اخبار الاقتصاد

“وكالة الطاقة الدولية” تقترب من تقديرات “أوبك” بشأن ذروة الطلب على النفط

وكالة الطاقة الدولية تُعيد النظر في توقعاتها بشأن الطلب على النفط، مع سيناريو جديد يشير إلى استمرار نمو الاستهلاك العالمي حتى منتصف القرن. يأتي هذا التطور في ظلّ تباطؤ وتيرة انتشار المركبات الكهربائية وتوجّهات جديدة في قطاع الطاقة.

## إعادة تقييم آفاق النفط

تُعدّ وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، مرجعاً عالمياً في توقعاتها بشأن الطلب على النفط. في تقريرها الأخير، أعادت الوكالة طرح “سيناريو السياسات الحالية” (CPS)، الذي يشير إلى ارتفاع الاستهلاك العالمي للنفط بنسبة 13% بحلول عام 2050. يستند هذا السيناريو إلى افتراضات حول تباطؤ وتيرة انتشار المركبات الكهربائية ومسار أقوى في الطلب على الغاز الطبيعي.

### سيناريوهات مختلفة لآفاق النفط

إلى جانب سيناريو “السياسات الحالية”، يواصل التقرير تضمين سيناريو “السياسات المعلنة” (STEPS)، الذي يفترض وصول الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030. يُظهر التقرير أن كلا السيناريوهين يعتمدان على عوامل مختلفة، مثل السياسات الحكومية وتطورات قطاع النقل. في سيناريو “السياسات الحالية”، يُتوقع أن ترتفع حصة السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات السيارات عالمياً، لكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً في السابق.

## تأثير التوقعات على أسواق النفط

تختلف النتائج المتوقعة لأسواق النفط العالمية بشكل كبير بين السيناريوهين. في سيناريو “السياسات الحالية”، يرتفع الطلب على النفط بما يكفي لامتصاص فائض المعروض، ما يدفع الأسعار إلى نحو 90 دولاراً للبرميل بحلول عام 2035. هذا يتطلب تنفيذ مشاريع جديدة بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 25 مليون برميل يومياً.

### تحديات أمن الطاقة

يشير المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إلى أن أمن الطاقة العالمي يواجه اليوم طيفاً غير مسبوق من التهديدات. وتشمل هذه التحديات العقوبات المفروضة على النفط، والغموض المحيط بإمدادات الغاز الطبيعي الروسي، وخطر الهجمات السيبرانية على البُنى التحتية للكهرباء. بغض النظر عن السيناريو الذي سيثبت صحته، سيظل على العالم التعامل مع مجموعة معقدة من المخاطر في قطاع الطاقة.

## استنتاج

تُظهر التوقعات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية أن مسار الطلب على النفط سيتأثر بشكل كبير بالسياسات الحكومية وتطورات قطاع النقل. بينما يشير سيناريو “السياسات الحالية” إلى استمرار نمو الاستهلاك العالمي حتى منتصف القرن، يُظهر سيناريو “السياسات المعلنة” وصول الطلب إلى ذروته بحلول عام 2030. تُعدّ هذه التوقعات مهمة للحكومات وشركات الطاقة في رسم السياسات واتخاذ قرارات الاستثمار. مع استمرار التحديات في قطاع الطاقة، يبقى من المهم مراقبة التطورات العالمية وتأثيراتها على أسواق النفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى