اخبار التقنية

مايكروسوفت تكمل إنشاء 3 مناطق إتاحة بمراكز “أزور” في السعودية

أكدت شركة مايكروسوفت مكانة المملكة العربية السعودية المتنامية كمركز إقليمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية السحابية المحلية. هذا التطور يضع السعودية في طليعة الدول التي تتبنى هذه التقنية التحويلية، ويعزز طموحاتها في تحقيق ريادة عالمية في هذا المجال الحيوي. و يأتي هذا التأكيد في ظل اكتمال إنشاء ثلاث “مناطق إتاحة” ضمن منطقة مراكز بيانات “أزور” داخل المملكة، مما يوفر قدرات “سحابة سيادية” تتيح للقطاعين العام والخاص الاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومتوافقة مع القوانين الوطنية.

السعودية في صدارة تبني الذكاء الاصطناعي إقليمياً وعالمياً

وفقًا لـ “تقرير مايكروسوفت لانتشار الذكاء الاصطناعي 2025″، تحتل المملكة العربية السعودية مكانة متميزة ضمن أفضل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث تبني الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، دخلت المملكة قائمة أفضل 25 دولة على مستوى العالم في هذا المجال. يشير هذا التقرير إلى أن ما يقرب من ثلث المستخدمين في المملكة قد أصبحوا بالفعل متبنين نشطين للأدوات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

هذا التبني المتزايد يعكس الوعي المتنامي بأهمية هذه التقنية في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات. كما يؤكد على فعالية الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في المملكة.

بناء بنية سحابية سيادية لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي

إن توفير “سحابة سيادية” هو عنصر أساسي في دعم تبني الذكاء الاصطناعي في المملكة. من خلال إنشاء ثلاث “مناطق إتاحة” في مراكز بيانات “أزور” السعودية، تتيح مايكروسوفت للجهات الحكومية والشركات الخاصة الاستفادة من قوة الحوسبة السحابية مع ضمان بقاء البيانات داخل حدود المملكة وخضوعها للأنظمة واللوائح المحلية.

هذه القدرة تمكن من تطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي محلياً، مما يعزز الاعتماد على الذات في مجال التكنولوجيا، ويحمي البيانات الحساسة، ويدعم النمو الاقتصادي. إن توفر بنية سحابية متطورة وآمنة يمثل نقطة جذب للشركات العالمية التي تتطلع إلى الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة.

تمكين الكفاءات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي

لا يقتصر دور مايكروسوفت على توفير البنية التحتية التكنولوجية، بل يمتد ليشمل الاستثمار في تطوير الكفاءات الوطنية. فقد ساهمت برامج التأهيل المشتركة بين مايكروسوفت والجهات السعودية في تدريب أكثر من مليون مستفيد خلال العامين الماضيين.

ومن أبرز هذه البرامج مبادرة “سماي” التابعة للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والتي استفاد منها أكثر من ثلثي مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب أكثر من 50 ألف امرأة من خلال برامج تمكين المرأة المتخصصة. و لم يقتصر التدريب على الكبار، بل شمل أيضاً آلاف الطلاب وأكثر من 100 ألف معلم من خلال مبادرات متنوعة، مثل أكاديمية الذكاء الاصطناعي، ومركز مايكروسوفت للتميز في المهارات، وأكاديمية مراكز البيانات، ومبادرة “مسك V-Work”.

تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي في القطاعات السعودية

تشهد القطاعات الرئيسية في المملكة العربية السعودية تحولات جذرية بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، قامت شركة “معادن” السعودية بزيادة إنتاجيتها وتحسين حوكمتها من خلال استخدام Microsoft 365 Copilot وAzure OpenAI، مما أدى إلى توفير أكثر من 2000 ساعة عمل شهرياً.

كما نجحت مجموعة “أوبيكان” للاستثمار في ربط أكثر من 1200 آلة في 20 مصنعاً عبر منصة O3ai، مما أدى إلى زيادة في الإنتاجية بنسبة 30%. وتستمر الابتكارات في الظهور، حيث طورت “الخطوط السعودية” رفيق سفر ذكياً يعتمد على تقنية GPT-4، وعززت “أكوا باور” السلامة التشغيلية وجودة المياه باستخدام قدرات Azure AI. هذه الأمثلة توضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحقيق الكفاءة والابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

الالتزام بالحوكمة والأمن والاستدامة

تولي مايكروسوفت أهمية قصوى لقضايا الحوكمة والأمن والاستدامة في جميع أنشطتها في المملكة. تلتزم الشركة بإقامة البيانات، وضمان خصوصيتها، وتطبيق حوكمة مسؤولة للذكاء الاصطناعي، بالتعاون الوثيق مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) والهيئة الوطنية للأمن السيبراني.

بالإضافة إلى ذلك، تشارك مايكروسوفت في مبادرات الاستدامة البيئية، من خلال التعاون مع شركات سعودية مثل “سابك” في مشاريع الاقتصاد الدائري، مثل تطوير “فأرة” Ocean Plastic Mouse المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره من المحيطات.

الشراكة الاستراتيجية لدعم رؤية المملكة 2030

تعتبر مايكروسوفت شريكاً تقنياً استراتيجياً للمملكة العربية السعودية، وتستعد للمساهمة في دعم فعاليات مستقبلية كبرى مثل “إكسبو 2030” وكأس العالم 2034. تستثمر الشركة في مشاريع “جيجا” الضخمة، مثل “نيوم” و”قدية” و”البحر الأحمر”، لدعم التحول الرقمي في القطاعات الرئيسية، كالطاقة والمالية والتصنيع واللوجستيات.

تؤكد مايكروسوفت التزامها المستمر بالاستثمار في البنية التحتية السحابية، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين الكفاءات الوطنية، بهدف مساعدة المملكة على قيادة الحقبة المقبلة من الابتكار الرقمي، وتحقيق مستهدفات “رؤية المملكة 2030” الطموحة. هذه الرؤية تتطلب تبني تقنيات حديثة مثل التعلم الآلي و تحليل البيانات لتحقيق أهدافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى