الولايات المتحدة تعتزم التركيز على النمو الاقتصادي خلال رئاستها مجموعة العشرين

تسلّمت الولايات المتحدة رسميًا رئاسة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، لتتولى قيادة هذا المحفل الاقتصادي العالمي لمدة 12 شهرًا. يأتي هذا الانتقال بعد فترة من الخلافات الحادة مع جنوب إفريقيا، التي انتهت ولايتها كرئيس للمجموعة، مما يضع الولايات المتحدة في موقع محوري لتوجيه الأجندة الاقتصادية العالمية. وتؤكد واشنطن أنها ستركز خلال فترة رئاستها على تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق الازدهار، في ظل تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة.
تسليم الرئاسة وخلفيات الخلاف مع جنوب إفريقيا
شهد تسليم الرئاسة بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة توترًا ملحوظًا، حيث اتهمت واشنطن بريتوريا باستغلال قيادتها للمجموعة لأغراض سياسية. ووصل الأمر إلى حد مقاطعة الولايات المتحدة لقمة مجموعة العشرين التي استضافتها جنوب إفريقيا في نوفمبر الماضي، بناءً على مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اضطهاد الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا، وهي مزاعم قوبلت برفض قاطع من بريتوريا ووصفها بـ “التضليل الصارخ”.
رفض الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوسا بشكل قاطع تهديدات ترامب باستبعاد بلاده من قمة العام المقبل، مؤكدًا أن جنوب إفريقيا تظل عضوًا فعالًا وبناءً في المجموعة. هذا الخلاف يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على التعاون الاقتصادي الدولي.
أولويات الولايات المتحدة خلال فترة الرئاسة
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تحديد ثلاثة محاور أساسية ستشكل أولوية عملها خلال فترة الرئاسة. تهدف هذه المحاور إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام وتعزيز مكانة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي.
إطلاق العنان للازدهار الاقتصادي
تعتزم الولايات المتحدة التركيز على تقليل الأعباء التنظيمية التي تعيق النمو الاقتصادي. ويشمل ذلك تبسيط الإجراءات، وتخفيف القيود على الشركات، وتشجيع الاستثمار. تؤمن واشنطن بأن تخفيف القيود التنظيمية سيساهم في تحفيز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة.
تأمين سلاسل إمدادات الطاقة
تولي الولايات المتحدة أهمية قصوى لتأمين سلاسل إمدادات الطاقة بأسعار معقولة وآمنة. ويشمل ذلك تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز التعاون مع الدول المنتجة، والاستثمار في البنية التحتية للطاقة. تعتبر واشنطن أن تأمين الطاقة أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والحد من التضخم.
ريادة التقنيات والابتكارات الجديدة
تعتزم الولايات المتحدة قيادة الجهود العالمية في مجال التقنيات والابتكارات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. ويشمل ذلك الاستثمار في البحث والتطوير، وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، ووضع معايير عالمية للتقنيات الجديدة. تؤمن واشنطن بأن الابتكار هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.
قمة ميامي ومستقبل مجموعة العشرين
من المقرر أن تستضيف ميامي، في ولاية فلوريدا، قمة مجموعة العشرين المقبلة في منتجع جولف مملوك للرئيس دونالد ترامب. وقد أثارت خطط ترامب لاستبعاد جنوب إفريقيا من القمة انقسامًا بين أعضاء المجموعة، حيث أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن نيته محاولة إقناع ترامب بالتراجع عن قراره.
هذا القرار يثير تساؤلات حول مستقبل مجموعة العشرين وقدرتها على الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة التحديات العالمية. كما يبرز أهمية الحوار والتفاوض في حل الخلافات بين الدول الأعضاء. إن الحفاظ على التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والازدهار العالمي.
بيان قمة العشرين وتداعياته
اعتمد قادة مجموعة العشرين إعلانًا في قمة جنوب إفريقيا تناول قضايا مهمة مثل أزمة المناخ والتحديات العالمية، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة. أثار هذا الإعلان غضب واشنطن، التي اتهمت جنوب إفريقيا باستغلال قيادتها للقمة. يعكس هذا التباين في وجهات النظر صعوبة التوصل إلى توافق في الآراء حول القضايا المعقدة التي تواجه العالم.
الخلاصة
تولي الولايات المتحدة رئاسة مجموعة العشرين في وقت حرج يشهد تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة. إن نجاح الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها خلال فترة الرئاسة سيعتمد على قدرتها على بناء توافق في الآراء مع الدول الأعضاء، ومعالجة الخلافات القائمة، والتركيز على الأولويات المشتركة. إن تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وتأمين سلاسل إمدادات الطاقة، وقيادة الابتكار التكنولوجي هي مهام أساسية تتطلب تعاونًا دوليًا وثيقًا. من الضروري متابعة تطورات قمة ميامي القادمة وتقييم تأثير قرارات الولايات المتحدة على مستقبل مجموعة العشرين والاقتصاد العالمي.












