جريمة “أولاد الذوات”.. ماذا حدث في كومبوند الشيخ زايد؟
01:46 م
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
كتب- صابر المحلاوي:
“إلحقونا يا جدعان.. عمرو بيه اتقتل”.. جملة كانت كفيلة بتبدل الأجواء داخل كومبوند شهير بمنطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، شاب في الثلاثين من العمر “ابن سفير سابق” مات في ظروف غامضة.
بمجرد أن شاهد حارس السكن الجريمة هاتف والد المجني عليه، والذي يقطن وزوجته في منطقة التجمع الخامس، حضر في الحال وشاهد جثمان ابنه ملفوفًا في سجادة بالصالة، والدماء كانت تغرق المكان بأكمله، وطلب شرطة النجدة، فحضرت النيابة العامة برفقة قوات الشرطة.
تفاصيل الجريمة كشفتها النيابة العامة، وتبين أن طالبين جامعيين، تسللا لشقة المجني عليه، وقاما بتمزيق جسده بعدة طعنات بدافع السرقة.
وانتهت النيابة العامة من ملف القضية تمهيدًا لإحالته إلى المحاكمة الجنائية، قبل أن تستمع إلى أقوال الطبيبة الشرعية حول الصفة التشريحية لجثة المجني عليه والإصابات التي لحقت به جراء ضربات المتهمين من “خنجر”، وصاعق كهربائي وشومة، كما استمعت النيابة لأقوال الضباط مجري التحريات حول الجريمة ودوافع ارتكابهما لها.
وتسلم النيابة أيضا تقارير تفريغ كاميرات المراقبة التي رصدت المتهمين “طالبين” خلال استعانتهما بـ”سايس” المتهم الثالث في تغيير عملات أجنبية استوليا عليها من شقة المجني عليه بإحدى شركات الصرافة بأكتوبر، إضافة إلى كاميرات مراقبة مول شهير اخفيا به سيارة المجني عليه بعد سرقتها.
كان سرد المتهمان كواليس جريمتهما بقتل “عمرو. ع”، 38 سنة، موظف بشركة بدولة عربية، وابن سفير سابق، خلال التحقيقات التي باشرتها النيابة برئاسة المستشار إيهاب العوضي، رئيس نيابة أول وثان الشيخ زايد.
وكشفت التحقيقات أن المتهم الأول يقطن في العقار الملاصق لعقار المجني عليه، ويعلم أنه يقيم بمفرده ويسافر ويعود مرة أخرى، كما أنه على علم بامتلاك جاره الثري للمال الكثير؛ فقرر التسلل إلى شقته وسرقته بمعاونة صديقه الذي يقيم في نفس الكومبوند.
رغم الحالة المادية الجيدة للشابين إلا أنهما مشهور عنهما “الشقاوة” منذ صغرهما وكرههما للدراسة، وقاما بتنفيذ عدة جرائم سرقة لمتعلقات خفيفة من المحيطين بهما إلا أنهما لم يكتشف أمرهما حتى عاد المجني عليه من عمله بالخارج، وشاهد المتهم الأول، واعتاد رؤية سيارته الفارهة فلعب الشيطان، برأسه لسرقة شقة جاره الثري، والحصول على أموال طائلة منها، إضافة إلى سرقة سيارته لبيعها وجني مبلغ مالي كبير منها، واتفق بالفعل مع صديقه المتهم الثاني الذي رحب بالفكرة وخططا لقتل ابن السفير السابق.
وكشف المتهمان عن تفاصيل الجريمة البشعة في اعترافاتهما، حيث قال المتهم الأول إنه كان يشاهد ابن السفير السابق دائما، والتقى به عدة مرات وخرج معه في نزهة “سفاري” بسيارة فارهة له ما زاد طمعه فيه بسبب أحواله الميسورة حتى وضع خطة مع صديقه لكيفية التسلل إلى شقة المجني عليه بالطابق الرابع مزودة بشرفة “تراس” قريب من سطح العقار الذي يسكن به المتهم، ظل المتهمان يراقبان المجني عليه لفترة حتى علما مواعيد خروجه وعودته ونومه خاصة انه كان يسهر لأوقات متأخرة حتى حددا ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة.
وأضاف المتهم الرئيسي، أنه استغل كون والدته رئيس اتحاد الملاك في العقار الذي يسكنون به وتمتلك مفتاح السطح المغلق من أعلى فحصل على المفتاح وفتح به باب السطح وصعد إليه رفقة صديقه وقفزا منه إلى “تراس” شقة المجني عليه الذي يبعد عنهما حوالي مترين إلا ربع، مشيرا إلى أن وزن صديقه ثقيل إلى حد ما فقام بربط وسطه بحبل وتثبيته في ماسورة حديدية أعلى السطح حتى يتمكن من النزول، وعقب وصوله لشقة المجني عليه تخلص من الحبل بـ”مقص”.
واستكمل المتهم أنهما حملا برفقتهما جهاز صاعق كهربائي وسلاحين أبيضين “سكينتين” لعلمها بضخامة جسد المجني عليه، خاصة أنه لاعب “آيكيدو” – لعبة عنيفة شبيهة بالكاراتيه – حتى يصعقا جسده ويتمكنا من السيطرة عليه، وبالفعل نجحا في الدخول للشقة من باب التراس الألوميتال الساعة الثامنة صباحا؛ بعدما تأكدا من خلود المجني عليه للنوم.
وأوضح أنه أثناء مرورهما في الصالة شاهد أحدهما “خنجر” فحمله ثم توجها مباشرة إلى غرفته، ووقف أحدهما على يمينه والآخر على يساره ووجها له صعقة بـ”الصاعق الكهربائي” في رقبته لشل حركته إلا أنها لم تؤثر به لقوة جسده.
واستطرد: “استيقظ المجني عليه وبدأ في مقاومة المتهمين فاستغل أحدهما استدارته وسدد له طعنتين في الظهر، ما أدى إلى ترنح المجني عليه، وخروجه إلى صالة الشقة والدماء تتفجر من جسده متجها إلى باب الشقة، محاولا الاستغاثة بالجيران فأسرع أحد المتهمين وأغلق باب الشقة وعاجله بضربة عنيفة بالخنجر في الصدر اخترقت القلب ليسقط جثة هامدة ثم انهالا على قدميه بعصا خشبية كانت بحوزتهما أيضا حتى يتأكدا من وفاته”.
صمت المتهم لحظات، ثم استأنف اعترافاته قائلا إنهما عقب تأكدهما من مفارقة المجني عليه للحياة استوليا على هاتفه المحمول ماركة سامسونج ولاب توب يصل ثمنه لحوالي 4 آلاف دولار، ومفتاحين لسيارتين مرسيدس وتويوتا ومبلغ 530 ريالا سعوديا، ثم جلسا في غرفة المجني عليه وسط الدماء يدخنان السجائر ويشربان “زجاجتي بيرة” ثم خرجا من الشقة كما دخلا عبر السطح.