“فايزر” تسعى لبيع حصتها المتبقية في شريكتها بتطوير لقاح كورونا

في خطوة قد تمثل نهاية فصل مهم في تاريخ مكافحة جائحة كوفيد-19، تسعى شركة فايزر (Pfizer) لبيع حصتها المتبقية في شركة بيونتيك (BioNTech) الألمانية، الشريكة الأساسية لها في تطوير لقاح كوفيد-19 التاريخي. يأتي هذا الإعلان في وقت تحول فيه فايزر تركيزها نحو مجالات علاجية جديدة، خاصةً علاج السمنة، بينما تعود بيونتيك للتركيز على برنامجها الأصلي في أبحاث السرطان. وتطرح فايزر نحو 4.55 مليون شهادة إيداع أمريكية خلال صفقة يعتقد أنها ستجلب لها حوالي 508 مليون دولار، مما يعكس نهاية حقبة من الشراكة المثمرة للغاية.
فايزر تتخلى عن حصتها في بيونتيك: نظرة على الصفقة
أعلنت شركة فايزر عن عزمها بيع حصتها المتبقية في بيونتيك من خلال عملية طرح محددة، حيث تتراوح الأسعار المتوقعة للسهم الواحد بين 108 و111.70 دولارًا. هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التعاون الوثيق الذي أثمر عن واحد من أنجح لقاحات كوفيد-19 في العالم. انخفاض سعر سهم بيونتيك بنسبة 3.6% في التداول المبكر وتراجع أسهم فايزر بنحو 0.2% يعكسان رد فعل السوق على هذا التغيير الاستراتيجي. الهدف من هذه الصفقة بالنسبة لفايزر هو جمع سيولة نقدية كبيرة، خاصةً مع استثماراتها المتزايدة في مجالات أخرى.
تراجع الإيرادات من لقاح كوفيد-19 وتوجه فايزر الجديد
بعد فترة ازدهار شهدت إيرادات بمليارات الدولارات من لقاح كوفيد-19، تواجه فايزر الآن تباطؤًا في الطلب على اللقاح. لذلك، تسعى الشركة بنشاط إلى تنويع محفظتها العلاجية. ويظهر هذا التوجه بوضوح في استحواذها الأخير على شركة متسيرا (Metsera) المتخصصة في علاج السمنة، في صفقة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار بعد منافسة شرسة. هذا الاستحواذ يعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع لتعويض تراجع مبيعات لقاح كوفيد-19 من خلال التركيز على أدوية مبتكرة في مجال إنقاص الوزن.
تحول بيونتيك نحو أبحاث السرطان
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته بيونتيك في تطوير لقاح كوفيد-19، إلا أن تركيزها الأساسي يظل على تطوير علاجات السرطان المبتكرة. لقد سمحت الإيرادات الضخمة التي جنتها من اللقاح للشركة بتمويل أبحاثها وتوسيع نطاق عملها في هذا المجال الحيوي. كما شهدت بيونتيك صفقة مهمة مع شركة بريستول مايرز سكويب (Bristol Myers Squibb) بقيمة 11.1 مليار دولار، مما يعزز قدراتها في مجال أبحاث السرطان وتطوير الأدوية. وتهدف بيونتيك إلى الاستفادة من خبرتها في تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لتطوير علاجات فعالة للسرطان.
تأثير خطوة فايزر على مستقبل تقنية mRNA
يعتبر لقاح كوفيد-19 الذي طورته فايزر وبيونتيك بمثابة نقطة تحول في عالم اللقاحات، حيث أثبتت تقنية mRNA فعاليتها وقدرتها على الاستجابة السريعة للأوبئة. حتى مع بيع فايزر لحصتها في بيونتيك، فإن الشركتين ستستمران في التعاون في تطوير تركيبات محسنة للقاح كوفيد-19، مما يشير إلى استمرار الثقة في هذه التقنية الواعدة. ويُتوقع أن تستمر تقنية mRNA في لعب دور محوري في تطوير علاجات جديدة لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان والأمراض المعدية الأخرى.
توقعات السوق وردود الفعل
أثار إعلان فايزر عن بيع حصتها في بيونتيك ردود فعل متباينة في الأسواق المالية. ففي حين أن بعض المحللين يرون أن هذه الخطوة منطقية من الناحية الاستراتيجية لفايزر، فإن البعض الآخر يعبر عن قلقه بشأن تأثيرها على قدرة بيونتيك على تمويل أبحاثها في مجال السرطان. وعلى الرغم من هذه المخاوف، لا يزال يُنظر إلى بيونتيك على أنها شركة مبتكرة ذات إمكانيات نمو كبيرة على المدى الطويل. كما أن استمرار التعاون بين الشركتين في تطوير لقاح كوفيد-19 يبعث على التفاؤل بشأن مستقبل هذه الشراكة.
الخلاصة: نهاية حقبة وبداية فصل جديد
يمثل قرار شركة فايزر ببيع حصتها في بيونتيك نهاية حقبة من الشراكة الناجحة للغاية في مجال تطوير لقاح كوفيد-19. ومع ذلك، فإنه يمهد أيضًا الطريق لفصل جديد، حيث تركز كلتا الشركتين على مجالات نمو استراتيجية جديدة. فايزر تسعى لتعزيز مكانتها في سوق علاج السمنة، بينما تعود بيونتيك للتركيز على أبحاث السرطان التي تمثل جوهر عملها. ستبقى الصفقة والمستقبل تحديًا وفرصة لكلتا الشركتين لإثبات قدراتهما وقيمة التقنيات التي يمتلكانها. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه التغييرات الاستراتيجية وكيف ستؤثر على مشهد الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية في السنوات القادمة. تابعونا لمزيد من التحديثات حول تطورات الوضع بين فايزر و بيونتيك و أحدث المستجدات في مجال الأدوية واللقاحات.












