اخبار الامارات

«نافس» يوظف 58% من الخريجين الإماراتيين في «الخاص» سنوياً.. وينجز 92% من مستهدفات 4 أعوام

كشف مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية عن ملامح استراتيجيته الجديدة لعام 2026، والتي تهدف إلى تمكين المواطنين في سوق العمل، وتعزيز مشاركتهم في القطاع الخاص، وتأهيلهم لوظائف المستقبل. هذا الإعلان جاء خلال ملتقى “نافس” السنوي، حيث أعلن المجلس عن تحقيق نتائج مبشرة في برنامج “نافس” حتى الآن، وخطط طموحة للمرحلة القادمة. تعكس هذه الخطوات التزام دولة الإمارات بتطوير رأس المال البشري، وتحقيق رؤيتها الاقتصادية الطموحة.

ارتفاع أعداد المواطنين في القطاع الخاص ونتائج مبشرة لبرنامج “نافس”

أعلن مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، المعروف بـ “نافس”، عن ارتفاع ملحوظ في عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص ليصل إلى 157 ألف مواطن. هذا الرقم يمثل إنجازًا كبيرًا، حيث حقق البرنامج 92% من أهدافه خلال أربع سنوات منذ إطلاقه في سبتمبر 2021. وقد استفاد من البرنامج أكثر من 132 ألف مواطن، ويتلقى 24 ألف طفل من أبناء المستفيدين من البرنامج “علاوة الأبناء” لدعم أسرهم.

الأرقام تظهر أيضًا أن 60% من الخريجين الإماراتيين يحصلون على وظائفهم الأولى في القطاع الخاص بفضل مبادرات “نافس”، مما يؤكد نجاح البرنامج في تغيير الصورة النمطية حول العمل في القطاع الخاص وتشجيع الشباب على الانخراط فيه. هذا التحول يعكس رؤية البرنامج في بناء جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على القيادة والابتكار في مختلف المجالات.

تحول في توجهات الخريجين وجذب القطاع الخاص

أكد الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، غنام المزروعي، أن “نافس” قد ساهم في تحول جوهري في توجهات الخريجين، حيث ارتفع معدل جذب القطاع الخاص للخريجين من 15% إلى 58%. وهذا يعني أن 6 من كل 10 خريجين يبدؤون حياتهم المهنية في القطاع الخاص، وهو دليل قاطع على نجاح البرنامج في تغيير الثقافة المهنية وتعزيز فرص العمل للمواطنين.

وأضاف المزروعي أن عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص والمسجلين لدى هيئة وصناديق المعاشات ارتفع بنسبة 245% بين 2022 و 2025، وأن عدد المنشآت الخاصة التي توظف مواطنين زاد من 7000 إلى أكثر من 30 ألف منشأة.

استراتيجية 2026: نحو تمكين شامل للكفاءات الوطنية

تركز الاستراتيجية الجديدة لعام 2026 على تمكين المواطنين من خلال مجموعة من المبادرات النوعية التي تبدأ في المراحل التعليمية المبكرة وتستمر حتى الحصول على وظيفة. وتهدف الاستراتيجية إلى دعم الطلاب في المراحل الإعدادية (الصف السادس والسابع والثامن) من خلال برامج تدريبية، وزيارات ميدانية للمدارس، وحملات توعية مباشرة حول فرص العمل المتاحة في القطاع الخاص.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل “نافس” على إقامة شراكات مع مؤسسات استراتيجية لتقديم فرص محاكاة للوظائف المستقبلية في مجالات حيوية مثل الهندسة، وقطاع السيارات، والمبيعات، وغيرها. هذه المحاكاة تهدف إلى تعريف الطلاب على متطلبات سوق العمل، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح فيه.

تطوير برامج نوعية بالتعاون مع القطاعات المعنية

تعمل “نافس” بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم والمصرف المركزي لتطوير برامج نوعية تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة. وتشمل هذه البرامج تدريبًا للقيادات المستقبلية، وبرامج متخصصة في قطاعي التمريض والصحة، وغيرها من البرامج التي تواكب التطورات التكنولوجية والاقتصادية.

ويرى المزروعي أن هذه الاستراتيجية الجديدة هي ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وضمن مشاريع الخمسين، التي تهدف إلى تمكين 170 ألف مواطن للعمل في القطاع الخاص، من خلال تخصيص 24 مليار درهم.

الحد من التوطين الصوري وتعزيز الامتثال

أكد خليل خوري، وكيل الوزارة لعمليات سوق العمل والتوطين في وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن نسبة حالات التوطين الصوري تشهد انخفاضًا كبيرًا. وقد بلغت نسبة هذا الانخفاض أكثر من 70% خلال عام 2025 بفضل عمليات الرقابة الذكية، والحملات التفتيشية، وحملات التوعية والإرشاد التي تهدف إلى ضمان امتثال الشركات لسياسات وقرارات التوطين.

وتعمل الوزارة على تعزيز ثقافة الامتثال من خلال أنظمة ذكية لمتابعة تعيين المواطنين، وتقديم الإرشاد والدعم اللازم للشركات والمواطنين على حد سواء. الهدف هو ضمان أن تكون عملية التوطين حقيقية ومستدامة، وليست مجرد ممارسات شكلية تهدف إلى تحقيق أهداف قصيرة الأجل.

دعم كبار المواطنين المتقاعدين العاملين

أكدت نور أبوالهول، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الدعم والتمكين الاجتماعي في وزارة تمكين المجتمع، أنه تم رفع دعم كبار المواطنين المتقاعدين العاملين في القطاع الخاص بنسبة 260%، ليحصل المتقاعد العامل على 13 ألف درهم، بينما يحصل غير العامل على 5000 درهم. هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع المواطنين على الاستمرار في العمل بعد التقاعد، والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في تطوير القطاع الخاص.

مبادرات جديدة لتعزيز التوطين في قطاعات حيوية

ضمن جهودها المستمرة، أعلنت “نافس” عن مبادرات جديدة تهدف إلى زيادة فرص العمل للمواطنين في قطاعات حيوية. وقد تم توقيع تعهدات ببرنامج تطوير كوادر القطاع الصحي لتوفير 1000 فرصة عمل جديدة للمواطنين، مما يعزز من قدرات القطاع الصحي ويساهم في تحقيق الأمن الصحي للدولة.

كما كشفت المدير التنفيذي لقطاع المعاشات في الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، هند السويدي، عن خطط لإنشاء قاعدة بيانات وطنية متكاملة بالتعاون مع “نافس”، لخدمة صناع القرار في التخطيط لوظائف المستقبل للمواطنين.

في الختام، تعكس هذه المبادرات والنتائج التي حققها “نافس” التزام دولة الإمارات القوي بتمكين مواطنيها في سوق العمل، وتعزيز التوطين كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. إن نجاح هذه الاستراتيجية سيعزز من تنافسية الكوادر الوطنية، ويساهم في تحقيق رؤية الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد والمعرفة. للمزيد من المعلومات حول برنامج “نافس” وفرص العمل المتاحة، يرجى زيارة الموقع الرسمي للمجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى