بروكفيلد” تستهدف جمع 10 مليارات دولار مع السيادي الكويتي و”إنفيديا

يشهد العالم طفرة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتزايد الحاجة إلى بنية تحتية قوية لدعم هذا التطور. وفي هذا السياق، أعلنت شركة “بروكفيلد أسيت مانجمنت” (Brookfield Asset Management) عن خطط طموحة لجمع تعهدات تمويلية بقيمة 10 مليارات دولار لإنشاء برنامج عالمي متخصص في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. يأتي هذا البرنامج بالشراكة مع عملاق التكنولوجيا “إنفيديا” (Nvidia) والهيئة العامة للاستثمار الكويتية (KIA)، مما يعكس الثقة المتزايدة في مستقبل هذا القطاع الحيوي.
صندوق بروكفيلد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي: استثمار ضخم في المستقبل
تتولى “بروكفيلد”، وهي شركة إدارة أصول عالمية مقرها نيويورك، قيادة هذا البرنامج من خلال “صندوق بروكفيلد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي” (BAIIF). ومن المقرر إطلاق الصندوق رسميًا يوم الأربعاء القادم. وقد نجحت “بروكفيلد” بالفعل في الحصول على التزامات رأسمالية أولية بقيمة 5 مليارات دولار من شركاء استراتيجيين، بما في ذلك “بروكفيلد” نفسها، و”إنفيديا”، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية. هذا التمويل الأولي يمثل دفعة قوية نحو تحقيق أهداف الصندوق الطموحة.
استثمارات متوقعة بقيمة 100 مليار دولار في أصول الذكاء الاصطناعي
يهدف صندوق “BAIIF” إلى الاستحواذ على أصول مرتبطة بالذكاء الاصطناعي بقيمة إجمالية تصل إلى 100 مليار دولار. وسيتم ذلك من خلال مجموعة متنوعة من الاستثمارات، بما في ذلك الاستثمارات المباشرة والشراكات الاستراتيجية، بالإضافة إلى استخدام أدوات التمويل المختلفة. وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات رئيسية مثل الطاقة، والأراضي، ومراكز البيانات، وغيرها من المكونات الأساسية لسلسلة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
دور الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في دعم البرنامج
تُعد مشاركة الهيئة العامة للاستثمار الكويتية (KIA) في هذا البرنامج دليلًا على التزام الكويت بدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أعلنت الكويت مؤخرًا عن انضمامها إلى مبادرة عالمية بقيمة 100 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد رؤيتها الاستراتيجية لهذا القطاع. هذا التعاون يعزز مكانة الكويت كمركز إقليمي للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة.
الاستثمار في البنية التحتية المادية للذكاء الاصطناعي
يركز صندوق “BAIIF” بشكل خاص على الاستثمار في الأصول المادية التي تدعم عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك المصانع المتخصصة في إنتاج المكونات اللازمة، وحلول الطاقة المخصصة والمستدامة التي تضمن استمرارية التشغيل، وبنية الحوسبة التحتية القوية التي تعالج كميات هائلة من البيانات. تعتبر هذه الاستثمارات ضرورية لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تُقدر فيه تكلفة إنشاء البنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم بحوالي 7 تريليونات دولار. “بروكفيلد”، التي تدير أصولًا تقارب قيمتها تريليون دولار، تسعى إلى لعب دور محوري في توفير رأس المال اللازم لتلبية هذا الطلب الهائل. إنها ترى أن الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استثمارية واعدة على المدى الطويل.
استثمارات “إنفيديا” المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي
تُعد “إنفيديا” من الشركات الرائدة في مجال تطوير وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تعتبر أساسية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقد ضخت الشركة استثمارات ضخمة في هذا المجال خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك اتفاقية لاستثمار ما يصل إلى 15 مليار دولار في شركة “أنثروبيك” (Anthropic)، وهي شركة متخصصة في تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق. كما استثمرت “إنفيديا” حوالي 100 مليار دولار في شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، وهي الشركة المطورة لـ ChatGPT.
بالإضافة إلى ذلك، قامت “بروكفيلد” مؤخرًا بالاستثمار في نشر خلايا الوقود التابعة لشركة “بلوم إنرجي” (Bloom Energy) في مراكز البيانات الجديدة، في أول صفقة لها ضمن هذه الاستراتيجية الجديدة. هذا الاستثمار يعكس التزام “بروكفيلد” بتوفير حلول طاقة مستدامة وفعالة لمراكز البيانات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
مستقبل واعد للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
يمثل برنامج “بروكفيلد” وشركائها خطوة مهمة نحو تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم نمو الذكاء الاصطناعي. من خلال الاستثمار في الأصول المادية الرئيسية، يهدف الصندوق إلى تسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال وتمكين الشركات من تقديم خدمات ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا وكفاءة. إن هذا الاستثمار الضخم في **البنية التحتية للذكاء الاصطناعي** سيساهم في تحقيق تحولات كبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية. ومع استمرار تطور تقنيات **الذكاء الاصطناعي**، ستزداد الحاجة إلى بنية تحتية قوية ومرنة. لذلك، فإن الاستثمار في هذا المجال يمثل فرصة استثمارية استراتيجية على المدى الطويل. كما أن التعاون بين “بروكفيلد” و”إنفيديا” والهيئة العامة للاستثمار الكويتية يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكات الدولية التي تهدف إلى دعم الابتكار والتنمية المستدامة. إن مستقبل **الاستثمار في الذكاء الاصطناعي** يبدو واعدًا، ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا هائلاً في السنوات القادمة.












