الشارقة الدولي للكتاب 2025 يجمع 118 دولة احتفاء بالكتاب ويقدم أكثر من 1200 فعالية ثقافية وإبداعية وفنية

- أحمد العامري: المعرض شاهد على رؤية حاكم آمن بأن الكتاب هو الفضاء الأرحب الذي تلتقي فيه الثقافات والحضارات
- محمد خلف: نعتز بشراكتنا الإعلامية في نقل صوت وصورة هذا الحدث الثقافي الكبير إلى العالم
- 2350 ناشراً وعارضاً يقدمون ملايين العناوين بمختلف لغات العالم وأكثر من 250 ضيفاً من 66 دولة و10 دول تشارك للمرة الأولى في الفعاليات الثقافية
الشارقة: رافعا شعار «بينك وبين الكتاب» يجمع معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 44 هذا العام 118 دولة من حول العالم في مكان واحد، يمثلها أكثر من 2350 ناشرا وعارضا، يقدمون ملايين العناوين والمؤلفات بمختلف لغات العالم، ويستضيف – على مدار 12 يوما من 5 الى 16 نوفمبر المقبل في مركز اكسبو الشارقة، أكثر من 250 مبدعا وأديبا ومفكرا من 66 دولة عربية وأجنبية يقدمون أكثر من 1200 فعالية ثقافية وإبداعية وفنية.
وكشف المعرض الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب» عن جديد فعالياته لهذا العام، إذ سيكون الزوار على موعد مع أكاديمية التواصل الاجتماعي «بوب أب» التي تعقد 24 جلسة تفاعلية يقودها مؤثرون وخبراء في الأدب والإعلام والفن والتكنولوجيا، متجر «صيدلة الشعر» لتقديم «وصفات شعرية» مخصصة للزوار، إضافة إلى محطة الحديث الصوتي «بودكاست» التي تستضيف برامج عربية شهيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وعمان.
ويمنح المعرض هذا العام زواره فرصة السفر إلى الجمهورية اليونانية، والاطلاع على تاريخها وجمال فنونها وعمرانها، وما قدمته تاريخيا للفكر والفلسفة الإنسانية، إذ يحتفي باليونان ضيف شرف دورته الرابعة والأربعين، مستضيفا 58 دار نشر ومؤسسة ثقافية يونانية، ومقدما برنامجا ثقافيا متنوعا يشارك فيه نخبة من أبرز الكتاب والشعراء والمترجمين والمسرحيين.
ويقدم المعرض لعشاق الأدب الغامض تجربة فريدة، حيث يستضيف النسخة الرابعة من «مهرجان الإثارة والتشويق»، خلال الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر، بمشاركة نخبة من الكتاب والمتخصصين في أدب الغموض والجريمة، ويتيح المهرجان لجمهور المعرض فرصة الغوص في عوالم السرد المشوق عبر جلسات حوارية وورش تفاعلية تكشف أسرار بناء الحبكة والإثارة في الأدب المعاصر.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحافي أقيم في مقر هيئة الشارقة للكتاب، وتحدث خلاله أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، وباناجيوتيس كوجيو، القائم بأعمال السفارة اليونانية، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومحمد العميمي، المدير العام بالوكالة ـ الإمارات الشمالية لشركة «إي آند الإمارات»، وخولة المجيني، المنسق العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومنصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب، بحضور جمع من ممثلي وسائل الإعلام.
الكتاب مرآة القارئ وصورته
وفي كلمته، أكد العامري أن الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تنطلق تحت شعار «بينك وبين الكتاب» احتفاء بحالة التفاعل بين القارئ والكلمة، حين يتحول الكتاب إلى مرآة يرى القارئ فيها نفسه ويجد في كل قراءة جديدة صورة مختلفة لذاته.
وقال العامري «يقف معرض الشارقة الدولي للكتاب كل عام شاهدا على رؤية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أكد أن الكتاب هو الفضاء الأرحب الذي تلتقي فيه الثقافات والحضارات وتتبادل المعارف والخبرات، واليوم يواصل مشروعه برؤية متجددة بقيادة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي أخذت على عاتقها مهمة تعزيز مكانة الشارقة مركزا عالميا لصناعة المعرفة، وإطلاق مبادرات تدعم حضور الكتاب العربي على الساحة الدولية».
صوت المعرض وصورته المشرقة
بدوره، قال محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون «نعتز بشراكتنا الإعلامية مع هيئة الشارقة للكتاب، وأن ننقل الصوت والصورة المشرقة لهذا الحدث الثقافي الكبير إلى العالم. فقد كانت الهيئة وما زالت شريكا استراتيجيا لمشروع الشارقة الثقافي، من خلال التزامها الدائم بتوثيق المنجز الثقافي للإمارة وتسليط الضوء على فعالياتها المتنوعة، ويأتي معرض الشارقة الدولي للكتاب في طليعة هذه الفعاليات، بوصفه تظاهرة تعيد للكتاب رونقه ومكانته في وجدان المجتمع».
وأضاف: ستكون تغطيتنا هذا العام مميزة ومن قلب مركز إكسبو الشارقة، حيث أعددنا استديوهات خاصة لبث صورة واضحة ومباشرة من موقع الحدث. وستقوم قناة الشارقة بنقل حفل الافتتاح، إضافة إلى برنامجي «صباح الشارقة» و«أماسي» وعدد من البرامج اليومية. فيما تقدم قناة الوسطى من الذيد برنامج «من المعرض». وتعرض قناة الشرقية من كلباء برنامج «هنا كتاب» إلى جانب فواصل خاصة تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تطلق إذاعة الشارقة برنامج «بينك وبين الكتاب»، وبرنامج «خير جليس»، و15 برنامجا تسجيليا. وتقدم إذاعة «بلس 95» تغطية خاصة عبر 3 برامج، و35 فقرة ترويجية. فيما تشارك إذاعة القرآن الكريم من الشارقة ضمن التغطية العامة، إضافة إلى منصة «مرايا» التي تنقل أبرز الفعاليات مباشرة للجمهور.
استثمار في الكلمة والفكر
من جانبه، قال محمد العميمي، المدير العام بالوكالة ـ الإمارات الشمالية لشركة «إي آند الإمارات»: نفخر في «إي آند الإمارات» بأن نكون شريك الاتصالات الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وأن نواصل دعم مسيرته عاما بعد عام، إيمانا منا بأن الثقافة والمعرفة هما الركيزتان الأساسيتان للتنمية والتطور، وأن الاستثمار في الكلمة والفكر هو استثمار في المستقبل والأجيال القادمة.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحافي، قال باناجيوتيس كوجيو، القائم بأعمال السفارة اليونانية بالإمارات: نعرب عن خالص امتناننا لصاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على منح اليونان شرف أن تكون «ضيف الشرف» لهذا العام، وهو تكريم نراه تقديرا عميقا للعلاقات التاريخية والثقافية، القائمة على القيم المشتركة في العلم والإبداع والحوار، وامتدادا للشراكة المميزة التي توجت العام الماضي باستضافة الشارقة ضيف شرف في معرض تسالونيكي الدولي للكتاب وتوقيع بروتوكول التعاون الثقافي بيننا.
رحلة للتعلم والمعرفة
وافتتحت خولة المجيني كلمتها حول تفاصيل فعاليات الدورة الـ 44 من المعرض بكلمة أكدت فيها أن شعار «بينك وبين كتاب» هو دعوة لاستعادة تلك العلاقة الخاصة مع المعرفة، والاحتفاء باللحظات التي «تمنحنا القراءة فيها رحلة للتعلم، بطريقة لا تشبه أحدا إلا نحن».
وقالت: هذا العام نريد لكل زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أن يجد كتابه الذي يفتح أمامه فكرة جديدة، أو يقربه من مجال كان بعيدا عنه، أو يضيف إلى رحلته في التعلم والمعرفة.
من جهته، تحدث منصور الحساني عن الفعاليات المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الحالية. وأشار في كلمته إلى أن المعرض، بما يحتويه من فعاليات دولية تسبق المعرض وتصاحبه، يؤكد أن المعرفة عمل جماعي، وأن النهوض بالكتاب لا يتوقف عند قراءته، وإنما يمتد لدعم كل العاملين في صناعته.
2350 ناشراً وعارضاً من 118 دولة
ويشارك هذا العام في المعرض 2350 ناشرا وعارضا من 118 دولة عربية وأجنبية، وتتوزع دور النشر المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب على 1224 دار نشر عربية، و1126 دار نشر أجنبية.
1200 فعالية تستضيف 250 متحدثاً
ويقدم المعرض أكثر من 1200 فعالية تتنوع بين الجلسات الحوارية والقراءات الأدبية وورش العمل، التي يشارك فيها أكثر من 250 ضيفا من 66 دولة، من بينهم نخبة من كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين الحاصلين على جوائز عربية وعالمية مرموقة.
ويشهد البرنامج الثقافي للمعرض 300 فعالية يشارك في تقديمها 66 ضيفا عالميا من 19 دولة، و62 ضيفا عربيا من 20 دولة، إلى جانب 30 متحدثا إماراتيا يثرون المشهد الثقافي بخبراتهم وإبداعاتهم. ويستضيف البرنامج الثقافي متحدثين من 10 دول تشارك للمرة الأولى، وهي: آيسلندا، جاميكا، نيجيريا، مالي، تشاد، أنغولا، موزمبيق، غينيا، السنغال، وڤيتنام.
وتتضمن فعاليات المعرض هذا العام 15 فعالية تخضع للتسجيل المسبق باللغتين العربية والإنجليزية، منها: «دورة كتابة سيناريو المسلسل التلفزيوني» يقدمها: محمد سليمان عبدالملك، ودورة «فن كتابة الرواية والقصة القصيرة» يقدمها: عبدالوهاب الرفاعي، وورشة «أطلق طاقاتك الإبداعية وتأمل إرثك ـ ورشة في الكتابة الإبداعية» تقدمها الروائية العالمية د.نغوين فان كوي ماي، وورشة «من المسودة النهائية إلى الكتاب المنشور ـ دور المحرر في عملية النشر» للمحررة الأدبية سانجيتا ميهتا، وورشة «ماذا يفعل المترجمون حقا؟ ـ فن الترجمة الأدبية» وتقدمها الأستاذة في جامعة إيموري ليزا ديلمان.
متحدثون إماراتيون وعرب
ويشارك في المعرض خلال هذه الدورة مجموعة من الكتاب والمفكرين والشعراء الإماراتيين، أبرزهم: عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار، ود.سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والممثل والمنتج أحمد الجسمي، ود.مريم الهاشمي، ود.سعيد الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي رئيس جمعية الروبوتات والأتمتة، والمؤرخ والباحث د.حمد بن صراي، والباحث والكاتب د.فهد المعمري، والشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، وغيرهم.
في حين يستضيف الحدث نخبة من الأدباء والكتاب والفنانين العرب للمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، منهم: عالم المصريات الشهير زاهي حواس، الكاتب محمد جودت (مو جودت) من مصر، الكاتب والفنان خالد الصاوي من مصر، الكاتب والممثل والمخرج ظافر العابدين من تونس، الكاتب وعالم الآثار زيدان كفافي من الأردن، الكاتب والإعلامي محمد رضا نصرالله من السعودية، الكاتب والروائي عبدالوهاب الرفاعي من الكويت، د.حسن أوريد من المغرب، الكاتب والمؤرخ د.محمد جاسم المشهداني من العراق، رئيس جمعية المؤرخين العرب، والكاتبة جمانة حداد من لبنان.
ومن أبرز الأسماء الأجنبية المشاركة: شيماماندا نغوزي من نيجيريا، البروفيسور كارلو روفيلي، من إيطاليا، بول لينتش من أيرلندا، د.جولي سميث من المملكة المتحدة، أرمن أدامجان من الولايات المتحدة، براجاكتا كولي من الهند، جايا فانس من أستراليا، دايفيد وينجرو من المملكة المتحدة، وجينيفر هيليير من كندا، وغيرهم من الأدباء والمبدعين.
ويقدم البرنامج الثقافي في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب أمسيات شعرية غنية تمتد عبر لغات وثقافات العالم، حيث يجتمع الشعر العربي مع نظيره العالمي في فضاء إبداعي يشهده «مقهى الشعر». إضافة إلى مشاركات شعرية بعدد من اللغات بمشاركة نخبة من الشعراء العرب، منهم حمد البريدي من قطر وسعيد آل مانع من المملكة العربية السعودية، وشعراء أجانب، منهم: سارة علي (الإنجليزية)، عطاء الحق القاسمي (الأردية)، سيد سليمان الجيلاني (البنجابية)، لونا سيكات كليتو (التاغالوغية)، ك. ساتشيداناندان (المالايالامية)، ميخائيل ليفانتوفسكي ومكسيم زامشيف (الروسية)، وسيوزو داناي وزافيروبولو إيليني (اليونانية).
كما يقدم المعرض برنامجا تدريبيا يضم 750 ورشة عمل للأطفال والكبار، يقدمها 28 ضيفا من 9 دول. كما ينظم 85 عرضا من 12 دولة، تتنوع بين المسرحيات والعروض الجوالة والسيمفونيات الغنائية، من أبرزها مسرحية «الخشيشة» (Hide and Seek) من بطولة: الجود البعنون، الجوري البعنون، ووضحة الأيوب.












