لأول مرة منذ 2011.. أبل تقترب من استعادة عرش سوق الهواتف من سامسونج

تُظهر أحدث التقارير اتجاهاً قوياً نحو استعادة أبل لمكانتها كأكبر مُصنّع للهواتف الذكية على مستوى العالم، وهو إنجاز لم تحققه الشركة منذ أكثر من عقد من الزمان. هذا التحول الملحوظ مدفوع بشكل رئيسي بالطلب القوي على سلسلة آيفون 17، إلى جانب دورة ترقية الأجهزة المتزايدة بين المستهلكين. تُعد هذه أخباراً جذابة لمحبي التكنولوجيا ومحللي السوق على حد سواء، وتعكس ديناميكية متغيرة باستمرار في عالم الهواتف الذكية.
نجاح آيفون 17 يقود صعود أبل
أطلقت الشركة سلسلة آيفون 17 في شهر سبتمبر الماضي، وسرعان ما لفتت الأنظار بفضل الابتكارات والميزات الجديدة التي تقدمها. لم يقتصر النمو في المبيعات على السوق الأمريكي فحسب، بل امتد ليشمل الصين، التي تُعتبر سوقاً حيوية وأكثر تحدياً. هذه النتائج الإيجابية تؤكد قدرة أبل على التنافس بفعالية في الأسواق العالمية الرئيسية.
تقارير مؤسسة “كاونتربوينت” تشير إلى أن إطلاق هواتف آيفون 17 حفز بشكل خاص المستخدمين الحاليين على استبدال أجهزتهم القديمة. هذا أدى إلى نمو سنوي مزدوج الرقم في كل من الولايات المتحدة والصين. لم يكن هذا النمو مقتصراً على جذب عملاء جدد، بل أيضاً على تعزيز الولاء للعلامة التجارية من خلال تقديم تجربة مستخدم محسنة وميزات متطورة.
العوامل المساهمة في تعافي أبل
بالإضافة إلى قوة منتجاتها، استفادت أبل من عدة عوامل خارجية ساهمت في هذا التعافي. يذكر التقرير تحسن الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تقليل بعض العقبات أمام مبيعات الشركة في السوق الصيني الضخم.
علاوة على ذلك، ساهم هبوط قيمة الدولار الأمريكي أمام بعض عملات الأسواق الناشئة في جعل أجهزة أبل أكثر جاذبية من حيث الأسعار للمستهلكين في هذه المناطق. هذه العوامل الاقتصادية والجيوسياسية خلقت بيئة مواتية لنمو مبيعات أبل على مستوى العالم.
توقعات بتجاوز سامسونج في شحنات الهواتف الذكية
تُظهر التقديرات الصادرة عن كاونتربوينت أن أبل على وشك تجاوز منافستها التقليدية، سامسونج، في إجمالي شحنات الهواتف الذكية بحلول نهاية عام 2025. من المتوقع أن تشهد شحنات آيفون ارتفاعًا بنسبة تقارب 10%، في حين يُتوقع أن ترتفع شحنات سامسونج بنسبة 4.6% فقط.
وتتوقع كاونتربوينت أيضًا نموًا عامًا لسوق الهواتف الذكية بنسبة 3.3% خلال العام نفسه، مع احتلال أبل لحصة سوقية تبلغ 19.4%، مما يضعها في الصدارة للمرة الأولى منذ عام 2011. هذه التوقعات الطموحة تعكس الثقة المتزايدة في قدرة الشركة على مواصلة مسيرة النمو والابتكار.
دورة ترقية الهواتف الذكية والسوق المستعمل
يشير المحلل المالي في كاونتربوينت، يانج وانج، إلى أن السوق يشهد “نقطة تحول” في دورة استبدال الهواتف الذكية. فالعديد من المستهلكين الذين قاموا بشراء هواتف جديدة خلال فترة جائحة كورونا هم الآن في مرحلة الترقية لأجهزة أحدث.
هذه الظاهرة مدعومة أيضًا بانتشار سوق الهواتف الذكية المستعملة، حيث تم بيع حوالي 358 مليون جهاز آيفون مستعمل بين عامي 2023 والربع الثاني من عام 2024. هذا يدل على قوة العلامة التجارية وقيمتها الاحتفاظية، حيث يفضل العديد من المستهلكين شراء هواتف آيفون مستعملة بدلاً من العلامات التجارية الأخرى الجديدة. ارتفاع مبيعات الهواتف المستعملة يحرر المزيد من المستخدمين للترقية إلى أحدث الأجهزة.
إصدارات مستقبلية تعزز مكانة أبل
لا تكتفي أبل بالنجاح الحالي لسلسلة آيفون 17، بل تستعد لإطلاق إصدارات جديدة ومبتكرة في السنوات القادمة. تتوقع كاونتربوينت أن تقوم أبل بتوسيع الفجوة مع منافسيها من خلال إطلاق هاتف آيفون قابل للطي في العام المقبل، إلى جانب نسخة ذات سعر معقول من السلسلة الحالية، والتي من المرجح أن تحمل اسم آيفون 17e.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تشير إلى أن الشركة تعمل على إعادة تصميم شاملة لجهاز آيفون في عام 2027، وهو ما يُنتظر أن يعزز مبيعاتها بشكل كبير. يُرجح أن تستمر أبل في الهيمنة على سوق الهواتف الذكية حتى عام 2029 على الأقل، بفضل هذه الابتكارات المستمرة وتركيزها على تلبية احتياجات المستهلكين.
أبل تتجاوز التوقعات
أكدت أبل الشهر الماضي أن مبيعاتها تتجاوز التوقعات، متوقعة تحقيق إيرادات في الربع الرابع (الذي يشمل موسم الأعياد) تصل إلى 140 مليار دولار. يعزز هذا الأداء المالي القوي الثقة في قدرة الشركة على الحفاظ على وتيرة نمو قوية على المدى الطويل. فالشركة لا تزال قادرة على الابتكار وتقديم منتجات تلبي احتياجات المستهلكين وتثير إعجابهم.
في الختام، يبدو أن أبل على الطريق الصحيح لاستعادة عرشها في سوق الهواتف الذكية العالمية. فمن خلال مزيج من الابتكار والمنتجات عالية الجودة والعوامل الخارجية المواتية، تستعد الشركة لمواصلة النمو والازدهار في السنوات القادمة. يمكن للقراء متابعة آخر أخبار أبل ومقارنات الهواتف (مثل هذه المقارنة بين آيفون 17 وسامسونج جلاكسي S25) لمواكبة التطورات في هذا المجال الديناميكي.












