عندما تبكي الدموع على دماء أطفال فيصل

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
الجريمة المؤلمة التي وقعت في منطقة اللبيني بحي فيصل أدمت القلوب وأبكت العيون، خاصة مع تعدد حالات جرائم قتل الأطفال الأبرياء، لدرجة أنها جعلتنا نشعر أن الدموع نفسها بكت حزنًا وألمًا، فهي بالفعل جرائم أبكت الدموع، لا على جريمة فيصل وحدها، ولكن على غيرها من الجرائم التي سقط خلالها أطفال أبرياء لم ترحم الأيادي المجرمة براءتهم وقتلتهم بلا رحمة أو هوادة.
فلم تكد الدموع تجف على محمد طفل الإسماعيلية، ومن قبله أطفال “نبروه” بالدقهلية الذين قتلهم والدهم، وأطفال “دلجا” الستة في محافظة المنيا الذين قتلهم زوجة أبيهم مع والدهم.
وقبلهم أطفال “قويسنا” بالمنوفية، الذين قتلهم والدهم.
وطفلة الإسكندرية التي قتلها والدها وأصاب شقيقتها.
حتى جاءت الجريمة النكراء في فيصل، التي أقدم خلالها صاحب محل أدوات بيطرية، يدعي أحمد محمد عبد الغني ٣٨ سنة، على قتل سيدة تدعى زيزي مصطفى ٣٢ سنة، وأطفالها سيف حمادة ١٣ سنة طالب بالصف الأول الإعدادي بالمعهد الأزهري بمنشية البكاري، وشقيقته جنى ١١ سنة طالبة بالصف السادس الابتدائي، وشفيقهم مصطفى ٦ سنوات.
وقال المتهم في اعترافاته إنه تعرف على المجني عليها منذ ٣ أشهر عن طريق المحل الذي يمتلكه، وأنه أقام علاقة معها.
وأنها تركت منزل زوجها منذ ٢٧ سبتمبر الماضي. وأضاف أنه استأجر لها شقة في العقار رقم ١٦ بشارع محمود حربي باللبيني فيصل.
وأقام معها هي وأولادها في الشقة، ثم اكتشف أنها على علاقة مع آخرين، فقرر التخلص منها وقتلها عن طريق دس السم لها، حيث خلط مادة كاوية بمادة أخرى تستخدم في محل الأدوية البيطرية الذي يمتلكه.
فأصيبت السيدة بحالة إعياء شديدة، ونقلها لمستشفى “القصر العيني” وسجل بياناته باسم مستعار وهو اسم علي محمد خليفة، ثم اصطحب الأطفال الثلاثة في نزهة بمنطقة “كفر غطاطي” على ترعة المنصورية.
ودس لهم السم في العصير ليتناوله الطفل الأكبر سيف والطفلة جنى، وأصيبا بإعياء شديد، بينما رفض الطفل الصغير مصطفى تناوله، فقام بإلقائه في ترعة المنصورية ليغرق فيها.
واستعان بعامل يعمل معه في المحل، يدعى رمضان صالح ٥٤ سنة، لكي يساعده في إلقاء الطفلين في مدخل عماره بشارع سليم، فأحضرا “توك توك” يقوده عمر صلاح فخر ١٥ سنة، وهو حسن النية، وقاما بإلقاء الطفل سيف الذي كان قد توفي وشقيقته جنى التي توفيت بعد ذلك في المستشفى.
بينما تم انتشال جثمان الطفل الصغير مصطفى من ترعة المنصورية.
وبالنظر إلى أقوال المتهم نجد أنها تحتوي على الكثير من علامات الاستفهام!
فكيف تترك الزوجة منزل زوجها لتذهب إلى عشيقها ومعها أطفالها الثلاثة؟! وكان من الأولى أن تتركهم لوالدهم أو تتوجه بهم إلى بيت أهلها.
هذا بخلاف أنه لماذا قتل الأم بحجة أنها على علاقة بآخرين؟! رغم أنها أصلا حسب أقواله على علاقة غير شرعية معه؟! وهو ليس زوجها، فلماذا يغضب إذا كانت علاقته بها من الأساس غير شرعية حسب كلامه هو وهي لا تمت له بصلة؟!
وكان بإمكانه أن يكتفي بطردها من الشقة! ولماذا قتل الأطفال وهم أصلا لم يعلموا بقتله لوالدتهم؟!
كما أن أقوال جد الأطفال (من ناحية الأب) جاءت لتؤكد أنها حسنة السمعة ولا يمكن أن تفعل ذلك، رغم أن الزوج قال إن الخلافات بينهما نشأت لأنه شك في سلوكها!
وبصفة عامة فإنني أرى أن هناك أشياء كثيرة غامضة في القضية ستكشف عنها الأيام القادمة.
لكن المحزن في الأمر هو سقوط تلك الدماء الذكية بلا أي ذنب. وأن مثل تلك الأفعال الإجرامية الشنيعة كثرت ارتكابها خلال الفترة الأخيرة ضد الأطفال الأبرياء.
فأي نوع من البشر هؤلاء الذين تطاوعهم قلوبهم على قتل أطفال أبرياء، كل ذنبهم أنهم وقعوا في أيدي وحوش آدمية لم ترحم ضعفهم ولم ترق لطفولتهم؟!
رحم الله الأطفال الذين سقطوا خلال تلك الجرائم الوحشية، وصبر ذويهم.
وربما نحتاج في الفترة القادمة إلى تشديد العقوبات على الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال، وأن يكون الإعدام علناً وفي ميدان عام، لكل من تسول له نفسه إزهاق أرواح عصافير الجنة الأبرياء، لا لشيء إلا لأنهم تجردوا من كل معاني الإنسانية.












