بعد قرار ترمب بتخفيف القيود عنها.. ما هي فوائد وأضرار الماريجوانا؟

في تطور لافت، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تخفيف القيود المفروضة على الماريجوانا، مع إعادة تصنيفها من مادة خاضعة للرقابة في الجدول الأول إلى مادة في الجدول الثالث، “ذات استخدامات طبية مشروعة”. هذا الإجراء يثير العديد من التساؤلات حول هذه النبتة، فوائدها المحتملة، والأضرار التي قد تنجم عن استخدامها. فما هي الماريجوانا بالضبط؟ وما هي الحقائق العلمية المتعلقة بها؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.
ما هي الماريجوانا؟
الماريجوانا، المعروفة أيضًا بالحشيش أو القنب، هي نبات يُستخدم منذ قرون لأغراض طبية وترفيهية. بشكل رئيسي، تأتي الماريجوانا من الأوراق والبراعم المجففة لنبتة Cannabis sativa. على الرغم من الاستخدامات التقليدية، لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بشكل كامل على نبات الماريجوانا كدواء، لكن العديد من الولايات الأمريكية قد سنت قوانين تجعل استخدامها قانونيًا لأغراض طبية محددة، وهو ما يُعرف بالماريجوانا الطبية أو القنب الطبي. هذا التوجه القانوني المتزايد دفع الرئيس ترامب لاتخاذ هذه الخطوة التنفيذية.
المركبات الفعالة في الماريجوانا
تحتوي الماريجوانا على أكثر من 100 مركب كيميائي يُطلق عليها اسم “كانابينويدات”. هذه المركبات هي المسؤولة عن التأثيرات المختلفة التي تسببها الماريجوانا. أشهر هذه الكانابينويدات هما رباعي هيدروكانابينول (THC) وكانابيديول (CBD).
تأثير رباعي هيدروكانابينول (THC)
يعتبر THC هو المكون الرئيسي المسؤول عن التأثيرات النفسية للماريجوانا، أي التغيرات التي تطرأ على طريقة التفكير والشعور. هذا التأثير هو ما يجعل الماريجوانا مادة ذات خصائص مُخدرة.
دور كانابيديول (CBD)
على عكس THC، لا يسبب CBD تأثيرًا نفسيًا ملحوظًا. بدلاً من ذلك، يعتبر CBD مركبًا واعدًا له فوائد طبية محتملة، ويتم دراسته لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية.
الاستخدامات الطبية للماريجوانا: ما الذي أقرته FDA؟
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالفعل على ثلاثة أدوية تحتوي على مواد كيميائية مستخلصة من الماريجوانا. وتشمل هذه:
- درونابينول (Marinol): يستخدم لمساعدة المرضى الذين يعانون من الغثيان والقيء الشديدين الناتجين عن العلاج الكيميائي.
- نابيلون (Cesamet): يعمل بنفس طريقة الدرونابينول، ويستخدم أيضًا لعلاج الغثيان والقيء المرتبطين بالعلاج الكيميائي.
- Epidiolex: وهو شكل سائل منقى من كانابيديول (CBD) يستخدم لعلاج أنواع نادرة من الصرع في مرحلة الطفولة، مثل متلازمة لينوكس-جاستو ومتلازمة درافت.
بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد القنب الطبي في علاج حالات أخرى مثل فقدان الشهية المزمن، والألم المزمن، واضطرابات النوم، والتشنجات العضلية المرتبطة بالتصلب المتعدد. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الأبحاث في هذه المجالات لا تزال جارية، ولا توجد أدلة قاطعة حتى الآن.
المخاطر والأضرار المحتملة للماريجوانا
على الرغم من الفوائد الطبية المحتملة، فإن استخدام الماريجوانا يحمل معه مخاطر وأضرارًا محتملة، يجب أخذها في الاعتبار.
تأثيرات على الصحة الجسدية
تشير الأبحاث إلى أن استخدام الماريجوانا قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل الجلوكوما (المياه الزرقاء) حيث يمكن أن يخفض تدفق الدم إلى العصب البصري. كما يمكن أن يؤدي التعاطي المنتظم لجرعات عالية من CBD (تتجاوز 300 ملليجرامً يوميًا) إلى مشكلات في الكبد. قد تسبب الماريجوانا أيضًا ارتفاعًا في ضغط الدم، وتفاقم أمراض الرئة مع مرور الوقت.
تأثيرات على الصحة النفسية
يمكن أن تؤثر الماريجوانا على المزاج والإدراك، وقد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية توخي الحذر الشديد عند استخدام الماريجوانا، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض أو حتى إلى الذهان (فقدان الاتصال بالواقع).
الإدمان وأعراض الانسحاب
يمكن أن يؤدي تعاطي الماريجوانا إلى الإدمان، خاصةً عند استخدامه بانتظام. يمكن أن تظهر أعراض الانسحاب على الأشخاص الذين يتوقفون عن تعاطي الماريجوانا، مثل الأرق، والتعرق، وآلام البطن، والغضب، وتقلب المزاج.
الآثار الجانبية الشائعة
بالإضافة إلى المخاطر المذكورة أعلاه، هناك العديد من الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة باستخدام الماريجوانا، بما في ذلك الصداع، وجفاف الفم، واحمرار وجفاف العينين، والدوخة، والنعاس، والتعب، والسعال، الغثيان، والقيء، الهلوسة، ومشاكل في الذاكرة، وتسارع ضربات القلب.
الخلاصة
إن قرار الرئيس ترامب بتخفيف القيود على الماريجوانا يمثل تطورًا هامًا في النقاش الدائر حول هذه النبتة. في حين أن الماريجوانا قد تحمل فوائد طبية محتملة، خاصةً في علاج بعض الحالات مثل الغثيان والقيء المرتبطين بالعلاج الكيميائي وأنواع معينة من الصرع، فإنه من الضروري أيضًا الاعتراف بالمخاطر والأضرار المحتملة المرتبطة باستخدامها. المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية ضروري لفهم كامل لإمكانات وقيود الماريجوانا، وتحديد الاستخدامات الطبية الأكثر فعالية وسلامة. من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في أي علاج جديد، بما في ذلك العلاج بالماريجوانا الطبية.












