حمدان بن محمد: ذكرى الشهداء العطرة خالدة في سجلّ الوطن

في كل عام، تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة بكل تقدير واحترام لإحياء ذكرى الشهداء، تلك المناسبة الجليلة التي تجسد أسمى معاني الولاء والتضحية والفداء. إنها ليست مجرد يوم للتذكر، بل هي وقفة عز وامتنان لأبطال ضحوا بأرواحهم الطاهرة دفاعًا عن الوطن وعزته، وحمايةً لمبادئه وقيمه. وفي هذا العام، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، على هذه المعاني السامية، مؤكدًا أن تضحياتهم ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن للأبد.
أهمية يوم الشهيد في دولة الإمارات
يوم الشهيد ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو رمز وطني يمثل التقدير العميق لجنودنا البواسل الذين سطروا بدمائهم أروع قصص البطولة والشجاعة. تم إعلانه رسميًا في عام 2015، ليكون يومًا سنويًا لتكريم أولئك الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ولتأكيد التزام الإمارات بدعم جنودها وحماية أمنها واستقرارها.
تضحيات لا تُنسى
إن تضحيات الشهداء ليست مقتصرة على ساحات القتال، بل تمتد لتشمل كل من بذل جهداً في سبيل رفعة الوطن وحماية حدوده. هؤلاء الأبطال هم من مختلف القطاعات العسكرية والمدنية، وقد قدموا الغالي والنفيس من أجل أن تظل الإمارات منارة للأمن والأمان والتقدم والازدهار. إنهم قدوة للأجيال القادمة في التفاني والإخلاص والوطنية الصادقة.
رسالة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم
في تدوينة مؤثرة على منصة “إكس”، عبّر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره العميق لتضحيات الشهداء، مؤكدًا أن ذكرى الشهداء ستبقى خالدة في سجل الوطن. وقال سموه: “في (يوم الشهيد).. نستذكر تضحيات رجالٍ برّوا بقسمهم، وبذلوا الغالي والنفيس لتظل رايتنا واحدةً موحَّدة تحت قيادةٍ شيمتها الوفاء والكرم. ستبقى ذكراكم العطرة خالدةً في سجلّ الوطن.. فأنتم رموز التضحية والولاء والعطاء”.
هذه الكلمات تعكس القيادة الحكيمة التي تولي الشهداء وأسرهم كل الاهتمام والرعاية، وتعتبرهم فخرًا وعزة للوطن. كما تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية والولاء للقيادة الرشيدة، وهما الركيزتان الأساسيتان لأمن واستقرار الإمارات.
القيم التي يمثلها الشهداء
يمثل الشهداء في دولة الإمارات قيمًا راسخة في المجتمع، مثل الشجاعة والإقدام والتضحية والإيثار والولاء والانتماء. إنهم تجسيد حقيقي لمعنى الوطنية، وقدوة حسنة للأجيال القادمة في حب الوطن والدفاع عنه.
الوفاء لأسر الشهداء
لا يقتصر التكريم على الشهداء أنفسهم، بل يمتد ليشمل أسرهم الكريمة الذين قدموا فلذات أكبادهم فداءً للوطن. تولي دولة الإمارات أسر الشهداء رعاية خاصة، وتسعى جاهدة لتوفير كل ما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي، وتوفير فرص تعليمية وعمل مناسبة لأبنائهم. هذا الوفاء هو تعبير صادق عن تقدير الدولة لتضحياتهم الجسام. رعاية أسر الشهداء جزء لا يتجزأ من تقديرنا لتضحياتهم.
إحياء ذكرى الشهداء في المجتمع
تتعدد المبادرات والفعاليات التي تقام في دولة الإمارات لإحياء ذكرى الشهداء، وتعزيز قيم الولاء والانتماء لدى أفراد المجتمع. تشمل هذه الفعاليات تنظيم المسيرات والخطب والمحاضرات والندوات، وإقامة المعارض والفعاليات التراثية، وتزيين الشوارع والمباني بالأعلام واللافتات التي تحمل صور الشهداء.
دور المؤسسات التعليمية
تلعب المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في غرس قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب، وتعريفهم بتضحيات الشهداء. يتم تخصيص برامج ودروس لتعليم الطلاب عن تاريخ الإمارات، وأهمية الوحدة الوطنية، ودور الشهداء في حماية الوطن. كما يتم تنظيم زيارات ميدانية لأسر الشهداء والمواقع التاريخية المرتبطة بتضحياتهم.
الشهداء.. قدوة للأجيال القادمة
إن ذكرى الشهداء ليست مجرد مناسبة عابرة، بل هي إرث عظيم يجب أن نحافظ عليه وننقله إلى الأجيال القادمة. يجب أن نتعلم من تضحياتهم ونستلهم منها قيم الشجاعة والإقدام والتفاني والإخلاص. يجب أن نربي أبناءنا على حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة، وأن نغرس فيهم قيم التضحية والفداء. الوطنية هي الإرث الذي تركوه لنا.
ختامًا، يوم الشهيد هو يوم الفخر والعزة، وهو يوم نتذكر فيه أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش في أمن وسلام. فلنجدد العهد والولاء للوطن، ولنعمل جميعًا من أجل تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في بناء مستقبل مشرق للإمارات. شاركوا في فعاليات إحياء ذكرى الشهيد، وعبروا عن تقديركم لتضحياتهم، وادعموا أسرهم الكريمة. هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأولئك الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجلنا.












