كارلوس كيروش يستعين بـ “لاب توب” و”آيباد” لإثبات خطأ تحكيمي

كأس العرب 2025 شهدت لقطة غير تقليدية من المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب عمان، بعد المباراة التي جمعت فريقه مع المنتخب السعودي في الجولة الأولى من البطولة. تعبيراً عن استيائه من أداء التحكيم، لجأ كيروش إلى استخدام التكنولوجيا بشكل مبتكر لإثبات وجهة نظره حول الأخطاء التحكيمية التي أثرت على نتيجة المباراة. هذه الحادثة أثارت جدلاً واسعاً بين المتابعين والمحللين الرياضيين، وتسلط الضوء على مدى أهمية التحكيم في تحديد مصير المباريات.
كارلوس كيروش والاحتجاج التقني: تفاصيل الواقعة
خسر منتخب عمان مباراته أمام نظيره السعودي بنتيجة 2-1 في افتتاحية كأس العرب. مباشرةً بعد نهاية المباراة، وفي المؤتمر الصحفي، فاجأ كيروش الحضور بإخراج جهاز “آيباد” وعرض لقطة فيديو واضحة لتدخل عنيف من لاعب المنتخب السعودي، علي مجرشي، على لاعب المنتخب العماني. وأكد كيروش أن هذا التدخل كان يستحق الحصول على بطاقة حمراء، مشدداً على أن عدم معاقبة اللاعب السعودي كان له تأثير كبير على سير المباراة.
لم تتوقف محاولات كيروش عند ذلك، بل ظهر في لقاء تلفزيوني لاحقاً وهو يحمل معه جهاز “لاب توب” ليُظهر نفس اللقطة ويؤكد على موقفه. هذا السلوك غير التقليدي أثار انتباه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تناقلت الأخبار والصور على نطاق واسع. الهدف من إحضار الأجهزة كان تقديم دليل قاطع على الخطأ التحكيمي بشكل مرئي وملموس، وتوجيه رسالة واضحة إلى لجنة التحكيم.
ردود الأفعال على احتجاج كيروش
أثارت لقطة كيروش في المؤتمر الصحفي واللقاء التلفزيوني ردود فعل متباينة. البعض أشاد بشجاعة المدرب وذكائه في استخدام التكنولوجيا للدفاع عن فريقه، معتبرين ذلك سابقة فريدة في عالم كرة القدم. وفي المقابل، انتقد البعض الآخر تصرف كيروش ووصفوه بالاستفزازي وغير الرياضي، مؤكدين أن الاحتجاج على قرارات التحكيم يجب أن يتم بالطرق الرسمية المعتادة.
وسائل الإعلام السعودية ركزت على تهنئة منتخبها بالفوز، مع الإشارة إلى احتجاج المدرب العماني على لقطة محددة. بينما ركزت وسائل الإعلام العمانية على الظلم التحكيمي الذي تعرض له الفريق، واعتبرت تصرف كيروش تعبيراً صادقاً عن غضبه وخيبة أمله.
الأداء التحكيمي في كأس العرب: جدل مستمر
الجدل الدائر حول أداء التحكيم في كأس العرب ليس وليد اللحظة. ففي مباريات سابقة، شهدت البطولة جدلاً حول قرارات تحكيمية أثرت على نتائج المباريات. هذه الحوادث تضع الضوء على الحاجة الماسة إلى تطوير أداء الحكام، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة – مثل تقنية الفيديو المساعد (VAR) – لضمان تحقيق العدالة في الملعب.
تقنية الفيديو المساعد (VAR) أصبحت ضرورة ملحة في كرة القدم الحديثة، حيث تساعد في تصحيح الأخطاء التحكيمية الواضحة التي قد تؤثر على مجرى المباراة. وبالرغم من أن البطولة لم تعلن بشكل رسمي استخدامها، إلا أن المطالبات بتطبيقها تزايدت بعد الحوادث المتكررة.
ما الذي يعنيه احتجاج كيروش لمستقبل التحكيم؟
تصرف كارلوس كيروش قد يكون بمثابة رسالة إلى المسؤولين عن التحكيم، مفادها أن المدربين واللاعبين أصبحوا أكثر وعياً بحقوقهم وأكثر استعداداً للاحتجاج على الأخطاء التحكيمية. استخدام التكنولوجيا في هذه الاحتجاجات يمثل تطوراً جديداً في طريقة التعامل مع التحكيم، وقد يدفع إلى المزيد من الشفافية والدقة في القرارات التحكيمية.
التحكيم الرياضي بشكل عام يشهد تطورات متسارعة في السنوات الأخيرة، مع التركيز على تدريب الحكام وتأهيلهم، وتزويدهم بأحدث التقنيات لمساعدتهم في اتخاذ القرارات الصحيحة. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال كبير للتحسين، خاصةً في البطولات الإقليمية التي قد لا تحظى بنفس القدر من الدعم والتغطية التي تحظى بها البطولات العالمية.
مستقبل منتخب عمان في كأس العرب 2025
على الرغم من الخسارة في المباراة الأولى، لا يزال منتخب عمان لديه فرصة للمنافسة على التأهل إلى الدور التالي من كأس العرب. فالفريق يمتلك مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على قلب الطاولة وتحقيق الفوز في المباريات القادمة. بالتأكيد، سيعمل الجهاز الفني بقيادة كيروش على تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، وتقديم أفضل ما لديه في المباريات المتبقية. الهدف الرئيسي هو تمثيل الكرة العمانية بأفضل شكل ممكن في هذه البطولة الهامة.
إن هذه الحادثة مع كيروش والتحكيم في كأس العرب 2025 تذكرنا بأهمية الحيادية والعدالة في التحكيم، وكيف يمكن للأخطاء التحكيمية أن تؤثر على نتائج المباريات ومعنويات الفرق. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الضوء على الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا لتحسين أداء التحكيم وزيادة الشفافية فيه. وتشجعنا على متابعة البطولة بشغف، والاحتفاء بالروح الرياضية والأداء المتميز من جميع الفرق المشاركة.












