استقالات جديدة تهز شركة تسلا.. مغادرة مديري قطاعات "سايبرترك" وموديل "Y"استقال اثنان من قيادات شركة تسلا الأميركية، هما مدير برنامج سيارات سايبرترك، ومدير برنامج سيارات موديل Y.12 نوفمبر 2025 14:54

استقالة قيادات تسلا: تحديات تواجه الشركة في سوق السيارات الكهربائية
شهدت شركة تسلا الأميركية استقالة اثنين من قياداتها البارزين، مما يعد مؤشراً جديداً على التحديات التي تواجهها الشركة في مرحلة تشهد فيها انخفاضاً واضحاً في المبيعات واستدعاءات متكررة لمركباتها. فقد أعلن سيدهانت أواستي، مدير برنامج سيارات سايبرترك السابق، رحيله عن الشركة، وأعقبه بعد ساعات قليلة فقط إعلان إيمانويل لاماتشيا، مدير برنامج سيارات موديل Y، مغادرته أيضاً.
رحيل قيادات تسلا: دلالات وتأثيرات
أعلن أواستي مغادرة الشركة بقوله على “لينكد إن”: “اتخذت مؤخراً واحداً من أصعب القرارات في حياتي”. واكتفى أواستي في بيانه بالإشادة بالشركة وزملائه، دون أن يقدم أي سبب لرحيله، موضحاً أنه حقق أبرز إنجازاته في تسلا “قبل بلوغه الثلاثين من عمره”. وفقاً لتفاصيل سيرته، فقد كان يعمل على مشروع جامعي متعلق بمفهوم هايبرلوب الذي طرحه إيلون ماسك عام 2017، عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً، وكان طالباً في جامعة سينسيناتي.
وبعد ساعات قليلة من إعلان أواستي، أفادت وكالة “رويترز” بأن لاماتشيا، الذي شغل المنصب نفسه كمدير لبرنامج موديل Y، أعلن أيضاً رحيله عن تسلا. وقال لاماتشيا في منشوره على شبكة المهنيين: “يا له من مشوار استثنائي كان علينا أن نخوضه”، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن القرار أو وجهته المقبلة.
تراجع مبيعات تسلا: تحديات في سوق السيارات الكهربائية
وفقاً لبيانات الربع الثالث من عام 2025، باعت تسلا نحو 5385 مركبة سايبرتراك فقط، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 63% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. وأفاد تقرير سابق نشره موقع Electrek في أكتوبر الماضي، بأن شركتي سبيس إكس وxAI التابعتين لإيلون ماسك بدأتا شراء الفائض من مخزون شاحنات سايبرترك غير المباعة. وفي أكتوبر أيضاً، أعلنت تسلا استدعاء نحو 63 ألف مركبة سايبرترك بسبب مشكلة تتعلق بقوة المصابيح الأمامية التي وُصفت بأنها “شديدة الإضاءة”.
تأثير الاستدعاءات على سمعة تسلا
جاء هذا بعد أشهر من استدعاء آخر في مارس الماضي، شمل 46 ألف مركبة نتيجة خلل في قطعة زخرفية نحيفة كانت تُثبت بواسطة الغراء وتنفصل بسهولة، لتكشف عن الأجزاء الداخلية للسيارة بطريقة وُصفت بأنها “محرجة” للشركة. هذه الاستدعاءات المتكررة تثير تساؤلات حول جودة منتجات تسلا ومدى تأثيرها على سمعة الشركة في سوق السيارات الكهربائية.
موديل Y: المبيعات الأعلى رغم التراجع
وبحسب مجلة Car and Driver، لا تزال السيارة الكهربائية “موديل Y” الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، رغم تراجع مبيعاتها في عام 2025 بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق. يرى مراقبون أن هذا التراجع، رغم احتفاظ تسلا بصدارتها، يشير إلى تحديات متزايدة تواجه الشركة في سوق السيارات الكهربائية التي باتت أكثر تنافسية.
استجابة تسلا للتحديات
وفي سياق آخر، أشار إيلون ماسك خلال إعلان أرباح تسلا الأخيرة في أكتوبر، إلى ما سماه “الإرهاب المؤسسي”، معتبراً أنه قد يقف عقبة أمام مساهمي الشركة في التصويت على منحه حزمة تعويضات ضخمة تجعله أول تريليونير في العالم. ورغم تصريحاته المثيرة للجدل، وافق 75% من مساهمي تسلا في نهاية المطاف على الخطة التي تتيح لماسك تحقيق تلك الثروة في حال نجاحه في تحقيق مجموعة من الأهداف التشغيلية الطموحة.
خاتمة
تأتي استقالة قيادات تسلا في سياق تحديات تواجه الشركة في سوق السيارات الكهربائية. تراجع المبيعات والاستدعاءات المتكررة لمركباتها يعدان تحدياً كبيراً للشركة. ومع ذلك، لا تزال تسلا تحتفظ بصدارتها في سوق السيارات الكهربائية بفضل موديل Y. يتطلب الأمر من الشركة اتخاذ إجراءات حاسمة لاستعادة ثقة المستهلكين وتحسين جودة منتجاتها لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا السوق التنافسي.












