هل يوجد أسفل الأهرامات وأبو الهول أسرارًا مخفية؟.. زاهي حواس يوضح

أثار عالم الآثار الدكتور زاهي حواس جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة حول أهرامات الجيزة وأبو الهول، حيث نفى بشكل قاطع وجود أي مدن أو هياكل سرية تحت هذه المعالم الأثرية العظيمة. هذه التصريحات تأتي في سياق مكافحة انتشار الشائعات التي لطالما أحاطت بهذه الحضارة القديمة، وتهدف إلى تقديم الحقائق العلمية المبنية على سنوات من البحث والتنقيب. تشمل هذه الشائعات أفكارًا حول الأهرامات كمصادر للطاقة العالمية أو بوابات لأبعاد أخرى، وهي نظريات لا تدعمها الأدلة الأثرية.
نتائج الحفائر والتنقيبات حول الأهرامات وأبو الهول
أكد الدكتور زاهي حواس في لقاء متلفز مع الإعلامية كريمة عوض ببرنامج “حديث القاهرة” على أن الحفائر والتنقيبات المكثفة التي أجريت في منطقة أهرامات الجيزة لم تسفر عن أي نتائج تدعم فكرة وجود غرف أو أبنية مخفية تحت الأهرامات أو تمثال أبو الهول. وأضاف أن الفريق الأثري قام بفحص شامل للمنطقة باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك الرادار المخترق للأرض، ولم يتم العثور على أي تجاويف كبيرة أو هياكل غير معروفة.
طبيعة هضبة الجيزة والصخور المستخدمة في البناء
أوضح حواس أن هضبة الجيزة هي امتداد طبيعي لهضبة المقطم، وأن الحجارة المستخدمة في بناء الأهرامات ورأس أبو الهول هي نفسها الموجودة في هذه الهضبة. هذا يعني أن المصريين القدماء لم يضطروا إلى نقل الحجارة من أماكن بعيدة، بل استغلوا الموارد الطبيعية المتاحة في محيطهم. هذه المعرفة تعزز فهمنا لكيفية تنظيم وإدارة هذا المشروع البناء الضخم. بالإضافة إلى ذلك، هذه الحجارة تتميز بصلابتها وجودتها العالية، مما ساهم في بقاء الأهرامات صامدة لآلاف السنين.
الجدل حول ترميم أبو الهول
تطرق الدكتور حواس إلى عمليات الترميم التي خضع لها تمثال أبو الهول، خاصة تلك التي جرت بين عامي 1980 و1987. وأبدى أسفه لبعض الأخطاء التي ارتكبت خلال هذه الفترة، حيث تم استبدال بعض الحجارة الأصلية بحجارة جديدة.
تأثير الترميم على شكل أبو الهول
أشار حواس إلى أن هذه التعديلات أدت إلى تغيير في شكل رأس أبو الهول، حيث أصبح أصغر نسبياً مقارنة بباقي الجسم. هذا الأمر أثار انتقادات واسعة في الأوساط الأثرية، وأكد حواس أهمية توخي الحذر والدقة في عمليات الترميم، والاعتماد على أساليب علمية حديثة للحفاظ على أصالة المعالم الأثرية.
التحقق من باطن أبو الهول: 32 حفرة تدحض الأساطير
أفاد الدكتور زاهي حواس بأنهم قاموا بحفر 32 حفرة أسفل أبو الهول بهدف التحقق من صحة الادعاءات حول وجود ممرات أو غرف سرية. وأكد أن النتائج كانت حاسمة: الصخر تحت التمثال صلب ومتجانس، ولا يوجد أي دليل على وجود أي شيء مخفي.
نفي الشائعات المتعلقة بـ “غرف الأسرار”
هذا النفي القوي يأتي ليضع حدًا للشائعات التي انتشرت لسنوات طويلة حول وجود “غرف أسرار” أو ممرات تؤدي إلى كنوز أو معلومات غامضة. حواس شدد على أن الأهرامات وأبو الهول هما نتاج العبقرية الهندسية والفنية للمصريين القدماء، وأنه لا داعي للبحث عن تفسيرات خيالية أو أبعاد روحانية لهذه المعالم. هذا الجدل المستمر يثير اهتماماً كبيراً بـ الحضارة المصرية القديمة ويدفع المزيد من الباحثين لفك رموزها.
الأهرامات مشروعًا قوميًا في العصور القديمة
أكد الدكتور حواس أن بناء أهرامات الجيزة لم يكن مجرد مهمة دينية أو جنائزية، بل كان مشروعًا قوميًا ضخمًا يهدف إلى توحيد البلاد وتعزيز سلطة الفرعون. وشدد على أن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بقدرات تنظيمية وإدارية عالية مكّنتهم من إنجاز هذا العمل العظيم في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. كما أن المشروع وفر فرص عمل للعديد من المواطنين، وساهم في تطوير البنية التحتية والاقتصاد في البلاد. يستمر البحث والدراسة حول هندسة الأهرامات وتفاصيل بنائها في الكشف عن المزيد من المعلومات حول هذه الحضارة المذهلة.
خلاصة القول: الحقائق الأثرية تتحدث بصوت عالٍ
في الختام، يشدد الدكتور زاهي حواس على أهمية الاعتماد على الأدلة الأثرية والعلمية عند دراسة أهرامات الجيزة وأبو الهول. تصريحاته الأخيرة تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وإزالة الغموض عن هذه المعالم التاريخية، وتقديم صورة واضحة ومستندة إلى الحقائق عن الحضارة المصرية القديمة. الاستمرار في البحث والتنقيب هو السبيل الوحيد لفهم أعمق لهذه الحضارة العظيمة وكشف أسرارها التي ما زالت تختبئ تحت رمال الزمن. ندعو القراء إلى متابعة أحدث الاكتشافات الأثرية في مصر، ومشاركة هذا المقال لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث المصري.












