مهرجان البحر الأحمر يجدد شراكته مع “فيلم العلا” للعام الرابع

يشهد المشهد السينمائي في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً، وتتجسد هذه النهضة في الدعم المتواصل للفعاليات السينمائية المحلية والدولية. وفي هذا السياق، أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تجديد تعاونه الإستراتيجي مع “فيلم العُلا” للعام الرابع على التوالي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة المزمع تنظيمها في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025. هذه الشراكة تعكس التزام الطرفين الراسخ بدعم السينما السعودية و تعزيز مكانتها على مستوى العالم، وتعتبر “فيلم العُلا” رافداً أساسياً في دعم صناع الأفلام السعوديين.

شراكة استراتيجية لتعزيز السينما السعودية

يأتي تجديد هذه الشراكة كاستمرار لنجاح التعاون المثمر بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي و”فيلم العُلا”، والذي بدأ في الدورة الثانية للمهرجان عام 2022. تصب هذه الشراكة في خانة رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات الإبداعية، والسينما جزء لا يتجزأ من هذه القطاعات. من خلال هذا التعاون، يسعى الطرفان إلى خلق بيئة جاذبة للمواهب السينمائية الشابة، وتوفير الفرص لتطوير إنتاجاتهم السينمائية عالية الجودة.

جوائز “فيلم العُلا”… تكريم للإبداع

تتضمن الشراكة رعاية “فيلم العُلا” لجائزتين مرموقتين، وهما “فيلم العُلا من اختيار الجمهور” و “فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي“. تُعد هاتان الجائزتان بمثابة تكريم للإبداع والتميز في الإنتاج السينمائي السعودي، كما تعززان التفاعل بين الجمهور والأفلام الوطنية. تبلغ قيمة كل جائزة 50 ألف دولار أمريكي، مما يعكس التقدير الكبير للجهود الإبداعية التي يبذلها صناع الأفلام السعوديون.

جائزة “فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي” تسلط الضوء على الأعمال التي تعبر عن الأصالة والعمق الثقافي للمملكة، وتقدم قصصًا إبداعية تعكس الهوية والتراث الغني للمملكة. بينما تُكرّم جائزة “فيلم العُلا من اختيار الجمهور” الفيلم الذي يحظى بأعلى نسبة تصويت من الجمهور، مما يمثل اعترافًا وتقديراً لشعبيته وتأثيره. هاتان الجائزتان معاً تشكلان منصةً قوية لدعم الإبداع السينمائي وبناء جسور التواصل بين السينمائيين السعوديين ونظرائهم من جميع أنحاء العالم.

نجاحات سابقة تثمر عن شراكة مستمرة

لم تكن الشراكة بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي و”فيلم العُلا” مجرد دعم مالي، بل كانت حافزاً للنجاح والتألق للعديد من الأفلام السعودية. ففي دورة العام الماضي، حصد فيلم “Little Jaffna” للمخرج لورانس فالين جائزة “فيلم العُلا من اختيار الجمهور”، بينما فاز فيلم “هوبال” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي بجائزة “فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي”.

وفي عام 2023، شهدت السينما السعودية إنجازاً تاريخياً بفوز فيلم “نُورة” للمخرج توفيق الزايدي بنفس الجائزة، ليصبح أول فيلم سعودي يُعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي المرموق ضمن قسم “نظرة ما” (Un Certain Regard). هذا الإنجاز يؤكد المكانة المتصاعدة للسينما السعودية على الساحة العالمية، ويبرز أهمية الدعم الذي تتلقاه من مؤسسات مثل “فيلم العُلا”.

“فيلم العُلا” تواصل التزامها بدعم السينما

أعرب السيد زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة “فيلم العُلا”، عن فخره بتجديد الرعاية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مؤكداً على أهمية هذه الشراكة في دعم الإبداع السينمائي وترسيخ مكانة العُلا كوجهة عالمية لتصوير الأفلام. وأضاف أن هذا التعاون يعكس الالتزام المشترك مع مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دعم المواهب الوطنية وتعزيز شبكة العلاقات بين أقطاب القطاع السينمائي، وتحقيق أثر ثقافي واقتصادي مستدام يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

إن “فيلم العُلا” لا تقتصر على رعاية الجوائز، بل تعمل أيضاً على تطوير البنية التحتية للسينما في المنطقة، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي لإنتاج الأفلام، وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل لصقل مهارات الشباب السينمائي. تعتبر العُلا وجهة مثالية لتصوير الأفلام بفضل تنوع المناظر الطبيعية والتراث الثقافي الغني.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي… منصة سينمائية رائدة

يُقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في منطقة البلد التاريخية بمدينة جدة، ويعد من أهم الفعاليات السينمائية في المنطقة. يستقطب المهرجان رواد الفن السابع من المملكة العربية السعودية ومن جميع أنحاء العالم، ويوفر منصة لعرض وتبادل الأفكار والخبرات في مجال صناعة السينما. كما يسهم المهرجان في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي للسينما والإبداع، وجذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي. السينما السعودية تشهد ازدهاراً بفضل هذه المبادرات.

باختصار، تجديد شراكة “فيلم العُلا” مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي هو خطوة مهمة نحو دعم الصناعة السينمائية السعودية وزيادة قدرتها التنافسية على المستوى العالمي. إن هذه الشراكة تعكس رؤية طموحة لتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز إقليمي رائد للسينما والإبداع، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.