بلومبرغ: مفاوضات لبيع “مونتون” الصينية للألعاب الإلكترونية لـ”ساڤي” السعودية

تتردد أنباء قوية حول محادثات جارية بين شركة “بايت دانس” المالكة لتطبيق “تيك توك”، ومجموعة “ساڤي للألعاب الإلكترونية” السعودية، لبيع مطورة الألعاب الشهيرة “شنغهاي مونتون تكنولوجي”. هذه الخطوة، إذا تمت، ستشكل صفقة بارزة في عالم الألعاب، وتعكس طموحات المملكة العربية السعودية المتزايدة في أن تصبح مركزًا عالميًا رئيسيًا في هذا القطاع. وتأتي هذه المحادثات بعد عام من تراجع “بايت دانس” عن بعض استثماراتها في مجال الألعاب، وتحديدًا بعد إغلاقها لعلامتها التجارية “نوفيرس”.
“بايت دانس” تسعى لبيع “مونتون تكنولوجي” إلى “ساڤي”
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن “بايت دانس” تجري مفاوضات متقدمة لبيع “شنغهاي مونتون تكنولوجي”، الشركة المطورة للعبة “موبايل ليجندز: بانغ بانغ” (Mobile Legends: Bang Bang) الشهيرة. وكانت “بايت دانس” قد استحوذت على “مونتون” في عام 2021 مقابل تقييم يقارب 4 مليارات دولار، ولكن يبدو أن الشركة الصينية تعيد الآن تقييم استراتيجيتها في قطاع الألعاب. هذه المحادثات تمثل إحياءً لخطة بيع كانت قد أوقفت في العام الماضي.
“موبايل ليجندز: بانغ بانغ” والنجاح في جنوب شرق آسيا
تعتبر لعبة “موبايل ليجندز: بانغ بانغ” هي المنتج الرئيسي لشركة “مونتون”، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تحظى بقاعدة لاعبين واسعة ونشطة. بالإضافة إلى ذلك، طورت الشركة ألعابًا أخرى مثل “بروجيكت: إكستراكشن” (Project: Extraction) و “كريستال أوف أتلان” (Crystal of Atlan)، ولكن “موبايل ليجندز” تبقى العلامة التجارية الأقوى لها. ويرجع اهتمام “ساڤي” تحديدًا بهذه الشركة إلى القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع بها ألعابها، وإمكانية التوسع بها لجمهور أوسع.
طموحات السعودية في قطاع الألعاب الإلكترونية
تأتي هذه الصفقة المحتملة في سياق رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة لتحويل نفسها إلى مركز عالمي للرياضات الإلكترونية وألعاب الفيديو. أسس صندوق الاستثمارات العامة السعودي “ساڤي للألعاب الإلكترونية” في عام 2021، كجزء من هذه الرؤية، ويهدف إلى ضخ استثمارات كبيرة في هذا القطاع. ويسعى الصندوق إلى جذب الشركات الرائدة في مجال الألعاب، وتنظيم البطولات والفعاليات الكبرى، وتطوير المواهب المحلية في مجال الرياضات الإلكترونية.
استثمارات “ساڤي” الضخمة في قطاع الألعاب
تُظهر مجموعة “ساڤي” طموحًا كبيرًا في الاستثمار في كبرى شركات الألعاب العالمية. فقد وافق الصندوق مؤخرًا، بالشراكة مع “سيلفر ليك مانجمنت” (Silver Lake Management) و”أفينيتي بارتنرز” (Affinity Partners)، على الاستحواذ على شركة “إلكترونيك آرتس” (Electronic Arts) مقابل مبلغ ضخم يقدر بنحو 55 مليار دولار. هذا الاستحواذ، إن اكتمل، سيعزز مكانة السعودية كلاعب رئيسي في صناعة الألعاب العالمية. بالإضافة إلى ذلك، وقعت “ساڤي” مذكرتي تفاهم لدعم الألعاب الإلكترونية في المملكة.
تراجع “بايت دانس” عن استثمارات الألعاب
على الجانب الآخر، تشير هذه المحادثات إلى تراجع ملحوظ لشركة “بايت دانس” عن استثماراتها في قطاع ألعاب الفيديو. في السنوات الأخيرة، قامت الشركة بتخفيض مئات الوظائف في هذا المجال، وأغلقت علامتها التجارية الرئيسية “نوفيرس” (Nuverse) بعد أن فشلت في تحقيق حصة سوقية كبيرة أمام منافسها الرئيسي “تينسنت هولدينغز” (Tencent Holdings). ويبدو أن “بايت دانس” تركز الآن على تعزيز مكانتها في مجالات أخرى مثل التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
يذكر أن تقييم شركات تطوير الألعاب شهد انخفاضًا عن ذروته خلال فترة جائحة كوفيد-19، وذلك بسبب صعود خدمات البث والمنصات الإلكترونية الأخرى التي تتنافس على جذب المستخدمين. وبالرغم من ذلك، لا يزال قطاع الألعاب يمثل فرصة استثمارية واعدة، وهو ما يفسر اهتمام “ساڤي” بشركة “مونتون تكنولوجي”. أسهم “بايت دانس” تتداول حاليًا عند تقييم يبلغ 480 مليار دولار، وقد ارتفع سعرها مؤخرًا بعد استحواذ شركة “كابيتال توداي” (Capital Today) على حصة فيها.
مستقبل الصفقة المحتملة
حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، والمفاوضات لا تزال جارية. كما أن “بايت دانس” و”ساڤي” لم يصدروا أي تعليق رسمي حول هذا الأمر، وذلك للحفاظ على سرية المفاوضات. ومع ذلك، فإن مجرد وجود هذه المحادثات يشير إلى أن “ساڤي” مهتمة جدًا بتوسيع نطاق عملياتها في قطاع الألعاب الإلكترونية، وأنها ترى في “مونتون تكنولوجي” فرصة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف. وإذا نجحت الصفقة، فمن المتوقع أن تشهد ألعاب “مونتون” تطورات كبيرة وانتشارًا أوسع في الأسواق العالمية، خاصةً مع الدعم المالي والتسويقي الذي ستقدمه “ساڤي”. الاستثمار في “مونتون تكنولوجي” يمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزًا عالميًا للرياضات الإلكترونية و **الألعاب**. ويُعد هذا الاستحواذ المحتمل دليلًا على الجاذبية المتزايدة لقطاع **الألعاب الإلكترونية** في المنطقة. سواء تمت الصفقة أم لا، فإن هذه التطورات تؤكد على أهمية قطاع **الألعاب** كقوة اقتصادية وثقافية صاعدة.












