مكافحة الغش الغذائي في الكويت: ضبط ملحمة تُغيّر بلد منشأ الذبائح وتُهدد الصحة العامة
تعتبر سلامة الغذاء من أهم الأولويات التي تسعى الهيئة العامة للغذاء والتغذية في الكويت إلى تحقيقها، وذلك من خلال الرقابة المستمرة والتفتيش الدوري على المنشآت الغذائية. مؤخرًا، شهدت منطقة الشويخ الصناعية تطورًا هامًا في هذا السياق، حيث تمكنت الهيئة، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، من ضبط ملحمة تقوم بممارسات غش خطيرة تهدد صحة المستهلكين. هذه القضية، المتعلقة بتغيير بلد منشأ الذبائح، تثير تساؤلات حول مدى التزام بعض التجار بمعايير الجودة والسلامة الغذائية.
تفاصيل عملية الضبط: كشف التلاعب بـلحوم الأغنام المجمدة
تم ضبط الملحمة خلال جولة تفتيشية مفاجئة نفذها فريق إدارة تفتيش محافظة العاصمة، بقيادة علي هاشم الكندري. وقد كشفت عملية التفتيش عن كمية كبيرة من الذبائح الغنم المجمدة، تقدر بحوالي طن، كانت الملحمة تقوم بتقطيعها وتعبئتها في كراتين جديدة.
تغيير بلد المنشأ: تضليل المستهلكين
المخالفة الأبرز التي تم اكتشافها هي قيام الملحمة بوضع ملصقات تشير إلى أن المنتج “أسترالي” على الذبائح، في حين أن بلد المنشأ الحقيقي كان مختلفًا. هذا التلاعب يهدف إلى تضليل المستهلكين والحصول على أرباح غير مشروعة من خلال بيع منتجات بجودة أقل بسعر أعلى. هذا النوع من الغش التجاري يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق المستهلك.
مخالفات متعددة تهدد الصحة العامة
لم يقتصر الأمر على تغيير بلد المنشأ، بل شملت المخالفات أيضًا جوانب أخرى تتعلق بسلامة الغذاء والصحة العامة. فقد تم اكتشاف عرض لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي، حيث تغيرت خواصها الطبيعية من حيث اللون والشكل والرائحة. بالإضافة إلى ذلك، تم ضبط الملحمة وهي تقوم بتسييح كبدة وقلب ولية وكلاوي مجمدة ولحم جاموس فاكيوم بقصد بيعها على أنها طازجة، وهو ما يعتبر مخالفة جسيمة.
عقوبات صارمة وتدابير وقائية
نتيجة لهذه المخالفات المتعددة، قامت الهيئة العامة للغذاء والتغذية بتحرير عدد من المخالفات بحق الملحمة المخالفة. وتشمل هذه المخالفات:
- عرض لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
- تسييح مواد مجمدة وبيعها على أنها طازجة.
- تعبئة مواد غذائية دون الحصول على ترخيص إعادة تعبئة.
- تشغيل المنشأة في غير الغرض المرخص له.
- تداول العامل أغذية بشهادة صحية منتهية.
- تشغيل عامل آخر بشهادة صحية منتهية.
من المتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الملحمة المخالفة، بما في ذلك فرض غرامات مالية كبيرة وإغلاق المنشأة. وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الهيئة لضمان جودة الأغذية وحماية المستهلكين من الممارسات الغشاشة.
أهمية الرقابة الغذائية ودور المستهلك
تؤكد هذه القضية على أهمية الرقابة الغذائية المستمرة والدورية على المنشآت الغذائية في الكويت. فالرقابة الفعالة تساهم في الكشف عن المخالفات ومنع انتشار المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المستهلك دورًا هامًا في حماية نفسه من خلال الانتباه إلى تاريخ الصلاحية وملصقات بلد المنشأ، والإبلاغ عن أي شكاوى أو ملاحظات حول المنتجات الغذائية.
تعزيز الوعي الغذائي
من الضروري تعزيز الوعي الغذائي لدى المستهلكين حول أهمية اختيار المنتجات الغذائية الآمنة والصحية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم حملات توعية وتثقيفية، وتوفير المعلومات اللازمة حول كيفية التعرف على المنتجات المغشوشة أو غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. كما أن سلامة المستهلك يجب أن تكون على رأس أولويات جميع الجهات المعنية.
مستقبل الرقابة الغذائية في الكويت
تسعى الهيئة العامة للغذاء والتغذية إلى تطوير آليات الرقابة الغذائية باستمرار، من خلال استخدام أحدث التقنيات وتدريب الكوادر البشرية. كما تعمل الهيئة على تعزيز التعاون مع الجهات المعنية الأخرى، مثل وزارة التجارة والصناعة ووزارة الصحة، لضمان تطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بسلامة الغذاء بشكل فعال. إن مكافحة الغش في الأغذية تتطلب جهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية، بهدف حماية صحة المستهلكين وضمان توفير منتجات غذائية آمنة وصحية للجميع.
في الختام، يجب التأكيد على أن قضية الملحمة المخالفة في الشويخ الصناعية تمثل تذكيرًا بأهمية اليقظة والحذر في مجال سلامة الغذاء. إن حماية صحة المستهلكين هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجهات الحكومية والتجار والمستهلكين على حد سواء. ندعو الجميع إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو شكاوى تتعلق بسلامة الغذاء، للمساهمة في بناء مجتمع صحي وآمن.
