقائق المتقدمة، كشفت مصادر عن سلسلة اجتماعات ومناقشات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمدير التنفيذي لشركة “إنفيديا” (Nvidia) جينسن هوانج. هذه التفاعلات تأتي في وقت حرج يشهد فيه قطاع التكنولوجيا صراعات جيوسياسية متزايدة، خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى أحدث التقنيات. وتثير هذه اللقاءات تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على سياسات التصدير الأمريكية ومستقبل المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.
لقاءات ترامب وهوانج: خلفيات وتفاصيل
أفاد الرئيس ترامب يوم الخميس بأنه أجرى محادثة مع جينسن هوانج، دون الخوض في تفاصيل إضافية. لكن وكالة “رويترز” كشفت عن اجتماع عُقد بين الطرفين يوم الأربعاء الماضي، حيث ركز النقاش على ضوابط التصدير المتعلقة بالرقائق. هذا الاجتماع يمثل جزءًا من جهود “إنفيديا” للتأثير على السياسات الأمريكية التي قد تعيق نموها وقدرتها التنافسية.
مصدر آخر تحدث لشبكة CNBC أوضح أن هوانج عبّر عن قلقه للمشرعين الأمريكيين بشأن اللوائح المختلفة التي قد تفرضها كل ولاية، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى إبطاء وتيرة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي. ويرى هوانج أن توحيد الإجراءات وتنظيمها على المستوى الفيدرالي هو الأنسب لتعزيز الابتكار.
معارضة “إنفيديا” للقيود المفروضة على الصادرات
لم تقتصر جهود “إنفيديا” على الاجتماعات المباشرة مع المسؤولين. فقد عارضت الشركة بشكل صريح مشروع قانون يهدف إلى إلزامها بعرض بيع رقائقها للعملاء الأمريكيين قبل الحصول على تراخيص لتصديرها إلى “دول مثيرة للقلق”، مثل الصين. تعتبر “إنفيديا” أن هذا القانون سيحد من المنافسة العالمية في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي.
هذه المعارضة تأتي في سياق حرص الشركة على الحفاظ على حصتها في السوق الصينية، التي تمثل جزءًا كبيرًا من إيراداتها. كما أن القيود على التصدير قد تؤدي إلى تفوق شركات أخرى، خاصة تلك الموجودة في الصين، في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تصريحات هوانج حول السباق التكنولوجي والأمن القومي
في مقابلة مطولة مع المذيع جو روجان، أشاد جينسن هوانج بالرئيس ترامب وأكد على وجود تواصل دوري بينه وبين مسؤولي الإدارة السابقة. وقال هوانج: “في كل مرة اتصلت فيها، إذا كنت بحاجة إلى أمر ما، أو كانت لدي رغبة في التعبير عن بعض القلق، فهم مستعدون للاستماع على الدوام”.
وأضاف هوانج أن تطوير الذكاء الاصطناعي يمثل مصلحة للأمن القومي الأمريكي، لكنه قلل من احتمالية وجود نقطة تحول حاسمة في هذا السباق التكنولوجي. ورأى أن التقدم سيكون تدريجيًا، تمامًا كما هو الحال مع التطورات التكنولوجية الأخرى. هذا التصريح يعكس رؤية واقعية للتحديات التي تواجه الولايات المتحدة في الحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
صفقة إنفيديا و AMD مع إدارة ترامب
تجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب كانت قد أبرمت في وقت سابق صفقة فريدة من نوعها مع شركتي “إنفيديا” (Nvidia) و AMD، تمنح بموجبها الحكومة الأمريكية نسبة 15% من عائدات مبيعات بعض الرقائق المتقدمة في الصين. هذه الصفقة كانت تهدف إلى تحقيق توازن بين تعزيز الأمن القومي الأمريكي والحفاظ على مصالح الشركات التكنولوجية.
تنازلات محتملة لصالح الصين
في الآونة الأخيرة، أشارت تقارير إلى أن إدارة بايدن قد تكون مستعدة لتقديم تنازلات للصين في مجال الرقائق. ففي 20 نوفمبر، ذكر مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تدرس السماح لشركة “إنفيديا” ببيع رقائق من فئة H200 إلى الصين، وهو ما قد يثير جدلاً واسعًا في واشنطن.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت “رويترز” في مايو الماضي أن “إنفيديا” تعمل على تطوير شريحة جديدة مخصصة للسوق الصينية، وهي نسخة أقل تكلفة من أحدث رقائقها “بلاكويل” للذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تؤكد على أهمية السوق الصينية بالنسبة للشركة ورغبتها في التكيف مع الظروف المتغيرة.
البيت الأبيض يتدخل لرفض التشريع المقيد
في تطور حديث، يحث مسؤولو البيت الأبيض أعضاء الكونجرس على رفض تشريع يهدد بتقييد قدرة “إنفيديا” على بيع رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين ودول أخرى. ويأتي هذا التدخل في إطار سعي الإدارة الحالية إلى تحقيق توازن دقيق بين حماية الأمن القومي وتعزيز المصالح التجارية للشركات الأمريكية.
في الختام، فإن سلسلة اللقاءات والتطورات المتعلقة بشركة “إنفيديا” (Nvidia) والسياسات الأمريكية تعكس مدى تعقيد المشهد التكنولوجي والجيوسياسي الحالي. من الواضح أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على القرارات التي ستتخذها الحكومات والشركات في هذا المجال. نحن في انتظار المزيد من التطورات التي ستحدد مسار هذه التكنولوجيا الثورية. لمزيد من المعلومات حول القيود المفروضة على صادرات “إنفيديا”، يمكنكم الاطلاع على مقالنا السابق حول جهود البيت الأبيض لرفض التشريع المقيد.












