الصحة والجمال

كيف تؤثر الهواتف الذكية على صحة الأطفال النفسية والجسدية؟اعتبرت الاستشارية النفسية والأسرية لمى الصفدي أن امتلاك الهواتف قبل سن 12 عاماً يرفع مخاطر السمنة ونقص النوم، بسبب ساعات الجلوس الطويلة وتأثير الضوء الأزرق على هرمون النوم.02 ديسمبر 2025 13:28

أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن مع تزايد استخدامها بين الأطفال، تثار تساؤلات مهمة حول تأثيرها على صحة الأطفال. لم يعد الأمر مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبح نافذة على عالم واسع من المعلومات والترفيه، وهذا يطرح تحديات نفسية وجسدية يجب على الآباء والمربين فهمها ومعالجتها. وفقًا للاستشارية النفسية والأسرية لمى الصفدي، فإن السماح للأطفال بامتلاك الهواتف الذكية قبل سن الثانية عشرة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات النوم، بسبب قلة النشاط البدني وتأثير الضوء الأزرق على الهرمونات المنظمة للنوم.

تأثير الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال

إنّ الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يمكن أن يؤثر سلبًا على النمو العاطفي والاجتماعي للأطفال. فبدلاً من التفاعل المباشر مع الأقران والعائلة، غالبًا ما يفضل الأطفال قضاء وقتهم في العالم الافتراضي.

القلق والاكتئاب

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى مقارنات غير واقعية، والشعور بالنقص، والقلق الاجتماعي. كما أن التنمر الإلكتروني يشكل خطرًا حقيقيًا يمكن أن يسبب أضرارًا نفسية عميقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد الأطفال صعوبة في الانفصال عن هواتفهم، مما يؤدي إلى أعراض تشبه الإدمان، مثل التهيج والقلق عند عدم الوصول إليها.

مشاكل في التركيز والانتباه

إنّ الإشعارات المستمرة والتشتيت الناتج عن التطبيقات والألعاب يمكن أن يعيق تطور القدرة على التركيز والانتباه لدى الأطفال. هذا الأمر قد يؤثر سلبًا على أدائهم الدراسي وقدرتهم على إكمال المهام. فالدماغ يتعود على التدفق المستمر للمعلومات السريعة، مما يجعله أقل قدرة على التعامل مع المهام التي تتطلب جهدًا ذهنيًا مستمرًا.

انخفاض الثقة بالنفس

الاعتماد على التحقق من الذات من خلال “الإعجابات” والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يقوض الثقة بالنفس الداخلية للأطفال. قد يشعرون بأن قيمتهم تعتمد على مدى شعبيتهم على الإنترنت، مما يجعلهم عرضة لتقلبات المزاج والشعور بالفراغ.

الآثار الجسدية لاستخدام الهواتف الذكية على الأطفال

لا يقتصر تأثير صحة الأطفال على الجانب النفسي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الجسدي أيضًا. الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.

السمنة وقلة النشاط البدني

كما أشارت الاستشارية لمى الصفدي، فإنّ الجلوس لفترات طويلة أمام الهواتف الذكية يقلل من فرص النشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يصاحب استخدام الهواتف الذكية تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، مما يزيد من استهلاك السعرات الحرارية.

مشاكل في النوم

الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يعيق إفراز هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في النوم، ونقص في جودة النوم، واضطرابات في الساعة البيولوجية. إنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم ضروري لنمو الأطفال وتطورهم البدني والعقلي.

مشاكل في الرؤية والعضلات الهيكلية

النظر المطول إلى الشاشات من مسافة قريبة يمكن أن يسبب إجهاد العين، وجفاف العين، وحتى مشاكل في الرؤية على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الجلوس بوضعية غير صحيحة أثناء استخدام الهواتف الذكية إلى آلام في الرقبة والظهر، وتصلب العضلات، ومشاكل في العضلات الهيكلية. الشاشات و الاستخدام المفرط لها يضعف عضلات الظهر و الرقبة.

كيف يمكن للآباء حماية أطفالهم؟

لمواجهة هذه التحديات، يجب على الآباء اتباع استراتيجيات فعالة لضمان صحة الأطفال وحمايتهم من الآثار السلبية المحتملة للهواتف الذكية.

وضع حدود واضحة

يجب على الآباء تحديد وقت محدد لاستخدام الهواتف الذكية، وتشجيع الأطفال على قضاء وقتهم في أنشطة أخرى، مثل القراءة واللعب في الهواء الطلق وممارسة الهوايات.

المراقبة والتواصل

من المهم مراقبة ما يفعله الأطفال على هواتفهم الذكية، والتحدث معهم عن مخاطر الإنترنت والتنمر الإلكتروني. يجب أن يشعر الأطفال بالراحة في التحدث إلى والديهم عن أي مشاكل يواجهونها عبر الإنترنت.

تشجيع التواصل الاجتماعي الحقيقي

يجب على الآباء تشجيع الأطفال على بناء علاقات قوية مع الأقران والعائلة من خلال التفاعل المباشر. يمكنهم تنظيم أنشطة اجتماعية مشتركة، مثل الذهاب في نزهات أو لعب الألعاب معًا.

كن قدوة حسنة

يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم من خلال الحد من استخدامهم الخاص للهواتف الذكية، وإظهار اهتمامهم بالأنشطة الأخرى.

الخلاصة

لا شك أن الهواتف الذكية تقدم العديد من الفوائد للأطفال، ولكن من المهم أن يكون الآباء واعين بالمخاطر المحتملة وأن يتخذوا خطوات لحماية أطفالهم. إنّ تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على صحة الأطفال النفسية والجسدية هو مفتاح نموهم وتطورهم السليم. تشجيع الحوار المفتوح حول الاستخدام الصحي للهواتف الذكية، وتقديم الدعم والإرشاد، سيساعد الأطفال على تطوير علاقة صحية ومستدامة مع التكنولوجيا. هل لديك أفكار أخرى حول كيفية مساعدة الأطفال على التنقل في عالم التكنولوجيا؟ شاركنا أفكارك في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى