وفد كويتي من ذوي الإعاقة يزور مقر وفد الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، قام وفد كويتي ممثل لذوي الإعاقة بزيارة هامة لمقر الوفد الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف، وذلك بدعم مباشر من محافظة العاصمة. هذه الزيارة ليست مجرد مشاركة رمزية، بل هي تعبير صادق عن التزام الكويت الراسخ بتمكين هذه الفئة الغالية ودمجها الكامل في جميع جوانب الحياة، محليًا ودوليًا. وتسلط هذه المبادرة الضوء على أهمية حقوق ذوي الإعاقة وضرورة إعطائها الأولوية القصوى.
محافظة العاصمة تدعم مشاركة ذوي الإعاقة في المحافل الدولية
أكدت مشاعل الكليب، عضو مجلس محافظة العاصمة، أن هذه المشاركة المتميزة تأتي كجزء من رؤية وطنية شاملة تهدف إلى دعم وتمكين أصحاب الإعاقة. وأوضحت في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الزيارة، بالإضافة إلى زيارة الأمم المتحدة، تجسد التوجهات الوطنية الداعمة لدمجهم الفعال في مختلف المحافل، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
هذا الدعم من محافظة العاصمة يعكس إدراكًا عميقًا للدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه أصحاب الإعاقة في بناء المجتمع وتقدمه. فالتمكين لا يقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية، بل يمتد ليشمل إتاحة الفرص لهم للمشاركة في صنع القرار والتعبير عن آرائهم.
رسالة دعم واضحة من دولة الكويت
تأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الأهمية، حيث يمثل اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة سنوية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجههم، والاحتفاء بإنجازاتهم، وتجديد العهد بالعمل من أجل تحقيق المساواة والعدالة لهم. إن اهتمام دولة الكويت بقضايا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ليس جديدًا، بل هو جزء لا يتجزأ من قيمها الإنسانية وثوابتها الوطنية.
وأضافت الكليب أن استقبال الوفد الدائم للكويت في جنيف للوفد القادم من الكويت يمثل نموذجًا حقيقيًا للتمكين، ويجسد مفاهيم الدمج الفعلي للأشخاص ذوي الإرادة القوية. هذا الاستقبال يعزز من مساهمتهم في صياغة القرارات وبناء مستقبل أفضل للجميع.
تعزيز الحضور الكويتي في مجال حقوق الإعاقة
الزيارة لم تكن مجرد لقاءات رسمية، بل تضمنت أيضًا فعاليات رمزية تعبر عن عمق العلاقة بين الكويت وأصحاب الإعاقة. وقد قدم الوفد الكويتي درعًا تذكارية إلى الوفد الدائم، تسلمه القائم بالأعمال بالإنابة لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف، المستشار ناصر الرامزي. هذا التبادل للدرع يمثل لفتة كريمة تعكس التقدير والاحترام المتبادلين.
بالإضافة إلى ذلك، قام الوفد بغرس شجرة السدرة في مقر الوفد الدائم لدولة الكويت في جنيف. هذه المبادرة تحمل دلالات عميقة، حيث أن شجرة السدرة ليست مجرد رمز بيئي في منطقة الخليج، بل لها مكانة خاصة في الثقافة الكويتية.
شجرة السدرة: رمز للصمود والعطاء
تعتبر شجرة السدرة جزءًا من التراث الكويتي، حيث ارتبطت بجمال الطبيعة الكويتية وقيم الصمود والعطاء في البيئة الصحراوية القاسية. إن اختيار هذه الشجرة بالتحديد لغرسها في جنيف يمثل رسالة قوية مفادها أن الكويت، على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل وفية لقيمها وتراثها، وتسعى دائمًا إلى تقديم العون والمساعدة للآخرين. كما أنها تعكس التزام الكويت بالاستدامة البيئية، وهو موضوع يكتسب أهمية متزايدة على الصعيد العالمي. إن هذه المبادرة تعزز من صورة الكويت كدولة مسؤولة وفاعلة في المجتمع الدولي، وتسهم في إبراز دور الكويت في دعم قضايا الإعاقة.
محافظة العاصمة تواصل دعم مبادرات ذوي الإعاقة
أكدت مشاعل الكليب على الدور الهام الذي تقوم به الجهات الرسمية في دعم مبادرات ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن محافظة العاصمة ستواصل دعم جميع المبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بملف الإعاقة وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة الوطنية والدولية. إن هذا الدعم المستمر ضروري لضمان استدامة هذه المبادرات وتحقيق أهدافها المنشودة.
إن نجاح هذه الزيارة يعتمد على التعاون الوثيق بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك محافظة العاصمة، والوفد الدائم لدولة الكويت في جنيف، والمنظمات الدولية التي تعمل في مجال الإعاقة. من خلال العمل المشترك، يمكن تحقيق نتائج ملموسة في مجال تمكين أصحاب الإعاقة وتحسين حياتهم.
في الختام، يمكن القول أن زيارة الوفد الكويتي من ذوي الإعاقة إلى جنيف، بدعم من محافظة العاصمة، تمثل خطوة هامة في طريق تحقيق المساواة والعدالة لهذه الفئة الغالية. إن هذه المبادرة تعكس التزام الكويت الراسخ بحقوق الفئات المحتاجة، وتسهم في تعزيز حضورها في المحافل الدولية. ندعو الجميع إلى دعم هذه المبادرات ومواصلة العمل من أجل بناء مجتمع أكثر شمولاً وتسامحًا، يتيح الفرص للجميع للمشاركة في بناء مستقبل أفضل. شارك برأيك حول أهمية دعم مبادرات ذوي الإعاقة في الكويت!












