“بسبب المناطيد”.. إغلاق مطار فيلنيوس في ليتوانيا للمرة التاسعة خلال شهرين

أثار إغلاق مطار فيلنيوس مؤخرًا، بسبب رصد أجسام طائرة مجهولة، مخاوف متزايدة بشأن الأمن الجوي في منطقة البلطيق، وتحديدًا فيما يتعلق بالأنشطة القادمة من بيلاروسيا. فقد أعلن مطار فيلنيوس في ليتوانيا، يوم الأحد، تعليق عملياته بشكل مؤقت نتيجة تحرك مناطيد باتجاه مجاله الجوي، مما استدعى تحويل بعض الرحلات الجوية الواردة إلى مدن أخرى. هذا الحادث ليس الأول من نوعه، ويأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية.
مطار فيلنيوس يعلق الرحلات بسبب المناطيد
أعلنت الشركة المشغلة لمطار فيلنيوس عن تعليق العمليات عبر موقعها الإلكتروني، معلنةً عن موعد إعادة الفتح المتوقع في الساعة 1:30 صباحًا بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت جرينتش). السبب المباشر لهذا التعليق هو رصد عدد من المناطيد بالقرب من المجال الجوي للمطار، مما أثار قلق السلطات المعنية بسلامة الطيران. هذا الإغلاق هو التاسع من نوعه في مطار فيلنيوس منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، مما يعكس استمرار هذه المشكلة وتأثيرها على حركة النقل الجوي.
تفاصيل الحادث وتأثيره على المسافرين
لم يكن الإغلاق مفاجئًا تمامًا، حيث كانت السلطات الليتوانية تراقب الوضع عن كثب. وقد أدى الإغلاق المؤقت إلى تعطيل خطط سفر العديد من المسافرين، وإلى ازدحام في المطارات البديلة التي استقبلت الرحلات المحولة. بالإضافة إلى ذلك، تسبب الحادث في تأخيرات لرحلات الشحن، مما أثر على سلاسل الإمداد. السلطات تعمل جاهدة لتقليل الأثر السلبي على المسافرين والشركات المتضررة.
اتهامات لبيلاروسيا بتهريب السجائر عبر المناطيد
لا تعتبر ليتوانيا هذه الأجسام الطائرة مجرد تهديد أمني عشوائي، بل تربطها بشكل مباشر بأنشطة غير قانونية تنطلق من بيلاروسيا المجاورة. وتتهم الحكومة الليتوانية بيلاروسيا باستخدام مناطيد الأرصاد الجوية لنقل السجائر المهربة، وتلقي باللوم على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في السماح بهذه الممارسة. وتصف ليتوانيا هذه الأنشطة بأنها شكل من أشكال “الهجوم بكل الوسائل”، في إشارة إلى محاولة لزعزعة الاستقرار وتقويض الأمن القومي.
رصد “عشرات المناطيد” خلال الأيام الماضية
أكد المركز الوطني لإدارة الأزمات في ليتوانيا أنه تم رصد “عشرات المناطيد” بواسطة الرادارات خلال الأيام القليلة الماضية. هذا العدد الكبير من الرصدات يشير إلى أن هذه الأنشطة منظمة وليست مجرد حوادث فردية. وتثير هذه الرصدات تساؤلات حول القدرة الفعلية على مراقبة ومواجهة هذه التهديدات، خاصة وأن المناطيد يمكن أن تكون صغيرة وصعبة الرصد. مطار فيلنيوس ليس الوحيد المتضرر، حيث أن هذه الظاهرة أصبحت مصدر قلق متزايد لدول المنطقة.
سياق إقليمي متوتر وتأهب دول البلطيق
يأتي هذا الحادث في سياق إقليمي متوتر للغاية، خاصة مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا. دول البلطيق، بما في ذلك ليتوانيا، تعيش حالة تأهب قصوى، وتخشى من أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو التوسع في الصراع. الأمن الجوي أصبح أولوية قصوى لهذه الدول، حيث أنها تقع على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
إعادة فتح الحدود مع بيلاروسيا وتصعيد التوترات
في الشهر الماضي، أغلقت ليتوانيا كلا نقطتي العبور على حدودها مع بيلاروسيا ردًا على حوادث المناطيد، لكنها أعادت فتحهما في الأسبوع الماضي. هذا القرار، على الرغم من أنه يهدف إلى تسهيل حركة المرور، إلا أنه أثار انتقادات من بعض الأطراف التي ترى أنه يمثل تساهلاً مع بيلاروسيا. وقد وصف لوكاشينكو إغلاق الحدود بأنه “عملية احتيال جنونية”، متهماً الغرب بخوض حرب بكل الوسائل ضد بيلاروسيا وروسيا. هذا التصعيد اللفظي يزيد من تعقيد الوضع ويصعب إيجاد حلول دبلوماسية.
تكرار الحوادث وتأثيرها على الطيران الأوروبي
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الطيران الأوروبي اضطرابات بسبب رصد طائرات مسيرة وتوغلاتها في المجال الجوي. فقد شهدت مطارات كوبنهاجن وبروكسل حوادث مماثلة في الأشهر القليلة الماضية. هذا يشير إلى أن هناك حاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات الأوروبية، وتطوير تقنيات جديدة لرصد ومواجهة هذه التهديدات. حركة الطيران بشكل عام تتأثر سلبًا بهذه الحوادث، مما يؤدي إلى تأخيرات وإلغاءات الرحلات، وخسائر اقتصادية كبيرة.
في الختام، يمثل إغلاق مطار فيلنيوس بسبب المناطيد حلقة جديدة في سلسلة التوترات الإقليمية. يتطلب هذا الوضع تعاونًا دوليًا لتعزيز الأمن الجوي، ومواجهة الأنشطة غير القانونية، وإيجاد حلول دبلوماسية لتهدئة الأوضاع. من الضروري أن تواصل السلطات الليتوانية مراقبة الوضع عن كثب، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجال الجوي وضمان سلامة المسافرين. نأمل أن يتمكنوا من معالجة هذه المشكلة بشكل فعال، وتجنب المزيد من التعطيلات في المستقبل. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع.












