“المنطقة مقبلة على زلازل وبراكين”.. خبير يكشف تفاصيل جديدة بشأن البركا

مستقبل منطقة بركان “هايلى غوبي” في إثيوبيا: توقعات جيولوجية وتحولات محتملة
يشهد العالم اهتماماً متزايداً بالنشاط البركاني الذي طرأ مؤخراً في شمال شرق إثيوبيا، وبالتحديد في منطقة بركان “هايلى غوبي”. هذا الانفجار، الذي يعتبر الأول من نوعه منذ آلاف السنين، أثار تساؤلات حول مستقبل المنطقة وإمكانية حدوث المزيد من الأنشطة الجيولوجية. يحلل هذا المقال أحدث التوقعات الجيولوجية لمستقبل هذه المنطقة الحيوية، مع التركيز على احتمالات النشاط الزلزالي والبركاني، وكيفية تعامل إثيوبيا مع هذه الظواهر الطبيعية، والاستفادة منها في مجالات مثل السياحة والطاقة.
تفاصيل انفجار بركان “هايلى غوبي” وأهميته الجيولوجية
أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، بأن انفجار بركان “هايلى غوبي” لم يصاحبه خروج للـ الحمم البركانية، وهو ما يفسر طبيعته الفريدة. هذا يعني أن الضغط المتراكم في باطن الأرض قد وجد منفذاً دون الحاجة إلى تدفق واسع من اللافا. وقع الانفجار في إقليم عفر، على بعد حوالي 800 كيلومتر شمال شرق العاصمة أديس أبابا، وبالقرب من الحدود مع إريتريا.
وتكمن أهمية هذا الانفجار في كونه مؤشراً على أن المنطقة لا تزال نشطة جيولوجياً رغم فترة السكون الطويلة. يؤكد الدكتور شراقي أن الأخدود الإفريقي يلعب دوراً حاسماً في هذا النشاط، حيث يقسم إثيوبيا إلى قسمين، أحدهما يعتبر منطقة عالية الخطورة من حيث الزلازل والبراكين. هذا الانفجار يذكرنا بقوة الطبيعة وقدرتها على إحداث تغييرات مفاجئة.
احتمالات النشاط الزلزالي والبركاني المستقبلي
مع الأخذ في الاعتبار تاريخ المنطقة الجيولوجي وموقعها على الأخدود الإفريقي، يرى الدكتور شراقي أن هناك احتمالية واردة لحدوث نشاط زلزالي وبركاني إضافي في منطقة بركان “هايلى غوبي” خلال الفترة المقبلة. لا يمكن الجزم بمدى قوة هذه الأنشطة أو توقيتها بدقة، لكن من الضروري مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الاستعدادات اللازمة.
العوامل المؤثرة في النشاط الجيولوجي
عدة عوامل تساهم في استمرار النشاط الجيولوجي في المنطقة:
- حركة الصفائح التكتونية: يقع الأخدود الإفريقي على منطقة تتقارب فيها الصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى ضغوط وتصدعات في القشرة الأرضية.
- نشاط باطن الأرض: وجود جيوب من الصهارة الساخنة تحت سطح الأرض يزيد من احتمالية حدوث انفجارات بركانية وزلازل.
- التأثير المتبادل بين البراكين والزلازل: غالبًا ما يكون النشاط البركاني مصحوبًا بنشاط زلزالي، والعكس صحيح.
استغلال إثيوبيا للطاقة البركانية والسياحة
على الرغم من المخاطر المرتبطة بالنشاط البركاني، إلا أن إثيوبيا تسعى جاهدة للاستفادة من هذه الظواهر الطبيعية في مجالات مختلفة. تعتبر الطاقة الحرارية الجوفية الناتجة عن النشاط البركاني مصدراً واعداً لتوليد الكهرباء في إثيوبيا. وتهدف الحكومة الإثيوبية إلى زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة البركانية، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
بالإضافة إلى ذلك، تدرك إثيوبيا الإمكانات السياحية الهائلة التي يمكن أن يوفرها النشاط البركاني. تقوم الدولة بتطوير مسارات سياحية في المناطق البركانية، مما يسمح للزوار بالتعرف على هذه الظواهر الطبيعية الرائعة عن كثب. هذا لا يعزز السياحة البيئية فحسب، بل يوفر أيضًا فرص عمل للسكان المحليين.
التحديات والمخاطر المحتملة في المنطقة
ينطوي النشاط البركاني في منطقة “هايلى غوبي” على عدة تحديات ومخاطر محتملة:
- النشاط الزلزالي: قد يؤدي النشاط البركاني إلى حدوث زلازل قوية، مما يهدد سلامة المباني والبنية التحتية في المنطقة.
- انبعاثات الغازات السامة: يمكن أن تنبعث من البراكين غازات سامة تضر بصحة الإنسان والبيئة.
- تدفقات الحمم البركانية: على الرغم من أن انفجار “هايلى غوبي” لم يصاحبه خروج للحمم البركانية، إلا أن هناك احتمالية لحدوث ذلك في المستقبل، مما قد يتسبب في تدمير الممتلكات وتشريد السكان.
- تأثيرات على الطيران: يمكن للرماد البركاني أن يشكل خطراً على الطائرات، مما قد يؤدي إلى تعطيل حركة الطيران.
لذلك، من الضروري وضع خطط طوارئ فعالة لمواجهة هذه المخاطر وحماية السكان المحليين. يجب أن تشمل هذه الخطط بناء مراصد رصد البراكين، وتثقيف الناس حول كيفية التعامل مع الانفجارات البركانية والزلازل، وتوفير الإمدادات والمساعدة اللازمة للمتضررين.
الخلاصة والتوصيات
يمثل انفجار بركان “هايلى غوبي” في إثيوبيا حدثاً جيولوجياً هاماً يستدعي المتابعة والتحليل الدقيقين. من المتوقع أن تشهد المنطقة نشاطاً زلزالياً وبركانياً إضافياً في المستقبل، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وفي الوقت نفسه، يجب على إثيوبيا الاستمرار في استغلال الإمكانات الهائلة التي يوفرها النشاط البركاني في مجالات الطاقة والسياحة، مع الحرص على حماية البيئة وصحة الإنسان. التخطيط الاستراتيجي والتعاون الدولي هما مفتاح التعامل الناجح مع هذه التحديات وتحويلها إلى فرص. نتوقع المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع لفهم التغيرات الجيولوجية بشكل أعمق ومساعدة إثيوبيا على الاستعداد للمستقبل.












