أشياء في المنزل تزيد من تعرض قلبك للخطر.. تعرف عليها

لم يعد الطعام غير الصحي أو العادات الخاطئة وحدها المسئولة عن الإصابة بأمراض القلب، بل قد تكون الزجاجات أو الألعاب أو عبوات الشامبو البلاستيكية عامل خفي أيضا. هذا ما كشفته دراسة حديثة، مسلطة الضوء على العلاقة الخطيرة بين المواد البلاستيكية وأمراض القلب. فهل تعلم أن حياتك اليومية قد تعرضك لخطر غير مرئي؟
المواد البلاستيكية وأمراض القلب: علاقة مقلقة
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من الهند أن المواد الكيميائية السامة المعروفة باسم الفثالات، والموجودة في العديد من المواد البلاستيكية الشائعة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. هذه النتائج، التي نشرت مؤخرًا، تثير قلقًا بالغًا بشأن التعرض اليومي لهذه المواد الكيميائية وتأثيرها على صحة القلب والأوعية الدموية.
ما هي الفثالات وكيف تتسرب إلى حياتنا؟
تضاف الفثالات إلى البلاستيك بهدف جعله أكثر ليونة ومرونة ومتانة. ولكن المشكلة لا تكمن في وجودها في البلاستيك نفسه، بل في قدرتها على التسرب. هذه المواد الكيميائية لا تبقى محصورة داخل البلاستيك، بل تتسرب إلى الطعام عند تسخين الحاويات البلاستيكية، وإلى الماء المخزن في الزجاجات البلاستيكية، وحتى إلى الهواء الذي نتنفسه. بالإضافة إلى ذلك، تدخل أجسامنا عبر مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية المختلفة.
تأثير الفثالات على صحة الجسم
بمجرد دخول الفثالات إلى الجسم، تبدأ في التدخل مع نظام الغدد الصماء، وهو النظام المسؤول عن تنظيم الهرمونات. هذا التدخل يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة الأيضية، والخصوبة، ووظائف الجهاز التنفسي، والأهم من ذلك، صحة القلب. التعرض المزمن لهذه المواد الكيميائية يمكن أن يؤدي إلى تراكمها في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.
دراسة حديثة تكشف حجم الخطر
وفقًا للدراسة، ساهم التعرض لفثالات ثنائي-2-إيثيل هكسيل (DEHP) في حوالي 13% من جميع وفيات القلب والأوعية الدموية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا حول العالم في عام 2018. هذا الرقم المذهل يؤكد أن تأثير البلاستيك على القلب ليس مجرد احتمال نظري، بل هو واقع ملموس يؤثر على حياة الملايين.
كيف تؤثر الفثالات على صحة القلب؟
أشارت الأبحاث إلى أن مادة DEHP، وهي فثالات شائعة الاستخدام، يمكن أن تسبب التهابًا داخل الشرايين، وتصلب جدران الأوعية الدموية، وزيادة تكوين اللويحات التي تسد الشرايين. هذه العوامل تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. حتى التعرض لمستويات منخفضة من الفثالات يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث تتراكم هذه المواد الكيميائية في الجسم بمرور الوقت.
تقليل التعرض للفثالات: خطوات عملية لحماية صحتك
على الرغم من أن تجنب البلاستيك تمامًا قد يكون أمرًا صعبًا في عالمنا الحديث، إلا أن هناك خطوات عملية يمكن اتخاذها لتقليل التعرض للفثالات وحماية صحة القلب:
- استخدام بدائل آمنة: استبدل الزجاجات البلاستيكية بزجاجات المياه المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ. استخدم حاويات زجاجية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ لتخزين الطعام وتسخينه.
- اختيار المنتجات الطبيعية: ابحث عن مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية التي لا تحتوي على الفثالات. اقرأ الملصقات بعناية واختر المنتجات الطبيعية والعضوية.
- تجنب تسخين البلاستيك: لا تسخن الطعام في حاويات بلاستيكية، حتى لو كانت مكتوب عليها “آمنة للاستخدام في الميكروويف”.
- التهوية الجيدة: حافظ على تهوية جيدة في منزلك لتقليل التعرض للفثالات الموجودة في الهواء.
- الوعي الغذائي: حاول تقليل تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة، حيث غالبًا ما تكون معبأة في مواد بلاستيكية.
الوقاية من أمراض القلب: أسلوب حياة صحي شامل
الحد من التعرض للمواد الكيميائية في البلاستيك هو جزء واحد فقط من الوقاية من أمراض القلب. اتباع أسلوب حياة صحي شامل يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، وإدارة الإجهاد، كلها عوامل مهمة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
في الختام، يجب أن ندرك أن المخاطر الصحية للبلاستيك حقيقية وتستحق الاهتمام. من خلال اتخاذ خطوات بسيطة لتقليل التعرض للفثالات واعتماد أسلوب حياة صحي، يمكننا حماية صحة قلوبنا والعيش حياة أطول وأكثر صحة. شارك هذه المعلومات مع عائلتك وأصدقائك، وكن جزءًا من التغيير نحو مستقبل أكثر صحة.












