الصحة والجمال

تأخير الشيخوخة والحفاظ على شباب الدماغ.. فوائد إضافة لبناء العضلات

أظهرت دراسة علمية حديثة أن الحفاظ على صحة الدماغ و تأخير الشيخوخة العصبية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بدمج كتلة عضلية أكبر مع خفض نسبة الدهون الحشوية المخفية في البطن. هذه النتائج الجديدة تلقي الضوء على أهمية اتباع نمط حياة صحي ليس فقط للجسم، بل أيضًا لصحة الدماغ على المدى الطويل.

العلاقة بين الكتلة العضلية والدهون الحشوية وصحة الدماغ

أكد الباحثون أن الدهون الحشوية، وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية في تجويف البطن، لها تأثير أكبر على بنية الدماغ وعمره الظاهري مقارنة بالدهون تحت الجلد. بمعنى آخر، الدهون “المخفية” هي الأكثر ضررًا على صحة الدماغ. الأجسام الأكثر صحة، التي تتميز بكتلة عضلية أعلى ونسبة أقل من الدهون الحشوية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بدماغ أصغر سنًا وأكثر حيوية.

دور الدهون الحشوية في الشيخوخة الدماغية

تعتبر الدهون الحشوية أكثر من مجرد مشكلة جمالية؛ فهي تؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ. أظهرت الدراسة أن نسبة الدهون الحشوية إلى الكتلة العضلية هي العامل الأبرز المرتبط بـ “عمر الدماغ” المرتفع. بينما لم يكن للدهون تحت الجلد تأثير كبير على الشيخوخة الدماغية. هذا يشير إلى أن التركيز على تقليل الدهون الحشوية يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أي خطة للحفاظ على صحة الدماغ.

ما هو “عمر الدماغ” وكيف يتم قياسه؟

يعتمد مفهوم “عمر الدماغ” على تقدير عمر الدماغ الفعلي للفرد من خلال فحص صور الرنين المغناطيسي الهيكلية للدماغ. تسمح هذه التقنية بتقييم التغيرات الدقيقة التي تكشف ما إذا كان الدماغ يبدو أصغر أو أكبر من العمر الزمني الحقيقي للشخص. الكتلة العضلية، التي يتم قياسها أيضًا عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي للجسم، يمكن استخدامها كمؤشر على التدخلات التي تهدف إلى تحسين صحة الدماغ وتقليل الضعف الجسدي. فقدان العضلات مرتبط بزيادة عوامل الخطر المرتبطة بمرض ألزهايمر، مما يؤكد أهمية الحفاظ على قوة العضلات.

نتائج الدراسة وتأثيرها على الوقاية من الأمراض العصبية

أجريت الدراسة على 1164 شخصًا بالغًا أصحاء، 52% منهم من النساء، بمتوسط عمر 55 عامًا. استخدم الفريق البحثي تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حجم العضلات والدهون الحشوية والدهون تحت الجلد، بالإضافة إلى تقدير “عمر الدماغ” باستخدام خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. أظهرت النتائج أن الأفراد الذين لديهم كتلة عضلية أعلى لديهم أدمغة تبدو أصغر سنًا، بينما أولئك الذين لديهم دهون حشوية أكبر لديهم أدمغة تبدو أكبر سنًا.

الذكاء الاصطناعي والتصوير بالرنين المغناطيسي: أدوات قوية لتحليل صحة الدماغ

الجمع بين الذكاء الاصطناعي والتصوير بالرنين المغناطيسي سمح للباحثين بإنشاء قاعدة بيانات شاملة لتحليل العوامل الجسدية التي تؤثر على شيخوخة الدماغ. هذه التقنيات توفر مقاييس موضوعية لمتابعة التدخلات العلاجية وبرامج تحسين اللياقة والصحة، مما يساعد في قياس فعاليتها.

العلاجات الدوائية والتركيز على الدهون الحشوية

أشار الباحثون إلى أن الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة، مثل مونجارو وأوزمبيك، فعالة في فقدان الدهون، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى فقدان العضلات. لذلك، هناك حاجة إلى تطوير علاجات جديدة تستهدف الدهون الحشوية بشكل أكبر مع الحفاظ على الكتلة العضلية. فقدان الدهون الحشوية، مع الحفاظ على حجم العضلات، هو النهج الأمثل لإبطاء الشيخوخة الدماغية وتحسين وظائف الدماغ.

الخلاصة: استثمار في صحة الجسم يعني استثمارًا في صحة الدماغ

تؤكد هذه الدراسة على الارتباط الوثيق بين صحة الجسم و صحة الدماغ. إن تعزيز الكتلة العضلية وخفض الدهون الحشوية ليس مجرد خطوة لتحسين اللياقة البدنية، بل هو استراتيجية طبية مدعومة بالأدلة لحماية الدماغ وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض عصبية مستقبلية مثل ألزهايمر. الدماغ يستجيب لصحة الجسم، وبناء العضلات وخفض الدهون الداخلية هو مفتاح مهم للحفاظ على شباب الدماغ وقدرته الوظيفية في المراحل المتقدمة من العمر. يجب دمج هذه المؤشرات في التجارب السريرية الخاصة بالتدخلات الأيضية والعلاجات الجديدة التي تستهدف تحسين الصحة الجسدية والعقلية معًا. لذا، ابدأ اليوم في الاستثمار في صحتك من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، وحماية دماغك من آثار الشيخوخة.

كلمات مفتاحية ثانوية: وظائف الدماغ، الشيخوخة العصبية، الوقاية من ألزهايمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى