“المقاومة الإسلامية في العراق” تهدد بحرمان العالم من النفط ف
بي بي سي
جددت “كتائب حزب الله” أو ما يعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق”، أمس الخميس، تهديدها بحرمان العالم من ملايين براميل النفط يوميًا في حال نشبت حرب الطاقة.
وذكر المسؤول الأمني في كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، في بيان، “نجدد التأكيد على أن أي استهداف ضد بلدنا العراق، أو استعمال أرضه وسمائه لاستهداف الجمهورية الإسلامية، فإن رد كتائب حزب الله لن يكون مقتصرًا على الكيان بل سيبطش بقواعد ومعسكرات ومصالح أمريكا في العراق والمنطقة”.
وأضاف أنه “في المبدأ لا نبدأ حرب الطاقة، ولكن إذا بدأت فإن العالم سيفقد 12 مليون برميل نفط يوميًا، وهذا ما سنتكفل به بعونه تعالى، أما ما سيفعله الإخوة اليمنيون في باب المندب، والإخوة الإيرانيون في مضيق هرمز فالله أعلم به”.
وأدى اندلاع الحرب في قطاع غزّة قبل نحو عام إلى ظهور جماعة مسلحة عراقية جديدة تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهو التركيب الذي بات يُستخدم للإشارة إلى الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران، حيث إنها توحدت للعمل ضد المصالح الغربية والإسرائيلية في المنطقة بعد الـ 7 من أكتوبر العام الماضي.
وظهرت “المقاومة الإسلامية في العراق” ككيان لأول مرة في 17 أكتوبر 2023، عندما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت القواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا.
وفي الأيام الأخيرة، صعّدت من هجماتها ضد إسرائيل، حيث تمكنت من التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، كان آخرها ما جرى باستخدام طائرة مسيرة استهدفت قاعدة عسكرية شمال مرتفعات الجولان المحتلة، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 23 آخرين.
ووفقًا لمركز “ألما” للأبحاث والتعليم الإسرائيلي، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن 167 هجومًا استهدف مواقع إسرائيلية في الفترة من نوفمبر 2023 حتى 25 سبتمبر 2024.
ماذا نعرف عن الجماعات المنضوية تحت “المقاومة الإسلامية في العراق”؟
ارتبط اسم “حزب الله” غالبًا بالحزب اللبناني المعروف، إلا أن هناك تنظيمًا آخر يحمل نفس الاسم، ولكنه مستقل تمامًا عنه، وهو “كتائب حزب الله في العراق”. تأسست هذه الكتائب في عام 2007 بمدينة العمارة جنوب العراق، ونشأت من اتحاد عدة فصائل شيعية مسلحة، بعضها تأسس بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
تشمل هذه الفصائل “لواء أبو الفضل العباس”، وكتائب تحمل أسماء “كربلاء”، “زيد بن علي”، “علي الأكبر”، و”السجاد”.
وتصف كتائب حزب الله نفسها بأنها “تشكيل جهادي إسلامي مقاوم”، وتتبنى ولاية الفقيه كمنهج لتحقيق “حاكمية الإسلام” في عصر غيبة الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر بحسب المذهب الشيعي الإثني عشري، وفقًا لما تنشره الجماعة على موقعها الإلكتروني الرسمي.
وترتبط كتائب حزب الله في العراق بإيران بشكل مباشر، حيث ترى في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران “إنجازًا عظيمًا” وتعتبرها مرحلة أساسية للتمهيد لإقامة “دولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه”.
وتقول الكتائب إنها تعمل على إفشال ما تسميه المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كما أن عناصرها كانت من أوائل المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب القوات الحكومية بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد عام 2011.
ولا يُعرف لكتائب حزب الله هيكل تنظيمي، كما هو حال باقي الفصائل الشيعية الكبرى في العراق، كما لم يُعلن عن أمين عام لكتائب حزب الله على الرغم من تعيين متحدثين باسمها في الجانبين العسكري والمدني.
ويُقدر عدد مسلحي الكتائب 7000 عنصر، وفقًا لأرقام غير رسمية، وهناك تشابه بين أسلوب عمل الكتائب وأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدريبها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم عماد مغنية الذي قُتل في سوريا عام 2008.
وبسبب اتساع مساحة عمليات الكتائب في العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن عناصرها يعتبرون أنفسهم “عقائديين”، فإن قيادة الحزب تصنف قتلاها في المعارك إلى 4 فئات: شهداء سرايا الدفاع، وشهداء مقاومة الاحتلال، وشهداء العقيدة والكرامة وشهداء الولاية، بحسب وصفها.
ونفذت الكتائب، التي تصنفها الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية، العديد من العمليات ضد القوات الأمريكية في العراق.
كما ذكرت تقارير أن الكتائب كانت طرفًا في اختطاف فريق صيد قطري في ديسمبر 2015 في جنوب العراق وأنها كانت إحدى الجهات التي تلقت ملايين الدولارات من الفدية التي دفعتها قطر والتي بلغت مليار دولار لإطلاق سراح الصيادين القطريين، لكن قطر قالت أنها دفعت الأموال للحكومة العراقية.
وتتبع للكتائب الألوية 45 و46 و47 من قوات الحشد الشعبي، التي ساعدت القوات الحكومية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
عصائب أهل الحق
نشأت حركة “عصائب أهل الحق” من رحم التيار الصدري، حيث كان مؤسسوها وقادتها جزءًا من هذا التيار قبل انشقاقهم وتأسيس تنظيمهم الخاص، بهدف “مقاومة الاحتلال الأمريكي”، وقد أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عدة هجمات استهدفت القوات الأمريكية والعراقية.
يُعد قيس الخزعلي أبرز قادة العصائب، حيث انشق عن جيش المهدي (جماعة مسلحة تتبع لرجل الدين العراقي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر) في عام 2004، بعد عام من الغزو الأمريكي، وبينما أوقف جيش المهدي القتال بعد توقيعه اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع الحكومة العراقية والقوات الأمريكية، واصل الخزعلي قيادة العمليات دون العودة إلى مقتدى الصدر.
وبالرغم من حدوث مصالحة بين جماعة الخزعلي ومقتدى الصدر في منتصف عام 2005، برزت “عصائب أهل الحق” ككيان مستقل بعد أقل من عام، عندما أعلن الصدر حل جيش المهدي واستبداله بـ “لواء اليوم الموعود”، ودعا العصائب للانضمام إليه، لكنهم رفضوا.
ومن بين العمليات العسكرية البارزة التي نفذتها الحركة، الهجوم على القاعدة الأمريكية في مركز شرطة كربلاء في 20 يناير 2007، الذي أسفر عن اختطاف وقتل 5 جنود أمريكيين.
بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011، عززت “عصائب أهل الحق” علاقاتها مع محور المقاومة التابع لـ “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، وأرسلت وحدات للقتال في الحرب الأهلية السورية تحت قيادة “فيلق القدس”.
وحاليًا، تدير “عصائب أهل الحق” الألوية 41، 42، و43 من قوات الحشد الشعبي، التي تتلقى تمويلًا من الحكومة العراقية.
حركة حزب الله النجباء
لعبت “حركة حزب الله النجباء” دورًا بارزًا إلى جانب “كتائب حزب الله” في الحرب السورية، خاصة خلال المعارك الكبرى في مدينة حلب عام 2015.
ويُعتقد على نطاق واسع أن الحركة تتبع فيلق القدس الإيراني، حيث تشير أدلة إلى أن إيران هي الممول الرئيسي للحركة، وتزودها بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى دعمها في اختيار قياداتها والإشراف عليها.
وترتبط الحركة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب والجماعات الموالية لإيران، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني و”حزب الله” العراقي. أما مؤسس الحركة، أكرم الكعبي، فقد كان قائدًا عسكريًا بارزًا في “جيش المهدي” بقيادة مقتدى الصدر قبل أن ينشق عنه.
لاحقًا، انضم الكعبي إلى “عصائب أهل الحق” التي أنشأها فيلق القدس في عام 2008، لكنه في عام 2013 أسس “حركة حزب الله النجباء” بعد اختلافات في النهج مع “عصائب أهل الحق”، ويقول معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” إن الخلافات كانت حول دور كل منهما في ما يُسمّى بمحور المقاومة، ومهاجمة قوات التحالف والأهداف الإسرائيلية.
وفي عام 2019، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية الكعبي ضمن قائمة “الإرهابيين العالميين”، وتدير “حركة حزب الله النجباء” اللواء 12 ضمن “قوات الحشد الشعبي” التي تحصل على تمويل من الدولة.
كتائب سيّد الشهداء
هي جماعة منشقة عن “كتائب حزب الله” تقوم بعمليات عسكرية عابرة للحدود، وتنسق أعمالها مباشرة مع “الحرس الثوري الإيراني” حيث تركّز على الأجندة الإقليمية المشتركة لمحور المقاومة المدعوم من إيران.
تمحورت منذ نشأتها حول شخصية مصطفى العتابي، المعروف أيضًا بأبو مصطفى الشيباني أو حميد ثجيل وريج العتابي، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لـ “كتائب حزب الله”.
عندما أدرجت الولايات المتحدة الشيباني على لائحة “الكيانات الإرهابية العالمية ذات التصنيف الخاص” في يوليو 2008، تراجع نفوذه ضمن “كتائب حزب الله” بين عامَي 2010 و2013، وركز جهوده على العمليات في الحرب الأهليّة السورية كقائد في سلسلة قيادة “الحرس الثوري” الإيراني.
في عام 2014، انتقلت قيادة «كتائب سيّد الشهداء» إلى أبو آلاء الولائي، وأصبحت «كتائب سيّد الشهداء» جزءًا من قوات الأمن العراقية عندما شكلت اللواء 14 من “قوات الحشد الشعبي”.
الوارثون “تشكيل الوارثين”
يرتبط اسمها بالعمليات الحركية التي يديرها “فيلق القدس” الإيراني والتي يقصد منها أن تكون قابلة للإنكار وفق معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”.
ورد ذكر “الوارثون” في وثيقة عامة للمرة الأولى في دراسة أجراها أحد المؤلفين في مركز مكافحة الإرهاب في أكتوبر 2020، وأشارت الدراسة إلى أن الاسم يعود إلى خلايا الجماعات المسلحة العراقية الجديدة القابلة للإنكار والتي شكلها “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني اعتبارًا من أكتوبر 2019 بغرض مهاجمة أهداف أمريكية وغيرها.
كما اعتبرت الدراسة أن “هذا العمل يقوده اليوم أحد المساعدين المقرّبين من قائد فيلق القدس قاسم سليماني”، والمعروف باسم الحاج حميد، الذي أطلق دفعة جديدة من المجندين العراقيين تحت اسم “الوارثون” لتدريبهم في معسكر من معسكرات “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة دزفول في جنوب غرب إيران”.
نفذت جماعة “الوارثون” حتى الآن عملية ضد دولة خليجية، ما يشير إلى علاقتها بهجمات سابقة نُفذت عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي أكتوبر 2023، أعلن “تشكيل الوارثين” مسؤوليته عن هجمات تحت غطاء “غرفة دعم العمليات” الجديدة الخاصة بـ “طوفان الأقصى”.