07:01 م
الأحد 02 فبراير 2025
كتب – محمد شعبان:
لا صوت يعلو فوق انتحار موظف قفزًا بنهر النيل والمتداولة إعلاميًا بـ”موظف الأوبرا”، الواقعة التي أحدثت ضجة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية لاسيما انتشار رسالة نُسبت للموظف بعنوان “رسالة من ظالم إلى ظالمه” لكن للحقيقة وجوه كثيرة.
الثابت في القضية مصرع هاني عبد القادر صاحب الـ50 عامًا غرقًا بنهر النيل بدائرة قسم شرطة إمبابة إلا أن كتابته لرسالة بخط يده قبل وفاته حملت تفسيرًا مختلفًا من أسرته.
وجاء في الرسالة المتداولة والمنسوبة إلى موظف دار الأوبرا: “ستراني في مرضك وضعفك.. ستراني عقوق أبنائك.. ستراني في هجر أصحابك.. ستراني في غدر من حولك”.
أسرة الراحل أدلت بدلوها في قضية الساعة وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل نافية وجود صلة بينه وبين الرسالة المتداولة “دا مش خطه” ليس هذا فحسب، استبعدت الأسرة المكلومة إقدام “عبد القادر” على تلك الخطوة دون إخبار زوجته أو أشقاءه.
صاحب رسالة “من ظالم إلى ظالمه”
حالة الجدل المثارة دفعت أسرة موظف الأوبرا إلى التحرك قضائيًا، توجهوا إلى سرايا نيابة شمال الجيزة لقطع الشك بالقيين، وقدموا نماذج ورقية مكتوبة بخط اليد لـ”هاني” تأكيدًا على عدم وجود تطابق بينها وبين الرسالة المتداولة.
المفاجأة الأكبر كشفها أحد أفراد أسرة موظف الأوبرا -حسب مصدر أمني مطلع على التحقيقات- بحديثه عن هوية صاحب الرسالة الحقيقي “واحد صاحبه في الشغل كتبها مكانه” مبررًا فعلته لما شعر به من ظلم تعرض له زميله في العمل.
صاحب الرواية الأكثر غرابة لم يكتف بذلك وبرهن على صحة حديثه وذكر موقفًا صادمًا دارت أحداثه بين جدران المشرحة “صاحبه وقع من طوله ومات من زعله عليه” في إشارة لما تعرض له “موظف الأوبرا” من ظلم وقهر، حسب تعبيره.
شريكة حياة موظف دار الأوبرا
الأمر نفسه أكدته رضوى هاني، زوجة هاني عبد القادر موظف دار الأوبرا، مشددة على أن الجواب المُنتشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي “بخط يده” غير صحيح.
وأضافت “رضوى”، في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”: “الجواب مش بخط إيده، ومستحيل زوجي يعمل كدا، ولو الجواب بخط إيده كان كتب اسم الشخص اللي ظلمه لأنه وقتها مكنش باقي على حاجة” وعلقت: “الجواب مزور بنسبة 100%”.
خاص| زوجة موظف دار الأوبرا تُفجر مفاجأة.. وترد: زوجي مستحيل يعمل كدا
الأب لثلاث فتيات -أكبرهن لا تتجاوز الـ15 ربيعًا- اختفى عن الأضواء لمدة أسبوع لم يتوقف خلالها أفراد أسرته عن البحث عنه لدى أقاربهم وأصدقائه بل شملت رحلة بحثهم مستشفيات وأقسام شرطة دون جدوى، حتى تلقى شقيقه اتصالا من قسم إمبابة “تعالى استلم جثة اخوك.. لقيناه في النيل”.
وزير الثقافة يتدخل
وفي استجابة سريعة من وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، قرر تشكيل لجنة للوقوف على ملابسات وفاة أحد موظفي دار الأوبرا معربًا عن خالص تعازيه القلبية لأسرة الفقيد، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
كما أكد وزير الثقافة – في بيان له- أن الوزارة لن تدخر جهدًا في المتابعة وتقديم الدعم اللازم لأسرته.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طوال اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خطًا ساخنًا لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
