اخبار مصر

باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ترامب يُطلق مبادرة لتسريع الأبحاث وتحقيق

في ظل التنافس العالمي المتزايد في مجال التكنولوجيا، اتخذت الولايات المتحدة خطوة جريئة نحو تعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرة وطنية طموحة. هذه المبادرة، التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب عبر أمر تنفيذي، تهدف إلى تسريع الاكتشافات العلمية وتحقيق اختراقات في مجالات حيوية باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي. يمثل هذا الأمر تحولاً استراتيجياً في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع البحث والتطوير، مع التركيز بشكل خاص على المجالات التي تشهد منافسة شديدة مع دول أخرى، وعلى رأسها الصين.

جينيسيس ميشن: منصة وطنية للذكاء الاصطناعي

تتمحور هذه المبادرة حول مشروع ضخم يُعرف باسم “جينيسيس ميشن” (Genesis Mission). تهدف جينيسيس ميشن إلى إنشاء منصة مركزية قادرة على جمع وتحليل البيانات العلمية من مختلف الأبحاث العامة. هذه المنصة لن تكون مجرد مستودع للبيانات، بل ستكون بيئة ديناميكية لتطوير نماذج جديدة من الذكاء الاصطناعي وأتمتة مراحل البحث، مما يتيح للعلماء اختبار فرضيات جديدة بكفاءة أكبر.

الشراكات الاستراتيجية لدعم المبادرة

لا تعتمد هذه المبادرة على جهود الحكومة وحدها، بل تعتمد بشكل كبير على الشراكات مع القطاع الخاص. خلال إعلان المبادرة، أشار وزير الطاقة كريس رايت إلى شركات عملاقة مثل “إنفيديا” (Nvidia) و”إيه إم دي” (AMD) في مجال تصنيع الرقائق، بالإضافة إلى شركات الحوسبة السحابية “ديل” (Dell) و”إتش بي” (HP) كشركاء رئيسيين في المشروع. من المتوقع أن تنضم المزيد من الشركات إلى هذه الشراكة، مما يعزز القدرات التكنولوجية للمبادرة.

تسريع الاكتشافات العلمية من خلال الحوسبة الفائقة

بالإضافة إلى تجميع البيانات، ستركز جينيسيس ميشن على توفير قوة حوسبة هائلة للباحثين. سيتم تحقيق ذلك من خلال نشر بنية تحتية سحابية متطورة، بالإضافة إلى الاستفادة من أجهزة الكمبيوتر الخارقة الموجودة في جميع أنحاء البلاد. هذا الوصول إلى موارد الحوسبة العالية الأداء سيسمح للعلماء بمعالجة كميات هائلة من البيانات وإجراء عمليات محاكاة معقدة، مما يسرع من وتيرة الاكتشافات العلمية.

مجالات الأولوية في البحث والتطوير

يركز الأمر التنفيذي على عدة مجالات ذات أولوية، حيث تواجه الولايات المتحدة منافسة متزايدة. تشمل هذه المجالات التصنيع المتقدم، والتكنولوجيا الحيوية، والمواد الحيوية، والطاقة النووية، والحوسبة الكمومية، وأشباه الموصلات. من خلال توجيه موارد الذكاء الاصطناعي نحو هذه المجالات، تهدف الولايات المتحدة إلى الحفاظ على ريادتها التكنولوجية وتعزيز نموها الاقتصادي. كما أن تطوير أشباه الموصلات يعتبر عنصراً أساسياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي.

أمريكان ساينس أند سيكيوريتي بلاتفورم: حجر الزاوية في المبادرة

تعتبر “أمريكان ساينس أند سيكيوريتي بلاتفورم” (American Science and Security Platform) حجر الزاوية في هذه المبادرة. ستوفر هذه المنصة للباحثين الوصول إلى موارد الحوسبة العالية الأداء، وأدوات نمذجة الذكاء الاصطناعي، ومجموعات بيانات فيدرالية ضخمة. هذا سيسمح بتدريب نماذج أساسية علمية متطورة وأتمتة عمليات البحث، مما يقلل من الوقت والتكلفة اللازمين لإجراء الاكتشافات العلمية.

الأمن السيبراني وحماية الأبحاث الحساسة

مع تزايد الاعتماد على البيانات الرقمية، يولي الأمر التنفيذي أهمية قصوى للأمن السيبراني. يتمثل أحد الأهداف الرئيسية في حماية الأبحاث الحساسة من التهديدات السيبرانية. لتحقيق ذلك، سيتم تطبيق تدابير أمنية صارمة، وسيتم تشجيع التعاون مع الجامعات والمختبرات الوطنية والشركات الخاصة لضمان سلامة البيانات. هذا الجانب من المبادرة بالغ الأهمية للحفاظ على الميزة التنافسية للولايات المتحدة.

مستقبل البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي

يمثل هذا الأمر التنفيذي نقطة تحول في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع البحث العلمي. من خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، تهدف الولايات المتحدة إلى تسريع الاكتشافات العلمية، وتعزيز نموها الاقتصادي، والحفاظ على ريادتها التكنولوجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المبادرة تعكس إدراكاً متزايداً لأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف العلمية والتكنولوجية. من المتوقع أن يكون لهذه المبادرة تأثير كبير على مستقبل البحث العلمي في الولايات المتحدة والعالم. إن الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ليس مجرد ضرورة تكنولوجية، بل هو استثمار في مستقبل البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى