اخبار الاقتصاد

هبوط مستمر في مبيعات “تسلا” داخل أهم الأسواق الأوروبية

شهدت مبيعات شركة “تسلا” تراجعاً ملحوظاً في العديد من الأسواق الأوروبية خلال الشهر الماضي، مما أثار تساؤلات حول مكانة الشركة في ظل المنافسة المتزايدة والتحولات في تفضيلات المستهلكين. هذا الانخفاض في مبيعات تسلا في أوروبا يمثل تحدياً كبيراً للشركة، خاصة في الدول التي تشهد طلباً قوياً على السيارات الكهربائية. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه صناعة السيارات الكهربائية نمواً سريعاً، مع دخول لاعبين جدد إلى السوق وتقديم بدائل متنوعة للمستهلكين.

تراجع حاد في الأسواق الرئيسية

أظهرت البيانات الصادرة عن اتحاد مصنّعي السيارات في فرنسا انخفاضاً بنسبة 58% في مبيعات مركبات “تسلا” الجديدة في نوفمبر، لتصل إلى أقل من 1600 مركبة. وتعتبر فرنسا ثاني أكبر سوق للسيارات في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، مما يجعل هذا التراجع مؤشراً هاماً. وبالمثل، سجلت “تسلا” تراجعات بنسبة 49% في الدنمارك و59% في السويد. هذه الأرقام تعكس اتجاهاً سلبياً يؤثر على حصة “تسلا” في السوق الأوروبية.

أسباب التراجع: عوامل متعددة

يعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، من بينها قدم طرازات “تسلا” مقارنة بالمنافسين الذين يقدمون نماذج أحدث بتقنيات متطورة. بالإضافة إلى ذلك، أثرت مواقف إيلون ماسك السياسية المثيرة للجدل، بما في ذلك دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني، سلباً على صورة العلامة التجارية لدى بعض المستهلكين. كما أن أنشطة ماسك خلال فترة إدارة دونالد ترمب أثارت انتقادات واسعة. السيارات الكهربائية بشكل عام تواجه تحديات في أوروبا، ولكن “تسلا” تحديداً تعاني من هذه العوامل الإضافية.

علاوة على ذلك، دخل المدير التنفيذي لـ “تسلا” والجهات التنظيمية الأوروبية في خلاف بشأن نظام القيادة المساعدة من “تسلا”، والذي تسوقه الشركة على أنه “القيادة الذاتية الكاملة”. يثير هذا الخلاف مخاوف بشأن سلامة النظام وموثوقيته، مما قد يؤثر على ثقة المستهلكين.

استثناء النرويج: ارتفاع ملحوظ

على الرغم من التراجع العام، شهدت النرويج استثناءً لافتاً. فقد ارتفعت تسجيلات “تسلا” هناك بنسبة 175% الشهر الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى حالة عدم اليقين بشأن الحوافز الضريبية المستقبلية للمركبات الكهربائية. تُهيمن المركبات الكهربائية بشكل شبه كامل على مشتريات المركبات الجديدة في السوق الإسكندنافية، وكانت النرويج أول دولة خارج الولايات المتحدة تستقبل شحنات “موديل إس” في عام 2013. وارتفعت مبيعات “تسلا” هناك بأكثر من الثلث خلال الأشهر الأحد عشر حتى نوفمبر، مما يجعلها العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في البلاد.

تراجع مستمر في الأسواق الأوروبية الكبرى

في معظم الاقتصادات الأوروبية الكبرى، لا تزال “تسلا” تكافح. ففي فرنسا، تراجعت مبيعات الشركة الشهر الماضي، على الرغم من ارتفاع حصة السيارات الكهربائية هناك بتسع نقاط مئوية إلى 26%. وفي إسبانيا، انخفضت تسجيلات “تسلا” في نوفمبر بنسبة 8.7%.

وفي ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في المنطقة، ارتفعت تسجيلات المركبات الكهربائية العاملة بالبطاريات بنسبة 39% خلال الأشهر العشرة حتى أكتوبر. ومع ذلك، تراجعت مبيعات “تسلا” في البلاد بنسبة 50% خلال الفترة نفسها. هذا يشير إلى أن “تسلا” تفقد حصتها في السوق حتى في ظل النمو العام للسيارات الكهربائية. تسلا تحتاج إلى استراتيجية جديدة للتغلب على هذه التحديات.

تحليل وتوقعات مستقبلية

يشير تراجع مبيعات تسلا في أوروبا إلى أن الشركة تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على مكانتها في السوق. المنافسة الشديدة، والعوامل السياسية، والمخاوف المتعلقة بالسلامة، كلها تساهم في هذا التراجع. من الضروري أن تستجيب “تسلا” لهذه التحديات من خلال تقديم نماذج جديدة ومبتكرة، وتحسين صورتها العامة، ومعالجة المخاوف المتعلقة بأنظمة القيادة المساعدة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على “تسلا” أن تركز على بناء علاقات قوية مع الجهات التنظيمية الأوروبية لضمان الامتثال للمعايير واللوائح المحلية. النجاح في المستقبل سيعتمد على قدرة “تسلا” على التكيف مع التغيرات في السوق وتلبية احتياجات المستهلكين الأوروبيين. من المتوقع أن تشهد صناعة السيارات الكهربائية مزيداً من النمو في السنوات القادمة، ولكن “تسلا” يجب أن تعمل بجد للحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال.

هل تعتقد أن “تسلا” ستتمكن من استعادة حصتها في السوق الأوروبية؟ شارك برأيك في قسم التعليقات أدناه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى