وزيرة الشؤون ثقافة التطوع راسخة في وجدان المجتمع الكويتي

العمل التطوعي في الكويت ليس مجرد نشاط عابر، بل هو جزء لا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي وقيمنا الأصيلة. ففي كل عام، ومع حلول الخامس من ديسمبر، نحتفل باليوم الدولي للمتطوعين، ونستذكر الدور المحوري الذي يلعبه أبناء وبنات الكويت في خدمة مجتمعهم ووطنهم. هذا العام، تأتي الاحتفالات معبرة عن تقدير خاص للجهود الاستثنائية التي بذلت في الحملة الوطنية “هذا دورك”، والتي تجسد أسمى معاني العطاء والانتماء. إن العمل التطوعي في الكويت يمثل إضافة حقيقية لمسيرة التنمية والتقدم، وهو ما أكدته وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، د. أمل الحويلة، في تصريحها لـ “كونا”.
أهمية العمل التطوعي في بناء المجتمع الكويتي
تؤكد د. أمل الحويلة أن العمل التطوعي ليس مجرد مساعدة، بل هو تعبير عن الهوية الوطنية والنهج المتأصل في مجتمعنا. إنه يعكس شعوراً بالمسؤولية المشتركة تجاه الوطن، ورغبة في المساهمة في بنائه ورفعته. هذا الشعور ليس مقتصراً على أوقات الأزمات، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة، من الحفاظ على البيئة إلى دعم الفئات المحتاجة.
دور المتطوعين في خدمة الوطن والمواطن
المتطوعون هم السواعد التي تبني وتنهض بالوطن، سواء داخل الكويت أو خارجها. إنهم يمثلون قوة دافعة للتغيير الإيجابي، ويسهمون في تحقيق التنمية المستدامة. من خلال مشاركتهم في مختلف المبادرات والبرامج، يساهمون في تعزيز التماسك الاجتماعي، ونشر ثقافة التسامح والعطاء. كما أن المبادرات المجتمعية التي يقودها المتطوعون تلعب دوراً هاماً في تلبية الاحتياجات المحلية، وتقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفاً.
حملة “هذا دورك”: نموذج مشرف للعطاء الكويتي
لقيت الحملة الوطنية “هذا دورك” استحساناً واسعاً من جميع أفراد المجتمع، لما حققته من إنجازات ملموسة في مختلف المناطق. أشادت الوزيرة الحويلة بالنموذج المشرف الذي قدمته الفرق التطوعية والمشاركين في الحملة، واصفة إياهم بأنهم “سواعد البناء” الذين ترجموا حب الكويت إلى عمل ميداني.
إنجازات الحملة وأثرها على المجتمع
ركزت الحملة على تجميل المرافق العامة، والحفاظ على البيئة، وتعزيز الوعي بأهمية العمل التطوعي. وقد شهدت مشاركة واسعة من الشباب والفتيات، الذين أبدوا حماساً كبيراً لخدمة وطنهم. هذا الحماس والتفاني يعكس وعياً كبيراً بأهمية العمل التطوعي، واستعداداً دائماً لتلبية نداء الواجب الوطني. بالإضافة إلى ذلك، عززت الحملة روح التلاحم المجتمعي، وخلقت منصة للتواصل والتعاون بين مختلف فئات المجتمع.
مأسسة العمل التطوعي وتطويره: رؤية مستقبلية
تولي وزارة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة أهمية قصوى لمأسسة العمل التطوعي وتطوير أدواته، بهدف جعله رافداً استراتيجياً يخدم أهداف الدولة. وتعمل الوزارة على وضع الأطر المنظمة للعمل التطوعي، وتحويله إلى عمل مؤسسي مستدام ينسجم مع أهداف خطة التنمية “كويت 2035”.
دعم المبادرات المجتمعية وتنمية رأس المال البشري
تعتبر تنمية رأس المال البشري ودعم المبادرات المجتمعية من أهم أولويات خطة التنمية “كويت 2035”. إن العمل التطوعي يلعب دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف، من خلال توفير فرص التدريب والتطوير للمتطوعين، وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم. كما أنه يسهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة. التطوع في الكويت أيضاً يعزز مفهوم المواطنة الصالحة، ويشجع على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أفضل للوطن.
تقدير للجهود وتطلع لمزيد من العطاء
اختتمت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة تصريحها بالتعبير عن خالص شكرها وتقديرها لجميع المتطوعين والمتطوعات في الكويت، ولكافة الجهات الراعية والمشاركة من القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني. وأكدت أن دعم هذه الجهات وشراكتها الفاعلة كان لهما الأثر البالغ في إنجاح فعاليات الحملة وتحقيق أهدافها المرجوة. إن جهود المتطوعين تمثل إضافة حقيقية لمسيرة العمل الاجتماعي والإنساني في البلاد، وهي جديرة بالتقدير والاعتراف.
ونتطلع جميعاً إلى مستقبل مشرق، يزداد فيه العمل التطوعي ازدهاراً، ويساهم في بناء كويت أكثر عدلاً وازدهاراً وتقدمًا. فلنجعل من العطاء سمةً مميزة لنا، ومن التطوع نهجاً مستداماً، لنسهم جميعاً في بناء وطننا الغالي. يمكنك الآن المشاركة في دعم جهود المتطوعين من خلال البحث عن فرص تطوعية تناسب اهتماماتك وقدراتك، أو من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للمبادرات والبرامج التطوعية.












