دراسة: ضبط مستويات فيتامين د في الدم يحمي من الإصابة بنوبة قلبية

فوائد فيتامين د3 لمرضى القلب
أفادت دراسة حديثة بأن اعتماد نهج علاجي مخصص لتزويد مرضى القلب بجرعات مضبوطة من فيتامين د3 يمكن أن يخفض إلى النصف احتمالات إصابتهم بأزمة قلبية ثانية بعد تعافيهم من الأولى. وتوصلت الدراسة، التي أجراها باحثون في مركز إنترماونتن هيلث بمدينة سولت ليك الأميركية، إلى أن مراقبة مستويات فيتامين د في الدم وتعديل الجرعات وفق الحاجة يمنح المرضى حماية فعالة من تكرار النوبات القلبية.
نقص فيتامين د بين مرضى القلب
اعتمدت التجربة أسلوب “العلاج الموجه”، حيث لم يتلقَ المرضى جرعات ثابتة من فيتامين د3، بل جرى فحص مستويات الفيتامين في دمهم بانتظام وتعديل الجرعة لتحقيق المستوى الأمثل المطلوب، وهو أكثر من 40 نانوجراماً لكل ملليلتر. وأوضحت النتائج أن 85% من المرضى الذين شاركوا في التجربة كانت لديهم مستويات غير كافية من فيتامين د3 عند البداية، ما يعكس شيوع هذا النقص بين المصابين بأمراض القلب.
آلية العلاج المستهدف
قسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين، الأولى لم تتلقَ أي إدارة خاصة لمستويات فيتامين د، والثانية خضعت للعلاج المستهدف وفق المتابعة الدورية لمستويات الفيتامين في الدم. وتولى الأطباء في المجموعة الثانية تعديل الجرعات بشكل دوري بناءً على الفحوصات. بينت الدراسة أن أكثر من نصف المرضى الذين خضعوا للعلاج المستهدف احتاجوا إلى جرعة ابتدائية تبلغ 5000 وحدة دولية من فيتامين د3، وهي كمية تفوق بمقدار كبير التوصيات التقليدية المتداولة التي تتراوح عادة بين 600 و800 وحدة دولية يومياً.
تأثير فيتامين د على صحة القلب
أكد الباحثون أن التجربة الجديدة هي الأولى التي تتعامل مع فيتامين د3 كعلاج موجه بمفهوم “الاستهداف القيمي” أو “الهدف العلاجي”، أي تحقيق تركيز محدد من الفيتامين في الدم بدلاً من تناول جرعات عامة غير محسوبة. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين بلغوا المستويات المثالية كانوا أقل عرضة بنسبة 50% للإصابة بأزمة قلبية ثانية مقارنة بغيرهم.
دور فيتامين د في الوقاية من الأمراض القلبية
رأى الباحثون أن هذه النتائج تفتح الباب أمام مقاربة جديدة في التعامل مع فيتامين د، إذ لم يعد يعتبر مجرد مكمل غذائي عام، بل عنصراً يمكن أن يلعب دوراً وقائياً محدداً في حالات معينة، خصوصاً بين المصابين بأمراض القلب التاجية. وأوضحوا أن الفيتامين يؤثر في تنظيم وظائف العضلات الملساء للأوعية الدموية، وفي ضبط ضغط الدم، والالتهابات الداخلية التي تسهم في انسداد الشرايين.
مستقبل البحث في علاج أمراض القلب بفيتامين د
دعت المؤلفة الرئيسية للدراسة، هايدي ماي، إلى توسيع نطاق البحث في المرحلة القادمة ليشمل عينات أكبر من المرضى في دول مختلفة، للتأكد من أن النتائج تنطبق على فئات سكانية متنوعة. وقالت إن فريقها يخطط الآن لإجراء تجربة أوسع، ستسمح بتقييم ما إذا كان العلاج الموجه بفيتامين د يمكن أن يقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى، مثل فشل القلب أو السكتة الدماغية.
خاتمة
تقدم النتائج الحالية بارقة أمل جديدة للمرضى الذين يعيشون تحت تهديد دائم بتكرار النوبات القلبية. يمكن لعلاج بسيط ومنخفض التكلفة مثل فيتامين د3 أن يكون له أثر كبير في الوقاية وتحسين فرص البقاء. يخطط الفريق البحثي لتوسيع نطاق الدراسة ومتابعة المرضى على مدى أطول لتقييم استمرارية الحماية التي يوفرها العلاج الموجه بفيتامين د3. مع استمرار البحث، قد نرى تغييراً في الطريقة التي ننظر بها إلى الفيتامينات في الطب الحديث، ليس فقط كمكملات غذائية، بل كعناصر علاجية دقيقة يمكن توظيفها لحماية القلب وتحسين نوعية الحياة.











