حرائق الغابات تتفاقم عبر الساحل الشرقي الأميركي
خاضت ولايات أميركية شمال شرق البلاد «معارك» ضد حرائق الغابات بداية هذا الأسبوع، حيث ظلت الظروف مهيأة لاندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة على الرغم من أن بعض المناطق شهدت أول هطول للأمطار منذ أكثر من شهر.
وفي نيوجيرسي كافح رجال الإطفاء حرائق الغابات في «جينينجز كريك» على طول الحدود بين نيوجيرسي ونيويورك، والتي طالت آلاف الهكتارات.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع قُتل عامل حدائق في ولاية نيويورك بعد أن سقطت شجرة عليه أثناء مكافحته للنيران في غابة ستيرلينج في مقاطعة أورانج.
وكان الحريق واحداً من حرائق عدة اشتعلت طوال عطلة نهاية الأسبوع في نيوجيرسي ونيويورك وماساتشوستس وبنسلفانيا وكونيتيكت، نتيجة للظروف الجافة بشكل غير مسبوق في جميع أنحاء المنطقة، والتي تحسنت قليلاً فقط بسبب القليل من الأمطار التي سقطت ليلة الاثنين الماضي.
أسباب بشرية
وتشهد منطقة الشمال الشرقي من الولايات المتحدة حرائق غابات كل موسم خريف، وتُعزى معظم الحرائق إلى أسباب بشرية، مثل نار المخيمات والحطام المحترق والسجائر.
ومع ذلك فإن ما يثير قلق خبراء الأرصاد الجوية والمسؤولين الحكوميين بشكل خاص هذا العام هو موجة الجفاف القياسية في الشمال الشرقي والتي تغذي ارتفاعاً حاداً في حرائق الغابات.
وتعاني منطقة الشمال الشرقي في أميركا، مثل الغالبية العظمى من البلاد، ظروف جفاف غير طبيعية، فيما تعاني العديد من الولايات جفافاً شديداً ومتطرفاً، وفقاً لمركز مراقبة الجفاف في جامعة نبراسكا – لينكولن.
ومساء الأحد الماضي وحتى ساعات الليل هطلت أول الأمطار منذ فترة طويلة في أجزاء من منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بما في ذلك مدينة نيويورك، وهو هطول الأمطار الوحيد الذي شهدته المنطقة الحضرية منذ أواخر سبتمبر.
أرقام قياسية
وفي ولاية نيوجيرسي حطمت موجة الجفاف الأرقام القياسية في مدن مختلفة.
واعتباراً من يوم الجمعة مرت مدينة ترنتون بـ41 يوماً دون هطول أمطار، وكان الرقم القياسي السابق 36 يوماً في خريف عام 1924. وشهدت نيوارك 40 يوماً دون أمطار، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 26 يوماً المسجل في ربيع عام 1949.
وبالمثل مرت فيلادلفيا بـ40 يوماً على الأقل دون هطول أمطار، محطمة الرقم القياسي البالغ 29 يوماً المسجل في عام 1874.
وأبلغت كل من نيوجيرسي وديلاوير عن أكتوبر 2024 كونه الشهر الأكثر جفافاً على الإطلاق هذا العام، وفقاً للخدمة الوطنية للأرصاد الجوية.
تدمير مساحات واسعة
وتأتي حرائق الغابات على آلاف الهكتارات من الأراضي في ولايات الشمال الشرقي كل عام على الرغم من أنها أكثر شيوعاً في الربيع. وفي نيوجيرسي يتسبب 1500 حريق غابات في إتلاف أو تدمير 3000 هكتار من الغابات سنوياً، وفقاً لخدمة حرائق الغابات في الولاية.
ويقول مسؤولو الولاية إنه في حين أن موسم الذروة يكون في الربيع، فإن الأوراق الجافة في أشهر الخريف تشكل وقوداً إضافياً وتؤدي إلى المزيد من الحرائق، خصوصاً عندما تشهد المنطقة جفافاً غير عادي.
وفي نيويورك حيث تدمر حرائق الغابات مساحات واسعة كل عام، تقول الولاية إن 47% من جميع حرائق الغابات تحدث من منتصف مارس إلى منتصف مايو، ويتم الإبلاغ عن نحو 15 حريقاً في الأراضي البرية كل شهر أكتوبر في ماساتشوستس، لكن هذا العام بلغ إجمالي الحرائق في شهر أكتوبر 200 حريق، بزيادة نحو 1200%، ووفقاً لإدارة خدمات الإطفاء بالولاية فإن هذا الارتفاع ينافس «الأرقام الشهرية التي تكون عادةً في موسم حرائق الغابات التقليدي في أوائل الربيع».
وفي الأسبوع الماضي فقط رفع مسؤولو ماساتشوستس مستوى الجفاف إلى «عالٍ» و«حرج» في جميع أنحاء الولاية. وأفادت السلطات يوم السبت بأن رجال الإطفاء كانوا يكافحون ما لا يقل عن 175 حريقاً.
عواصف
ويقول خبراء الأرصاد الجوية إنه من غير المرجح أن يخفف هطول المزيد من الأمطار من الظروف الجافة التي يشهدها شمال شرق البلاد، ومن المتوقع أن تتجه العواصف نحو المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين، ما قد يؤدي إلى هطول الأمطار على مدينة نيويورك وجنوب نيوإنغلاند، ومع ذلك فإن الأمطار ستكون محدودة ولا يُتوقع أن تغمر التربة الجافة لفترة زمنية كافية.
وقال عالم الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، جون فيريك: «بينما سيجلب هذا النمط الأكثر نشاطاً بعض الفرص لهطول الأمطار هذا الأسبوع، فإنه لا يضمن حصول كل بقعة على ما يكفي من الأمطار لإبقاء احتمال اندلاع الحرائق تحت السيطرة»، مضيفاً: «قد تمر بعض المواقع بأسبوع كامل على الأقل دون قطرة مطر».
ومن المتوقع أن تصل عاصفة من الغرب الأوسط إلى الشمال الشرقي يوم غد الخميس، وقد تجلب معها بعض الرطوبة الاستوائية، لكن فيريك قال إنها لن تكون العاصفة الكبيرة التي يحتاجها الشمال الشرقي للإغاثة المستدامة. عن «يو إس إيه توداي»
. حرائق الغابات تأتي على آلاف الهكتارات من الأراضي في ولايات الشمال الشرقي كل عام.
. 47 % من حرائق الغابات في ولاية نيويورك تحدث من منتصف مارس إلى منتصف مايو.