اتفاق بين “اليونيسف” وتحالف “جافي” لخفض سعر لقاح الملاريا

يهدف هذا المقال إلى تقديم معلومات شاملة حول جهود خفض تكلفة لقاح الملاريا الجديد، وتأثير ذلك على الصحة العامة في الدول الأكثر احتياجًا. الملاريا مرض خطير ومميت، خاصة بالنسبة للأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء، ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على التقدم المحرز في مكافحة هذا الداء من خلال توفير لقاح الملاريا بأسعار معقولة.
جهود عالمية لخفض تكلفة لقاح الملاريا الجديد
يستعد التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لإحداث نقلة نوعية في مكافحة الملاريا حول العالم. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي جاد لتوسيع نطاق الوصول إلى لقاح جديد ومُبشر ضد هذا المرض الفتاك، خاصةً في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بتراجع المساعدات الدولية المخصصة للرعاية الصحية.
ويهدف هذا التعاون إلى خفض تكلفة لقاح (R21)، الذي طوره معهد الأمصال الهندي، بنسبة تصل إلى 25% خلال السنة القادمة. وهذا يعني انخفاض سعر الجرعة الواحدة من حوالي 4 دولارات إلى 2.99 دولار. يعتبر هذا التخفيض هامًا للغاية ويفتح آفاقًا جديدة لإنقاذ حياة ملايين الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا.
دور اليونيسف والتحالف العالمي في توفير اللقاح
ستقوم اليونيسف بشراء اللقاحات بتمويل كامل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين. التحالف هو شراكة عالمية تعمل بشكل وثيق مع الحكومات في أفقر دول العالم، بهدف ضمان حصول كل طفل على اللقاحات الأساسية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة. هذا الشراكة تضمن وصول اللقاحات إلى آخر المناطق وأكثرها تهميشًا، حيث تكون الحاجة إليها ماسة.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا التعاون الاستفادة من خبرات اليونيسف الواسعة في مجال اللوجستيات والتوزيع، مما يضمن وصول اللقاح إلى الأطفال المستهدفين في الوقت المناسب وبأفضل الظروف.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي لخفض تكلفة اللقاح
يُقدر أن خفض سعر اللقاح سيوفر حوالي 90 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ كافٍ لتمويل 30 مليون جرعة إضافية. وهذا يعني إمكانية حماية ما يصل إلى 7 ملايين طفل إضافي من خطر الإصابة بـ المرض خلال السنوات الخمس القادمة، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا في مجال الصحة العامة.
ويأتي هذا التوفير في توقيت حرج، حيث واجه التحالف العالمي للقاحات والتحصين صعوبات في جمع التبرعات المطلوبة. ففي فعالية جمع التبرعات التي عُقدت في وقت سابق من هذا العام، تمكن التحالف من جمع مبلغ أقل بنحو 3 مليارات دولار من هدفه. يعكس هذا التراجع تغير الأولويات لدى المانحين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، الذين يركزون بشكل متزايد على قضايا أخرى.
تكلفة علاج الملاريا مقابل تكلفة الوقاية
تُظهر بيانات منظمة الصحة العالمية، التي نقلها التحالف، أن علاج حالة واحدة من الملاريا غير المعقدة في إفريقيا جنوب الصحراء يكلف ما بين 4 و7 دولارات لكل زيارة خارجية. في المقابل، تتجاوز تكلفة الحالات الشديدة التي تتطلب دخول المستشفيات 70 دولارًا.
هذه الأرقام تؤكد بشكل قاطع أن الوقاية من الملاريا، من خلال التحصين، أكثر فعالية من حيث التكلفة من علاجها. فالجرعة الواحدة من لقاح (R21) بسعر 2.99 دولار يمكن أن تحمي طفلاً من خطر الإصابة بالمرض، وبالتالي تجنب تكاليف العلاج الباهظة والمضاعفات الصحية المحتملة.
مقارنة مع اللقاحات الأخرى وتوقعات مستقبلية
حاليًا، يوجد لقاح آخر مضاد للملاريا تنتجه شركة “جلاكسو سميثكلاين” يباع بسعر يقارب 10 دولارات للجرعة، مما يجعله أقل سهولة في الوصول إليه بالنسبة للعديد من الدول ذات الدخل المنخفض.
وفي سياق متصل، تعهدت شركتا “بهارات بيوتك” و”جلاكسو سميثكلاين” بخفض السعر إلى النصف عندما تتولى “بهارات” إنتاج لقاح “جلاكسو سميثكلاين” في عام 2028. هذا يشير إلى وجود توجه عالمي نحو جعل اللقاحات المضادة للملاريا في متناول الجميع، وتعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على هذا المرض.
يعد توفير لقاح الملاريا بأسعار معقولة خطوة حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف.
الخلاصة
إن خفض تكلفة لقاح (R21) المضاد للملاريا، بفضل جهود التحالف العالمي للقاحات والتحصين واليونيسف، يمثل بصيص أمل حقيقي في مكافحة هذا المرض الذي يهدد حياة الملايين من الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء. هذه الخطوة لا تساهم فقط في حماية صحة الأطفال، بل إنها أيضًا استثمار ذكي في مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم.
ندعو جميع الجهات المعنية، من الحكومات والمنظمات الدولية إلى القطاع الخاص، إلى مواصلة دعم هذه الجهود وتوفير التمويل اللازم لضمان وصول اللقاح إلى كل طفل يحتاجه. يمكنكم المساهمة في نشر الوعي حول أهمية الوقاية من الملاريا من خلال مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم وعائلاتكم. معًا، يمكننا القضاء على الملاريا وبناء عالم أكثر صحة وأمانًا للأجيال القادمة.











