اخبار الكويت

ندوة في جامعة أكسفورد عن مذكرات أول سفيرة للكويت

نظم مركز الشرق الأوسط المرموق في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد ندوة حاشدة تكريمًا لكتاب نبيلة الملا، السفيرة الكويتية السابقة، والذي يحمل عنوان “فتح آفاق جديدة على الساحة العالمية: مذكرات أول سفيرة للكويت”. يمثل هذا الكتاب إضافة قيّمة إلى المكتبة الدبلوماسية العربية، ويستعرض مسيرة حياة مُلهمة في خدمة الكويت والعالم العربي. شهدت الندوة حضورًا دبلوماسيًا وأكاديميًا بارزًا، مما يعكس أهمية هذا العمل ومكانة صاحبة السمو في الأوساط الدولية.

نبيلة الملا ومسيرة دبلوماسية حافلة بالإنجازات

تتبع مذكرات السفيرة نبيلة الملا، على مدى أربعة عقود، رحلة استثنائية بدأت بخطط أكاديمية، ثم تحولت إلى مسار مهني موفق في وزارة الخارجية الكويتية خلال سبعينيات القرن الماضي. إنها قصة شغف بالعمل الدبلوماسي وتفانٍ في خدمة الوطن.

رائدة في مجالها

لم تكن السفيرة الملا مجرد أول سفيرة للكويت، بل هي أيضًا أول امرأة من منطقة الخليج تتولى هذا المنصب الرفيع. بالإضافة إلى ذلك، حققت إنجازًا تاريخيًا آخر من خلال رئاستها لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتصبح بذلك أول عربية تقود هذا المجلس الهام. كما شغلت منصب المندوبة العربية الدائمة لدى الأمم المتحدة، مما عزز من حضور الكويت وصوتها في المحافل الدولية. هذه الإنجازات تجعلها نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة من الدبلوماسيين والدبلوماسيات في الكويت والعالم العربي.

الندوة في أكسفورد: إشادة وتأكيد على أهمية الكتاب

ترأس مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، البروفيسور يوجين روغان، الندوة التي أقيمت مساء الثلاثاء، بحضور السفير الكويتي لدى المملكة المتحدة، بدر المنيخ، والسفير البريطاني السابق لدى الكويت، مايكل دافنبورت، وعدد من أعضاء هيئة التدريس المتميزين. أشار مركز الشرق الأوسط في بيانه إلى أن الكتاب يقدم رؤى قيمة حول التحديات والفرص التي واجهت الدبلوماسية الكويتية على مر السنين.

السفيرة نبيلة الملا، خلال حديثها في الندوة، عبرت عن تشريفها بتقديم مذكراتها في هذا الصرح العلمي المرموق. وأكدت أن هدفها من هذا الكتاب هو مشاركة الخبرات والتجارب مع الأجيال الشابة، وإلقاء الضوء على العقبات التي يمكن أن تواجههم في حياتهم المهنية وسبل التغلب عليها بالإصرار والمثابرة، بالإضافة إلى أهمية الدعم من القيادة العليا.

المشاركة والتشاور: ركيزة أساسية للدبلوماسية الكويتية

أحد الجوانب الرئيسية التي يركز عليها كتاب نبيلة الملا هو أهمية المشاركة والتشاور في صياغة السياسات واتخاذ القرارات، خاصة على المستويات الخليجية والعربية. تؤكد السفيرة الملا على أن الوحدة والتنسيق بين دول المنطقة هما السبيل الأمثل للدفاع عن مصالحها المشتركة وتحقيق الاستقرار والازدهار. وتشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للحوار والتعاون في حل النزاعات وتحقيق التنمية المستدامة.

الأكاديمي الزائر من وزارة الخارجية البريطانية، إدوين سامويل، وصف الكتاب بأنه “سرد صريح ومؤثر لديبلوماسية الكويت”، مشيدًا بدور السفيرة نبيلة الملا كأحد أبرز الدبلوماسيين في العالم العربي. وأضاف أن السفيرة تمثل جيلًا سابقًا لعصره، وأن تجربتها تقدم نموذجًا ملهمًا للدبلوماسيين الكويتيين الشباب. ويعتبر الكتاب بمثابة إضافة نوعية لفهم السياسة الخارجية الكويتية وتطورها.

إصدار الكتاب وتأثيره

صدر الكتاب لأول مرة في الكويت في شهر أبريل الماضي، عن المعهد الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الكويتية. وحظي بإقبال كبير من القراء والمهتمين بالشأن الدبلوماسي. من المتوقع أن يساهم الكتاب في إثراء البحث العلمي حول الدبلوماسية الكويتية والعربية، وأن يكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من الدبلوماسيين.

يُعد كتاب “فتح آفاق جديدة على الساحة العالمية: مذكرات أول سفيرة للكويت” بمثابة شهادة حية على مسيرة امرأة كويتية استثنائية، وتقديمه في جامعة أكسفورد يعكس التقدير الدولي للدبلوماسية الكويتية ودورها في تعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو دراسة متعمقة في فن الدبلوماسية وأهمية بناء الجسور بين الثقافات والشعوب. يمكن اعتبار هذا العمل مساهمة قيمة في مجال التاريخ الدبلوماسي و المرأة في الدبلوماسية، ويوفر رؤى فريدة حول التحديات والفرص التي واجهت الكويت والدول العربية خلال العقود الماضية.

نتمنى أن يكون هذا الكتاب حافزًا للشباب الكويتي والعربي لمواصلة العمل الدؤوب من أجل تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، والدفاع عن مصالح أوطانهم. ندعوكم لقراءة هذا العمل الهام ومشاركة انطباعاتكم عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى