اخبار الكويت

143 تحفة فنية من مجموعة الصباح الآثارية تتلألأ بمدينة شنتشن الصينية

في مشهد ثقافي يزداد توهجًا، افتتح في مدينة شنتشن الصينية معرض “أزهار ونصال: ذخائر البلاط المغولي من القرن الـ 16 إلى الـ 19 الميلادي”، ليجسد قصة تعاون فني فريدة بين الكويت والصين. يضم المعرض 143 تحفة فنية من مجموعة الصباح الآثارية، ويُعد علامة بارزة في تبادل الخبرات الثقافية وتعزيز الحوار الحضاري بين البلدين. هذا الحدث يمثل تتويجًا لجهود مستمرة، ويؤكد على أهمية التعاون الثقافي الكويتي الصيني كركيزة أساسية في العلاقات الثنائية.

انطلاق معرض “أزهار ونصال” في شنتشن: نافذة على الإرث المغولي

تحت رعاية ودعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي ودار الآثار الإسلامية، وبالشراكة مع متحف شنتشن الصيني، شهد المعرض انطلاقة قوية بحضور رسمي رفيع المستوى من كلا البلدين، يتقدمهم الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ممثلاً عن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، بالإضافة إلى القنصل العام للكويت في قونغتشو الصينية، عبدالله التركي.

يُعد هذا المعرض فرصة استثنائية لعرض كنوز مجموعة الصباح الآثارية أمام الجمهور الصيني لأول مرة في مدينة شنتشن، على أن ينتقل بعدها إلى مدن صينية أخرى مثل غوانغدونغ وهونغ كونغ. يأتي هذا في سياق رؤية الكويت الساعية إلى تعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم، وتقديم تراثها الغني والحضاري للجمهور العالمي.

مجموعة الصباح الآثارية: كنز ثقافي يربط العصور

مجموعة الصباح الآثارية ليست مجرد تجميع للأعمال الفنية، بل هي سجل حي للتاريخ والحضارة الإسلامية والمغولية. تجمع المجموعة تحفًا متنوعة تعود إلى قرون مضت، وتعكس ذوقًا رفيعًا ومهارة حرفية فائقة. تعتبر هذه المجموعة من أبرز المجموعات الفنية الخاصة في العالم، وتمثل إضافة قيمة للمعرفة والتثقيف.

إن اختيار هذه المجموعة لعرضها في الصين يعبر عن تقدير عميق للثقافة والتاريخ المشتركين بين البلدين، ويؤكد على أن الفنون الإسلامية جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي.

الرؤية الثقافية للشيخ ناصر الصباح: جذور التعاون الكويتي الصيني

أكد الدكتور محمد الجسار في كلمته الافتتاحية أن هذا التعاون الثقافي ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لرؤية ثابتة وضعها الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وزوجته الشيخة حصة صباح السالم، المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية. لقد كان دعم الشيخ ناصر والشيخة حصة لمجموعة الصباح الآثارية ودار الآثار الإسلامية حجر الزاوية في بناء هذا الجسر الثقافي بين الكويت والصين.

وأضاف الجسار أن هذا العام يحمل زخمًا ثقافيًا خاصًا بالنسبة للكويت، تزامنًا مع اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي، مما يعزز من أهمية هذه المبادرات في إبراز دور الكويت كمركز ثقافي وإعلامي رائد.

محتويات المعرض: لمحات من فخامة البلاط المغولي

يضم المعرض مجموعة متنوعة من التحف الفنية التي تجسد فخامة البلاط المغولي وأبهى تجليات فنون الهند. من بين أبرز معروضات المعرض:

  • خناجر وأسلحة مرصعة بالجواهر: مثل خنجر الكتارا الذي يعود للقرن السابع عشر، والذي يمثل قمة الإبداع في فنون الصياغة.
  • أواني وتحف كريستالية: تتميز بزخارف نباتية دقيقة تعكس مهارة الحرفيين في الورش الملكية.
  • مجوهرات ملكية: تبرز الرقي والذوق الرفيع الذي ميز البلاط المغولي.
  • مخطوطات ورسوم تاريخية: منها صفحات مختارة من كتاب “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات” للقزويني، والتي تقدم لمحة عن المعرفة والعلوم في تلك الحقبة.

تبادل ثقافي مستقبلي: آفاق واعدة للعلاقات الكويتية الصينية

إن تنظيم هذا المعرض ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت والصين في مجال الثقافة والفنون. من المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة إلى المزيد من التعاون في مجالات أخرى، مثل التعليم والإعلام والسياحة.

وقد أعرب نائب مدير متحف شنتشن، كاي هويياو، عن اعتزازه باستضافة المعرض، مؤكدًا أهمية الشراكة الثقافية بين البلدين، واهتمام المتحف والجمهور الصيني بالتعرف على التراث الفني الإسلامي والمغولي.

وفي الختام، يمثل معرض “أزهار ونصال” شهادة حية على قوة الدبلوماسية الثقافية في بناء الجسور بين الأمم والحضارات. إن هذا الحدث يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الكويتي الصيني، ويؤكد على أن تبادل الخبرات الثقافية والفنية هو أفضل طريق لتعزيز التفاهم المتبادل والوصول إلى عالم أكثر سلامًا وازدهارًا. نتطلع إلى المزيد من المبادرات الثقافية المشتركة التي تعكس عمق العلاقات التاريخية والو مستقبلية بين الكويت والصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى