انطلاق فعاليات الأسبوع البلدي الخليجي الثالث في الكويت الأحد المقبل

مستقبل المدن الخليجية في بؤرة الضوء: انطلاق الأسبوع البلدي الخليجي الثالث

يشهد قطاع العمل البلدي في دول مجلس التعاون الخليجي حدثًا بالغ الأهمية، وهو الأسبوع البلدي الخليجي الثالث، الذي انطلق صباح الأحد 23 نوفمبر برعاية واستضافة البلدية. يمثل هذا الحدث منصة رئيسية لتبادل الخبرات ورسم ملامح مستقبل المدن الخليجية، مع التركيز بشكل خاص على الاستدامة وتحسين جودة الحياة لسكان المنطقة. يشارك في هذا الحدث وفود رفيعة المستوى من وزارات الشؤون البلدية والجهات المعنية في دول المجلس، مما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية لهذا اللقاء.

أهمية الأسبوع البلدي الخليجي الثالث وأهدافه

يأتي تنظيم الأسبوع البلدي الخليجي الثالث في سياق استمرار النجاحات التي تحققت في الدورات السابقة، وتأكيدًا على الروابط القوية والتعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون. يهدف الحدث إلى توحيد الرؤى الخليجية حول التحديات التي تواجه التنمية الحضرية، وتقديم حلول مبتكرة ومستدامة. كما يهدف إلى تعزيز مفاهيم التخطيط العمراني الحديث، والاهتمام بالبيئة الحضرية، وتطوير التشريعات البلدية بما يتماشى مع التطورات المتسارعة، بالإضافة إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاع البلدي.

محاور رئيسية وورش عمل متخصصة

يشهد الأسبوع البلدي الخليجي الثالث حراكًا علميًا ومعرفيًا مكثفًا، من خلال سلسلة من ورش العمل والجلسات الحوارية المتخصصة. تغطي هذه الورش مجموعة واسعة من الموضوعات التي تمس واقع ومستقبل المدن الخليجية، وتستعرض أفضل الممارسات والتجارب الرائدة في المنطقة.

التخطيط العمراني المستدام

تعتبر الاستدامة جوهر التخطيط العمراني الحديث، ولهذا السبب يركز الأسبوع البلدي على هذا الجانب بشكل خاص. من بين أبرز محاور ورش العمل في هذا المجال:

• دليل تعزيز مشاركة المجتمع في التخطيط الحضري: يهدف هذا الدليل إلى تمكين المجتمعات المحلية من المشاركة الفعالة في عملية التخطيط، مما يضمن أن المشاريع التنموية تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.
• دليل واجهات المباني: يهدف إلى تنظيم واجهات المباني بما يتماشى مع الهوية المعمارية للمدن الخليجية، وتحسين المظهر الجمالي للمناطق الحضرية.

البيئة الحضرية وحلولها المبتكرة

تولي دول مجلس التعاون اهتمامًا متزايدًا بالبيئة الحضرية، وتسعى إلى تطوير حلول مبتكرة لتحسين جودة الهواء والمياه، وزيادة المساحات الخضراء، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة. وتشمل الورش المتعلقة بهذا المحور:

• دليل الواجهات البحرية: يهدف إلى تنظيم الاستخدامات على الواجهات البحرية، وحماية البيئة البحرية، وتوفير مساحات عامة ممتعة للزوار.
• دليل استخدام ألواح الطاقة الشمسية في المباني: يشجع على استخدام الطاقة المتجددة في المباني، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويساهم في حماية البيئة.
• دليل السياسة العامة لمسارات المشي: يهدف إلى تشجيع المشي كأحد وسائل النقل المستدامة، من خلال توفير مسارات آمنة ومريحة للمشاة.

التشريعات البلدية والرقابة الفعالة

تعتبر التشريعات البلدية والرقابة الفعالة من الركائز الأساسية للتنمية الحضرية المستدامة. ويتناول الأسبوع البلدي هذا الجانب من خلال:

• دليل آلية إشراك أصحاب المصلحة في إعداد التشريعات: يهدف إلى ضمان أن التشريعات البلدية تعكس احتياجات وتطلعات جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المواطنين والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.
• دليل اشتراطات تقديم منتجات التبغ: يهدف إلى حماية الصحة العامة، من خلال تنظيم بيع وعرض منتجات التبغ.

الهوية المعمارية والحفاظ على التراث

تعتبر الهوية المعمارية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمدن الخليجية. ويعمل الأسبوع البلدي على تعزيز هذا الجانب من خلال:

• دليل الموجهات التصميمية للعمارة الخليجية: يهدف إلى حماية التراث العمراني، وتشجيع استخدام العناصر المعمارية التقليدية في المباني الحديثة.

استعراض المشاريع المتميزة وتوحيد الجهود

بالإضافة إلى ورش العمل المتخصصة، يتضمن برنامج الأسبوع البلدي الخليجي الثالث استعراضًا لأهم المشاريع البلدية المتميزة في الدول الأعضاء لعامي 2025-2026. تتيح هذه الفرصة الاطلاع على أحدث التقنيات والممارسات المستخدمة في تطوير البنية التحتية والخدمات البلدية.

وفي ختام فعاليات الأسبوع، ستعقد لجنة التخطيط والتنسيق والمتابعة اجتماعًا لإقرار خطة العمل البلدي الخليجي المشترك للعام القادم، مما يعكس التزام دول المجلس بتوحيد الجهود لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.

مشاركة واسعة وتطلعات نحو مستقبل مشرق

أكد المهندس صلاح الرشيدي، المسؤول عن البرنامج العلمي وورش العمل، أن الدورة الحالية من الأسبوع البلدي الخليجي الثالث تحظى بمشاركة واسعة من وكلاء الوزارات ومدراء عموم البلديات ونخبة من الخبراء والمختصين. ويعكس هذا الاهتمام الكبير الذي توليه دول مجلس التعاون لتطوير منظومة العمل البلدي، بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو مدن ذكية ومستدامة ومزدهرة. إن هذا الحدث يمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أفضل للمدن الخليجية، وتعزيز مكانتها كوجهات عالمية رائدة في مجال التنمية الحضرية. نتطلع إلى رؤية نتائج ملموسة لهذه الجهود في السنوات القادمة، وتحقيق رؤية طموحة لمجتمعاتنا.