إدمان المراهقين للشاشات.. خطر يتجاوز القلق والاكتئابتؤكد دراسات نفسية أن الإفراط في استخدام مواقع التواصل يؤثر بعمق على المراهقين، إذ يولد القلق والاكتئاب ويضعف الثقة بالنفس، وسط ضغوط المقارنة والمحتوى المثالي الذي يغزو المنصات.09 نوفمبر 2025 18:41

تشير أبحاث نفسية حديثة إلى خطورة إدمان المراهقين للشاشات، حيث يتجاوز تأثيره القلق والاكتئاب ليصل إلى ضعف الثقة بالنفس. في دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس التربوي، أكد الباحثون أن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للمراهقين.
وفقًا للدراسة التي أجريت على مجموعة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، لوحظ أن أولئك الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب مقارنة بأقرانهم الذين يقضون وقتًا أقل أمام الشاشات. وقد أشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على فئة عمرية معينة أو ثقافة محددة.
تأثير إدمان الشاشات على الصحة النفسية
يبرز تأثير إدمان الشاشات بشكل خاص في مرحلة المراهقة، حيث تكون الشخصية في طور التكوين وتكون الثقة بالنفس في مرحلة حساسة من التطور. في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن التعرض المستمر لمحتوى مثالي ومحسّن على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى شعور المراهقين بالنقص وعدم الرضا عن أنفسهم.
علاوة على ذلك، تظهر الدراسات أن المقارنة الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة، حيث يقوم المراهقون بمقارنة حياتهم بحياة الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من شعورهم بالقلق والاكتئاب. وفي هذا السياق، يوصي الخبراء الأهل بضرورة متابعة استخدام أبنائهم للشاشات وتوجيههم نحو استخدام أكثر إيجابية.
دور الأهل والمجتمع في الحد من إدمان الشاشات
يرى الخبراء أن دور الأهل لا يقتصر على فرض قيود على استخدام الشاشات، بل يجب أن يتعداه إلى تثقيف الأبناء حول الاستخدام الصحي للتكنولوجيا. في هذا الصدد، تنصح الدراسات بتحديد أوقات معينة لاستخدام الشاشات وتشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة أو الهوايات الفنية.
وفي هذا الإطار، يشدد الخبراء على أهمية دور المدارس في تعزيز الوعي بمخاطر إدمان الشاشات. حيث يمكن للمدارس تضمين برامج توعوية في مناهجها الدراسية تهدف إلى تعليم الطلاب كيفية التعامل مع التكنولوجيا بشكل صحي.
الجهود المبذولة لمكافحة إدمان الشاشات
على الصعيد الحكومي، تبذل بعض الدول جهودًا لتنظيم استخدام الأطفال والمراهقين للشاشات. حيث يتم تطبيق قوانين ولوائح تحد من إمكانية وصول القاصرين إلى محتوى غير مناسب على الإنترنت.
وفي إطار هذه الجهود، أطلقت بعض الشركات التقنية تطبيقات وأدوات تسمح للأهل بمراقبة ومراقبة استخدام أبنائهم للشاشات، مما يساعد في الحد من مخاطر الإفراط في استخدام التكنولوجيا.
الآفاق المستقبلية
مع استمرار التطور التكنولوجي، يبقى من غير الواضح تمامًا كيف سيتطور تأثير إدمان الشاشات على المراهقين في المستقبل. وفي ضوء ذلك، سيكون من المهم متابعة الأبحاث والدراسات التي تتناول هذا الموضوع لاتخاذ إجراءات فعّالة ومستنيرة.
وفي الختام، ينتظر أن تستمر الجهود الرامية إلى فهم أعمق لتأثيرات إدمان الشاشات على المراهقين وتطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع هذه القضية. وفي ضوء التحديات الحالية، من المتوقع أن تستمر الأبحاث في هذا المجال لتقديم حلول مبتكرة تحد من تأثيرات الإفراط في استخدام التكنولوجيا على الصحة النفسية للمراهقين.











