مقتل العشرات واتهامات للشرطة بتنفيذ إعدامات ميدانية.. ماذا حدث في البر

كتب : محمود الطوخي
05:07 م
30/10/2025
شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال الساعات الماضي، اشتباكات دامية بين قوات الشرطة وعصابات المخدرات، أسفرت عن مقتل 121 شخصا على الأقل.
وُصفت الاشتباكات خلال العملية الشرطية ضد عصابات المخدرات بأنها الأكثر دموية في تاريخ البرازيل؛ إذ اصطف سكان ريو دي جانيرو في الشوارع خلال الليل بعد عثورهم على عشرات الجثث.
وكشفت شرطة الولاية، أن العملية التي استهدفت عصابة مخدرات كبيرة خُطط لها بشكل شامل على مدار أكثر من شهرين، موضحة أنها كانت تهدف إلى دفع المشتبه بهم إلى تلة مليئة بالأشجار حيث أعدت وحدة العمليات الخاصة كمينا مسبقا.
وأكد رئيس الأمن في ولاية ريو فيكتور سانتوس، في مؤتمر صحفي، أن تصاعد حدة الاشتباكات خلال العملية كان متوقعا، لكنه في الوقت نفسه شدد على أنه لم يكن مرغوبا، متعهدا بإجراء تحقيق في أي “سوء سلوك من قِبل الشرطة”.
وأعلنت شرطة الولاية مقتل 121 شخصا حتى الآن، بينهم 4 ضباط، فيما يؤكد محامو الدفاع العام أن حصيلة القتلى سترتفع إلى 132 شخصا على أقل تقدير.
Full-scale war between drug cartels and authorities has erupted in Rio de Janeiro drug traffickers. Around 2,500 heavily armed officers, backed by armored vehicles, helicopters, and drones, targeted Brazil’s most powerful drug gang pic.twitter.com/UoxWKFXlWV
— Global__Perspective (@Global__persp1) October 29, 2025
وشدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على ضرورة مواجهة “آفة العنف المرتبطة بالمخدرات”، مطالبا بعمل مُنسق يستهدف العصابات دون تعريض الشرطة والأسر البريئة للخطر.
وكتب دا سيلفا في منشور على “إكس” “لا يمكن أن نقبل بأن تستمر الجريمة المنظمة في تدمير الأسر وقمع السكان ونشر المخدرات والعنف في جميع المدن”.
خلال الليل، جمع سكان حي بينها في ريو عشرات الجثث من الغابة المحيطة، حيث وضعوا ما يزيد عن 70 جثة في وسط الشارع الرئيسي.

وبينما تقف والدة أحد القتلى تُدعة تاوا بريتو، وسط حشد من المواطنين الباكين والمتفرجين في الشارع أمام صف ممتد من الجثث، قالت: “أود فقط أن أُرج ابني من هنا وأدفنه”، وفق ما نقلته “رويترز”.
وبعد ظهر اليوم، انطلقت قافلة من الدراجات النارية نحو قصر الرئيس البرازيلي احتجاجا على عنف الشرطة، حيث احتشد المتظاهرون وهم يلوّحون بالأعلام وأغصان النخيل الملطخة بالدماء.
جانب من الاشتباكات العنيفة بين عصابات المخدرات والشرطة في ريو دي جانيرو البرازيلية#البرازيل #ريو_دي_جانيرو pic.twitter.com/z2OiMx5kYN
— ديوان (@DiwanDaily) October 30, 2025
حتى يوم الاثنين الماضي، سجّلت أعنف مداهمة شرطية لعصابات المخدرات في المدينة مقتل 28 شخصا في حي جاكاريزينيو في عام 2021. كذلك كانت المداهمات الأخيرة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، أعنف عملية شرطية في تاريخ البرازيل كافة؛ ففي عام 1992 قُتل 111 سجينا حينما اقتحمت شرطة ساوباولو سجن كارانديرو لقمع عملية تمرد.
وتسبب العنف الذي ساد العملية الأخيرة ضد عصابات المخدرات، في انتقادات من قِبل مسؤولين أمميين وخبراء أمنيين.

وقال مكتب الأمم المتحدة، إن ما وصفه بـ”عمليات القتل” يُضاف إلى سلسلة مداهمات مميتة تشنها الشرطة البرازيلية في المدن المهمّشة، مضيفا في بيانه: “نذكّر السلطات بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وندعو لإجراء تحقيقات سريعة وفعالة”.
وأشار أقارب الضحايا إلى أدلة على عمليات إعدام، تضمنت تقييد الأطراف وجروح بسكاكين، وإطلاق النار على الوجه والرقبة، وفقا لـ”رويترز”.
وأكد جيليرمي بيمينتيل، محام متخصص في حقوق الإنسان وموكل من أسر الضحايا في مشرحة شرطة ريو، أن عدة عائلات أبلغت عن وجود علامات تعذيب على أجساد الضحايا.
A war has erupted between authorities and drug cartels in Brazil, dozens killed in the country’s largest armed confrontation in decades
In Rio de Janeiro, around 2,500 police officers and special forces stormed areas near the international airport , key strongholds of the Red… pic.twitter.com/gBCR2nx5s1
— Slowpoke Rodriguez (Chubby Boxer) (@ChubbyTrevno) October 29, 2025
وتعهد سانتوس مدير الأمن في ريو، بالتحقيق في أي سوء سلوك قد يكون حدث، مضيفا “أعتقد أنه لم يحدث”.
ونفى سانتوس، وجود صلة بين العنف في ريو والأحداث العالمية التي من المقرر أن تستضيفها المدينة الأسبوع المقبل، بما في ذلك محادثات المناخ COP30 التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تتضمن قمة C40 لرؤساء البلديات الذين سيتناولون قضية الاحتباس الحراري وجائزة الأمير وليام إيرث شوت.

وقال كلاوديو كاسترو حاكم ولاية ريو، في مؤتمر صحفي، إنه متأكد من أن القتلى في المداهمة الأمنية مجرمون كانوا يطلقون النار من الغابة، موضحا: “لا أعتقد أن أحدا سيتجول في الغابة في يوم الاشتباكات”، واصفا الماهمات يأنها جهد لمكافحة “إرهاب المخدرات”.
واعتبر كاسترو، أن “الضحايا الحقيقيين الوحيدين هم رجال الشرطة”.
ووصفت حكومة ولاية ريو دي جانيرو، العملية بأنها الأكبر على الإطلاق التي تستهدف عصابة “كوماندو فيرميلهو” التي تسيطر على تجارة المخدرات في العديد من الأحياء الفقيرة المنتشرة عبر التضاريس الجبلية المطلة على المحيط في المدينة.
وذكرت الشرطة، أنها اعتقلت 113 مشتبها بهم في العملية وصادرت 118 سلاحا ناريا.
وأعلن وزير العدل البرازيلي ريكاردو ليفاندوفسكي، عن خطة لنشر ما لا يقل عن 50 ضابطا من الشرطة الفيدرالية مؤقتا في ريو للمساعدة في جهود مكافحة الجريمة المنظمة.












